نخالف ثمّ نتباكى
تاريخ النشر: 04/03/18 | 9:40ثمّ يروحون يتباكون !!!
يتباكون ليس على حليب سُكب ، بل على ارواح زُهقت هدرًا.
وكيف لا تُزهَق هذه الارواح ونحن نستهين بها وبالقانون وبكلّ المبادىء؟
تجد أحدهم – وأكثرهم من الشّباب – من يقهقه وهو يتحدث في جوّاله ،فيقطع من امامك بسيّارته ، وكان المفروض والحريّ به أن يقف وينتظر فالطريق ليست له وحقّ المرور لغيره.
نعم فقدنا البوصلة في شوارعنا وفقدنا الاتزان وأضحى الموت الزؤام يتربّص في كلّ زاوية ومفرق ، فلا يمرّ يوم أو بعض يوم حتّى تسمع أن هناك حادثًا هنا وآخَر هناك وثالثًا هنالك والربّ يرحم !
بلفونات وسرعة زائدة وتجاوزات ومخالفات بالجملة لقوانين السّير ، فلا تستغربَّنَ إن رأيت يومًا أحدهم أو احداهنّ تضع في حضنها طفلها وهي تسوق.
أمّا عن الاحزمة في السيّارات واستعمالها او بالاحرى عدم استعمالها فحدّث ولا حرَج ، فتكاد تجد السّواد الاعظم من سائقينا يسيرون بمركباتهم والاحزمة غافية في مراقدها ، ولا نفطن بها ولها إلّا اذا سمعنا انم هناك شرطيًّا يتربّص لنا في احدى الزوايا!!
نُخالف ونخالف ثمّ نروح نتباكى .
نُسرع ونضيع في ثنايا البلفونات والاحاديث ونروح نتذمّر ونتأفّف!
نحن وللحقّ السبب والمُسبّب .
كثيرًا ما كانت امنياتي وما زالت أن تتواجد شرطة المرور في كلّ بلدة وفي كلّ زاوية ، شريطة أن تكون النوايا صافية ونزيهة والهدف الصالح العامّ لا جمع الغرامات فحسب.
دلّت الاحصائيات الأخيرة على أنّ نسبة السائقين العرب في البلاد الذين يستعملون حزام الأمان أقلّ بكثير من اخوتنا السائقين اليهود .
هل الامر يعود الى تربيتنا وعقليتنا التي تتوق دومًا الى مبدأ : ” خالِف تُعرَف” ، اما لى تربيتنا الشّرقيّة التي تعطينا الحقّ البائس برمي علبة الكولا من السيّارة وبقايا رغيف الفلافل ولا من رقيب؟!
لا أريد أن أعمّم ، ولكنها ظاهرة موجودة على ساحتنا وبقوّة.
كما انني لستُ بصدد أن أعفي سلطاتنا المحليّة والبلديّة من هذه الحوادث المروريّة ، فكثيرًا من بلداتنا العربية تعيش وضعًا صعبًا من حيث الشوارع وصلاحيتها والاهم المداخل ، فهناك من البلدات العربيّة كما عبلّيننا تجعلك ترتعب قبل ان تصل الى المخرج الى الشارع العام السريع ، كيف لا والخروج والدخول خطر وأكثر ، فلا دوّار ولا يحزنون ..
حان الوقت بل لقد حان منذ عشر سنوات … حان ونحن صامتون .. حان ان نُوظّف اموالنا في أرواحنا فتُحفظ من الانسكاب مجّانًا.
حان الوقت أن نهتم أكثر بمداخل بلداتنا وبشوارعنا وارصفتنا وبشبكات الطرقات الداخلية حتى ولو على حساب المُلك الخاصّ.
وحان الوقت ايضًا أن نُوظّف طاقاتنا ايضًا في التربية والتعليم والتهذيب منذ الصغر لنفوس السائقين وابنائهم حتى يتسنّى لنا أن نعيش كما يحقّ لنا أن نعيش في طمأنينة وهدأة بال.
زهير دعيم