حوار مع الشاعرة السورية المتألقة شاديا عريج
تاريخ النشر: 04/03/18 | 19:38شاديا عريج شاعرة سورية متمكنة فرضت حضورها على الساحة الأدبية والثقافية، تنطق شعرًا، وتصوغ حروفًا حريرية متناهية، تكمن لذة ومتعة نصوصها بالبوح، ولا تخضع لرقيب حبرها المنساب كالماء الرقراق من دون تردد.
كان لي معها لي هذا الحوار:
من هي شادية عريج؟
من الناحية الأديية أنا امرأة جبلتني معجزة الوجود، سقتني أمطار السماء، عظمي وجمجمتي تهوى الفن والإبداع، أما على صعيد عملي الشخصي فأنا مدرسة لموضوع التربية الفنية في السويداء-سورية.
حدثينا عن بداياتك الشعرية؟
كان للرسم دورًا كبيرًا في خوض تجربتي الشعرية، حيث أن الرسم والشعر واحد، ولكن تختلف الأدوات، فأدوات ومفردات الشعر هي الكلمة والصورة الذهنية واستقبال المتلقي عن طريق السماع والقراءة، بينما أدوات الرسم فهي اللون، الخط، الصورة البصرية، والاستقبال يكون عن طريق العين واللمس، واذا هما مفردتان من عالم واحد. وقد وظفت موهبتي الفنية باتجاه الشعر الذي بدأ منذ الصغر. اتأثر لأي موقف من مواقف الحياة دون نسيان، وزمن القصيدة هو الذات تتفاعل بداخلها طويلًا قبل التدفق السريع حيث هناك وطن لما يجول من أحداث فتتفاعل به من قبل التفاعل مع الحرف الذي يولد مع هذه الأجواء.
ما هي الموضوعات التي تتناوليها في نصوصك؟
موضوعاتي فيها صوت امرأة عربية عاشقة..عاشقة للوطن البلد..للوطن الرجل..للوطن الأم..للوطن الطفل..لوطن الأرض والسلام ليتدفق الوطن في العروق ويتوحد الشعر معًا.
ما هي الأسس التي يقوم عليها خطابك الشعري؟
أهم هذه الأسس هي كتابات فريدة باسقة حافلة باللمسات الانسانية المرهفة والشفافة، فيها حس تعبيري عال واسلوب لغوي واضح سهل ممتنع مليء بالايحاءات والرموز لتصل بسهولة لكل من يقرأ حرفي.
كيف تقيمين الحركة الثقافية والنقدية السورية، وهل أنصف النقد شاديا عريج؟
لست بموقع يؤهلني لذلك، لأنه بصراحة للنقد أهله، فهو انفجار عنيف في العروق الدموية من ثنايا العقل والقلب، والنقاد يدركون ما للشعر من رسالة فنية روحية قومية يعتصموا بحرمه ويحيلوه في نفوسهم مكان العبير في الأزاهير، لذلك يفتن الشاعر بنقدهم فيلج على الصفاء في شعره، والصدق في شدوهم، فلهم طرائقهم ولنا الكلمة بتواضع.
وبالنسبة لانصافي نقدًا، أقول:الحياة صخرة عاتية جبارة وست أصواتها على شاطىء بحر أمواجه هي جهد الناس ونضالهم. وأنا أخذت أكثر من جهدي ونضالي بكثير، وأسمى آيات الشكر والعرفان لمن كان له بصمة في تشجيعي ورأي في حرفي.
كيف ترين مساهمة المرأة السورية في النهضة الثقافية العربية، والشعرية خصوصًا؟
للمرأة دور كبير حيث ازدادت مشاركاتها السياسية والثقافية. وأصبح لها دور في صنع القرار، ومشاركات حافلة على المستوى الثقافي.
ما هي القصيدة التي تعتزين بها من قصائدك؟
النص المحبب لدي عنوانه”الندى نار”هذا النص له وقع خاص واشعر بانني في حالة حب معه ويحدث بيني وبينه ارتباط قوي وعميق.
وهذه كلماته..
الندى نار
تفنن حبيبي في الغياب
وزد اللوعة في الفؤاد
إني أركب طوع زماني
وزماني تربى على العناد
سنابل القمح أهديها لك
وآتيك على جمر المداد
يعيا بي الموت كيف احيا
أعيش أسيرة في السواد
حبيبي أحلامنا تحيا وتفنى
فكن علي كريما وجواد
أطلقت حبك لحنا يغنى
ينأى عن الغياب والبعاد
والندى فوق الورود نار
أشعلت قلبي بريح من رماد
بيني وبينك عهد جميل
أرنو إليك فقم…وناد
فإني لك طوع… أمر
ولي منك فياض الوداد
من يعجبك من الشعراء والمبدعين السوريين والعرب؟
ما أكثرهم ولا استطيع ذكرهم جميعًا، فهم من أطياف متعددة، ومن مراحل زمنية كثيرة، فهناك جرير والفرزدق والأخطل وأبو تمام والبحتري وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل ونزار قباني وسليمان العيسى وسواهم، وأنا أفتن بحرفهم لكني لا أتأثر بشاعر دون سواه، المهم عندي المفردة الكلمة، فهي نقطة الارتكاز الأولى، وهي عنصر الاثراء الذي يخاطب العقل والوجدان من خلال حوار فكري جمالي بين الشاعر والمتلقي.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أنا بصدد طباعة مجموعة شعرية قريبًا ان شاء الله، وأفكر بعد فترة الى جانب عملي بموضوع الفنون التشكيلية واللغة الأدبية اقامة مرسم خاص لي.
كلمة أخيرة توجهيها للمبدعين الشباب؟
أقول لهم:أنتم يا من تكتبون على الصفحات البيضاء فراشات وأغنيات حبًا وأناشيد أكتبوا باحساس، ارسموا الحرف بعشق للأرض، للسماء، كي يصير النهار بكم أجمل، وتصير قامة الوطن أكبر من كل القامات، أكتبوا وارسموا، وطيروا باتجاه شمس تصنعون من أشعتها مظاهر الفن والجمال والإبداع.
أجراه:شاكر فريد حسن