توْءَم … توءمان
تاريخ النشر: 13/03/18 | 9:00كثيرًا ما أُسأل عن دقة استعمال تَوْءم، فهل يُقال للفرد أم للزوج؟
أجيب:
أتأمت المرأة: وضعت اثنين في بطن واحد فهي مُتْئِم.
التوءم ومؤنثه التوءمة، والجمع توائم:
المولود مع غيره في بطن واحد، فهذا توءم هذي، وتلك توءمة أخيها، فإذا اجتمعا فهما توءم أو توءمان، كما يقال: هو زوج، وهما زوج أو زوجان.
بعبارة أخرى أجازت العرب أن نطلق على الفرد توءم، وعلى الاثنين كذلك.
أوردت بعض المعاجم (القاموس المحيط مثلاً) مادة “توءم” في باب الواو، لأن الأصل- وأم مواءمة- بمعنى الموافقة، بل إن الخليل بن أحمد رأى أن الأصل وَوأم، فقلبت الواو الأولى إلى تاء.
ترد توءم أكثر ما ترد بمعنى المفرد، كقول عنترة:
بطلٌ كأن ثيابه في سرحة *** يُحذَى نعالَ السبت ليس بتوءم
أي أن هذا البطل ليس ضئيل الجسم (كالتوءم)، بل كأن ثيابه على شجرة عظيمة، وله نعال مدبوغة.
ورد في (لسان العرب) أن الليث قال:
“هما توءم فقط، ولا يقال هما توءمان”، فخطأه العلماء، وأجازوا، فقالوا: هو توءم،
وهما توءم أو توءمان.
أورد الفيروزآبادي كل ذلك في (القاموس المحيط)، فقال:
“ويقال توءم للذكر وتوءمة للأنثى، فإذا جُمعا (أي اجتمعا) فهما توءمان وتوءم، وأما الجمع فهو تؤام وتوائم”.
وإلى صديقي الذي سألني عن المرأة التي وضعت أربعة توائم، كم عددهم؟
أجيب؟
هم أربعة- فكل واحد هو توءم، ولا يصح أن يكونوا ثمانية، فالمعنى الآخر للتوءم = زوج ليس منطقيًا هنا، فنحن لا نعد الأزواج، بل نعد الأفراد واحدًا واحدًا.
برغم ما أجازته اللغة فأنا أفضل اليوم أن نخصص “التوءم” للمفرد
و”التوءمان” للاثنين- منعًا لالتباس.
لاحظوا أننا في الدارجة نستخدم (التوءم) للاثنين، فإذا أرادوا الحديث عن أحدهما قالوا في بعض المناطق- “شقة التوم”، وفي مناطق أخرى نحو ذلك.
أما همزة (توءم) فهي منفردة لأنها وقعت بعد واو ساكنة غير مكسورة، فنكتب: موءودة، السموءل، سوءى، مجزوءة… وهذا ما اتفِق عليه منذ مطالع القرن الماضي في كتب الإملاء، ككتاب (قواعد الإملاء) لأبي رزق، واستمرارًا في كتب مشايخ التحقيقات عبد السلام هارون وأحمد محمد شاكر ومحمود محمد شاكر وغيرهم.
(شخصيًا – أتقيد بهذا الإملاء المعتمد، ولا أرفض جعل الهمزة على الألف حسب حركتها في نحو- توأم بسبب شيوعها).
ب.فاروق مواسي