ذابت فيك قصيد..إلى محمود درويش
تاريخ النشر: 17/03/18 | 15:40غنيتها قوافي
وغنتك نشيد
ذبتَ فيها منافي
وذابتْ فيك قصيد
صورتها حلماً
وتصورت فيك شهيد
رسمتها على الواح صَّبار
الروحة شوكا
ورسمتك تعويذة على أبواب
سور عكا
كيف استطعتَ ان تجد الخوابي
وتأخذ منها قمح البذار
كيف استطعتَ ان تعلو الروابي
وترى من علٍ روابي الديار
****************************
ماذا رأيتَ في المسافات بين البروة
والشتات
حتى قلتَ ان عليها ما يستحق
الحياة
هل رأيت الكرمل يشمر عن ساعديه
ويتحدى عواصف البحر
هل رأيتَ بنت أريحا ترفع قبضتها
في وجه شياطين القهر
هل رأيتَ جليلية تلوِّح بشالها الأحمر
متحدية جحافل الغدر
هل رأيتَ في طريقك طفل مخيَّم
في يده شظايا الصخر
***********************
هل سمعتَ المواويل
تسبح في سماء القدس
لتعانق جبال الخليل
وتكلِّلها أكليل النصر
هل رأيتَ المسيح
يمشي حافياً على جبال الجليل
ينشد على ربوعها سلام الأناجيل
************
كيف استطعت ان تزرع الخوف
من تسابيح الأغنيات
في عيون الطغاة
و تزرع الخوف من اخضرار
حكايات البيرويات
في قلوب الجناة
كيف استطعت ان تزرع الخوف
من براعم اللوزات المزهرات
في جنازير الجرّافات
***********************
تنقلتَ من ذاكرة الى
ذاكرة
وتحمل معك ذاكرتنا الغابرة
الباقية والمسافرة
وصنعتَ منها نشيداً
يرفعنا الى تجليات الذاكرة
ووقع سحر أغنياتك
يخيف البرابرة
وانطلقت أضواء أشعارك
تفضح زنى السماسرة
وحولت روح الأطفال
الى سيل من الجبابرة
************************
تنقلت َمن غياب الى غياب
حولت الغياب الى قيثارة
ترسل ترانيم حلمنا
وتنقلنا معك من سفر الى سفر
ترسم خطوات رجوعنا
وتنقلنا معك من وتر الى وتر
ننشد ترانيم زيتوننا
وأخذتنا معك الى علياء النهر
لنرى منابع حيِّنا
*******************
لماذا تأبى الرحيل منا
ونأبى الرحيل منك
أأدمنّا لحنك
وأدمنتَ دفئَ حُضننا
أأدمنّا عشقك
وأدمنتَ طعم زيتنا
*******************
أهذا سفرك ألأخير الى أعالى الجلبوع
لتطلَّ من هناك على بيسان
وتعود إلينا حاملاً قصائدك العشر
أهذا سفرك الموعود الى منابع الينبوع
لتبلَّ من هناك حلمك العطشان
وتعود لتحضِّر حقائب السفر
أم لتعيد إلينا وصلنا المقطوع
مع ألق خضرة الريحان
على ضفاف النهر
********************
ما زلت تطوف فينا
حاملاً مشعل أغنياتك
ما زال في أيدينا صحائفك
نقرأ فيها رؤى أحلامنا
أحلامك .
يوسف جمّال – عرعرة