الزبارقة وقبيل التصويت على الموازنة العامة: *”الميزانية تُثري الأثرياء وتُفقر الفقراء أكثر”*
تاريخ النشر: 15/03/18 | 12:03الزبارقة وقبيل التصويت على الموازنة العامة:
*”الميزانية تُثري الأثرياء وتُفقر الفقراء أكثر”*
هاجم النائب عن االتجمُّع في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، مشروع الموازنة العامة وقانون التسويات، خلال خطابه اليوم بالكنيست، قبيل التصويت على ميزانية عام 2019.
وقال الزبارقة أن التمييز الصارخ في توزيع الميزانية يتجلى في كل مناحي الحياة وينعكس بشكل واضح على المواطنين العرب “هذه ميزانية حروب وعسكرة، حيث حصل الجيش الإسرائيلي على نحو 100 مليار شيكل من الموازنة العامة، في الوقت الذي يعاني المجتمع العربي، والفقراء، والمناطق النائية من شح بالميزانيات وتمييز وتهميش ممنهج”.
فجوة جلية في الصحة
واستعرض الزبارقة المجالات التي يتجلى فيها التمييز المجحف في الميزانيات، وفي مقدمتها الصحة، إذ أشار إلى أن أحد عوامل تردي الحالة الصحية وانتشار الأمراض، في المجتمع العربي والفئات المستضعفة، هو الوضع الاقتصادي المتردي، مؤكدا على أنه عندما تنعدم الميزانيات تزداد الفجوة بين اليهود والعرب وبين المركز والريف “هنالك هوة عميقة بين جودة حياة المواطنين العرب وبين اليهود، ويمكننا ملاحظة ذلك في متوسط العمر بين المجتمعين، عام 2013 كان متوسط العمر لدى العرب 78، مقابل 77 عام 2016، إذ يعيش المواطن العربي أقل ب 3.9 سنوات عن المواطن اليهودي.”
وأضاف الزبارقة أن هنالك أمراضًا شائعة في المجتمع العربي مثل، مرض السكر والحمى المالطية، لكن الحكومة وبدل مكافحة هذه الأمراض قامت بتقليص الميزانية المخصصة لمكافحة وباء الحمى المالطية، إذ وضعت خطة خمسية ورصدت لها 50 مليون شيكل، واستثُمر منها 40 مليون، وجمّد وزير الزراعة المتطرف أوري أريئيل بقية الميزانية.
وعرض الزبارقة مثالا آخر للتميز في مجال الصحة، وقال إن معدل وفيات الأطفال في المجتمع العربي مرتفعة جدا وتصل إلى 6.4، في حين أن معدل الوفيات العام بالبلاد يصل إلى 3.3 لكل ألف طفل، وإلى 2.4 في المجتمع اليهودي، ويسجل عرب النقب النسبة الأكبر لوفيات الأطفال، إذ يصل المعدل إلى 10 “معطيات قاسية جدا، وهذه الفروقات بين اليهود والعرب لها أسباب كثيرة ومنها الميزانيات الشحيحة وعدم تخصيص ميزانيات لمعالجة أسباب الامراض والوفاة في جيل مبكر، وافتقار القرى العربية مسلوبة الاعتراف بالنقب لخدمات الإسعاف والعيادات، ومراكز الأم والطفل”.
وأشار الزبارقة لمعطى إضافي يكشف التمييز البنيوي والمجحف في الموازنة وقال إن هنالك نقص كبير في الاختصاصيين النفسيين العرب، حيث أن عددهم يصل إلى 608 فقط، من أصل 12 ألف مختص نفسي بالبلاد.
رصد ميزانيات على الورق فقط: النقب نموجًا
وتطرق الزبارقة في خطابه إلى التمييز الفظيع في رصد الميزانيات الحاصل في مجال التطوير والبنى التحتية وتوسيع مسطحات النفوذ والمصادقة على الخرائط الهيكلية، مشيرًا إلى أن المفارق على مداخل البلدات العربية تفتقر لمعايير الأمن والسلامة وتشكل خطرا على حياة المواطنين، وقال “قلّصت الحكومة ميزانية التطوير المخصصة للبلدات العربية بنحو 500 مليون شيكل بدل زيادتها. وهنالك قرى في النقب ورغم الاعتراف بها، لا تملك حتى اليوم مخططا هيكليا تفصيليا ولم تحظى بيوتها بتراخيص مثل قريتي أبو تلول وبير هداج، اللتين تفتقرا لشوارع حديثة وللمواصلات العمومية.”
وأكد الزبارقة على أن الحكومة اقتصت من ميزانية المحاكم الشرعية، مبلغا بقيمة 4 مليون شيكل بدل زيادتها، وخفّضت ميزانية “سلطة تطوير البدو” بنحو 4 مليون شيكل، واقتطعت من ميزانية دمج المجتمع العربي بالنقب 6 مليون شيكل. قرار الحكومة 2379 من العام الماضي، يقضي بتطوير البلدات العربية بالنقب ولكن شيئا لم يحدث حتى اليوم، وما زال 5200 طفل دون إطار تعليمي أو علاجي أو رعوي وهذا دليل على أن الحكومة ترصد ميزانيات على الورق فقط ولا تترجمها على أرض الواقع.
لا وجود للمزارع العربي في الموازنة
وانتقد الزبارقة سياسة الحكومة التي تتجاهل المزارعين العرب، وقال “لا ذكر للمزارع العربي في الموازنة، فهبات وزارة الزراعة تُخصص وتُمنح للمزارعين اليهود والكيبوتسات والمستوطنات فقط، وبالكاد يحظى المزارعون العرب بنسبة 1% من الميزانية المخصصة للمزارعين عموما. ويُحرم المزارع العربي من الدعم ولا يحصل على برامج تدعم مشاريعه الزراعية ولا يتم تضمين حقه بتزويد السوق وتحصين كميات لمنتوجاته في السوق، مثل الحليب والبيض، كما ولا تخصص له كمية مياه لري محاصيله وحقوله مثل المزارع اليهودي، وخطة 922 تجاهلت المزارعين العرب بشكل صارخ.
واختتم الزبارقة خطابه قائلا “الموازنة العامة تُثري الأثرياء وتفقر الفقراء أكثر، وهي ميزانية حرب ودمار وتكريس احتلال وتوسيع فجوات، وليست ميزانية مساواة وعدل اجتماعي وتوزيعي وسلام”.