بحث يشخص المعيقات والحلول لمشاركة النساء بالإنتخابات

تاريخ النشر: 08/03/18 | 14:56

عرض “كيان”- تنظيم نِسوي، أمس في الناصرة، نتائج بحث مُعّمق عن مشاركة النساء الفلسطينيات في إسرائيل في الانتخابات للسلطات المحليّة.
وشارك العرض الذي يأتي بدعم سخي من مبادرة الشراكة الامريكية الشرق أوسطية “MEPI” وصندوق ” CFD”، عدد من النساء اللاتي أعلن عن نيتهّن الترشح للانتخابات القريبة، ومشاركات سبق وأنّ خضّن التجربة، وايضًا عضو الكنيست عايدة توما سليمان- رئيسة لجنة مكانة المرأة.
ويعالج البحث مسألة إقصاء النساء الفلسطينيات من الحيّز العام، ويأتي تحت عنوان “إقصاء النساء الفلسطينيات عن مجالس السلطات المحليّة: واقع وتحديات بين قمع الدولة وقمع المجتمع”.
ويتزامن نشر نتائج البحث مع يوم المرأة العالميّ، الثامن من آذار/ مارس، للتشديد على أنّ إنصاف المرأة يبقى منقوصًا وغير مكتملا مع إقصاء المرأة من الحيز العام، والحيلولة دون منحها حقها في المشاركة السياسيّة المؤثرة وليست الصوريّة.
وعن أهمية البحث، أوضحت معدته، رفاه عنبتاوي-مديرة “كيان”، أنه يأتي إيمانًا بأن مشاركة النساء في السياسة هي أحد اهم مشتقات الحق في المساواة وهي حق انساني واساسي في مجتمع ديمقراطي، وأنّ قناعة “كيان” تعتمد على أهمية العمل الميداني وتطوير قيادات نسائية مؤثرة.
وأكدت عنبتاوي أنّ كل الجهود التي بُذلت على الصعيدين البحثي والعملي، لم تحدث تقدمًا جديًا وتغييرًا في واقع تمثيل النساء في مواقع صنع القرار وفي السياسة عامة والسياسة المحلية تحديدًا، وبقيّت النساء تعاني من الاقصاء من هذا الحيّز.
وأضافت أنّ المميز بالبحث أنه يطرق جوانب لم تتعمق بها البحوثات والأدبيات السابقة، كما وأنه يقدم حلولا عمليّة مستندة على تجارب النساء والرجال في الحقل، حيث جاء هذا البحث ليشخص الواقع، دون تجاهل الأبحاث السابقة، مضيفًا إلى ذلك مخطط عملي نحو التغيير.
وشددت عنبتاوي على أنّ مسؤولية التغيير لا تقع على عاتق النساء فقط إنما على المجتمع كافة حيث عمل البحث على تحليل وفهم المعيقات التي أظهرت أنّ جزءً منها يتعلق بالمجتمع عامة، الذكوريّ بطبعه، بالمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة التي لا زالت ترسخ آليات التمييز والإقصاء في كافة مجالات الحياة، مخصصة موارد شحيحة جدًا يتنافس عليها مجتمعنا بقوة، وبالرجال الذي يحولون الحيّز العام إلى ساحة عراك حمائيلية أو طائفيّة، وبالأحزاب التي فضلت الانخراط في هذا الوضع وترسيخه دون العمل على تغييره.
وتطرّقت عنبتاوي إلى الواقع الحالي مشيرة إلى أن نتائج انتخابات 2013، للمجالس المحليّة، افرزت 14 عضوة في المجالس المختلفة، من أصل 165 امرأة خاضت الانتخابات في مواقع مختلفة، من 44 بلدة منهّن فقط 82 ترشحّن للمقاعد الـ 5 الأولى.
وخلص البحث إلى أنّ المعيقات التي تحول دون مشاركة نسائنا في الانتخابات للسلطات المحليّة هي؛ الهيمنة الذكورية على الحيز العام والقهو القومي، العنف الذي تتسم به انتخاباتنا للسلطات المحليّة ومدى جاهزية نسائنا للتعامل معه، إدارة المعارك الانتخابية من خلال منظومة ذكورية مكرسة للإقصاء، المبنى العائلي والطائفي لمجتمعنا، غياب الإجندة النسوية من الانتخابات للسلطات المحليّة، انخراط الاحزاب في المنظومة الذكورية والعائلية للانتخابات، وايضًا عدم توفر الكفاءات.
وأظهر البحث أنّ المجتمع الفلسطيني في إسرائيل هو مجتمع مركّب بتوجّهاته في كلّ ما يتعلق بالمرأة، مكانتها ودورها في الحيّز العامّ، بما في ذلك السلطات المحلية. لذا، فإنّ فهم أيّ سياق قمعيّ للنساء وعلاجه على الصعيد الاجتماعي، لا يمكن أن يكتمل دون إجراء حوار مباشر مع جميع مركّبات المجتمع ذات الصلة، وذلك يشمل المركبات القامعة بمَن فيها جمهور الرجال، ولا سيّما الذين ينتهجون النهج الذكوري التقليدي السائد، عليه قدّمت عنبتاوي مخطط واضح وشامل للتعامل مع المعيقات، والتي جاءت بتفصيل من خلال البحث.
بقي أنّ نشير إلى أن الدراسة تعتمد على منهجية البحث النسوي النوعي الذي يولي اهمية كبرى لأصوات النساء ويراهن شريكات في البحث، حيث لا يكتفي برصد تجاربهن وانما يصغي الى قراءتهن الخاصة وتحليلهن لتلك التجارب.
واعتمد البحث على رصد مجموعات بؤرية شملت أعضاء ورؤساء مجالس محلية، ناشطين وناشطات في العمل الاجتماعي والسياسي ورجال ونساء خضن تجربة الترشح للانتخابات ولم ينجحوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة