أمسية للأم والمرأة في كفركنا
تاريخ النشر: 17/03/18 | 17:02قومي من تحت الرمل كزهرة نوم في نيسان، قومي من حزنك قومي، إنّ الدولة تولد من رحم الأحزان … وتألق آذار الثقافيّ الفلسطينيّ الكنّاويّ – سوسنة الجليل بالأمسية الثالثة على التوالي، ارتدى الحبّ والحنان ثوبًا، وهمست شموع الأمسية للورد من قربها، فتمايلت غنجًا ودلالًا، رسمت بسمة رقيقة على شفاه كلّ من وقع بصره عليها.أحنّ إلى خبز أمّي وحضن أمّي ولمسة أمّي …. بِدُرّة نطق بها ثغر درويش ابتدأت عريفة الحفل السيّدة ميساء عواودة مديرة المكتبة العامّة وعضو إدارة الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين- الكرمل، ترحيبها لزهرات الأمسية فشنّفت مسامعهم وأدفأت عروقهنّ بما يليق بهنّ، كيف لا وهنّ عماد المجتمع وهنّ سطور التاريخ وهنّ الجذر الضارب في سابع أرض. وأسهبت عواودة: المرأة والأمّ كالغصن الرطب، تميل إلى كلّ جانب مع الرياح، ولكنها لا تنكسر في العاصفة، وهي الجزء العصبيّ من المجموع الإنسانيّ، والرجل هو الجزء العضليّ منه. واسترسلت عواودة: كونك امرأة وأمًّا هو شيئ صعب للغاية، فعليك أن تفكري كرجل وتتصرفي كسيّدة وتظهري كفتاة وتعملي كرجل آليّ وتصبري كجمل. المرأة والامّ هي ذلك الكيان المكوّن من الأحاسيس والمشاعر، القوّة والضعف، الحنوّ والقسوة، ببساطة كلّ شيئ وعكسه هي كائن متفرّد.
وتقدّم السيّد مجاهد عواودة رئيس المجلس البلديّ بكلمة ترحيبيّة أشاد فيها بالمرأة والأمّ، حيث أسهب: منذ دخولي للمجلس المحليّ آمنت بقدرات المرأة فأسّستُ المجلس النسائيّ كي يكون عونًا لكلّ نساء قانا. واسترسل: الأمّ رافعة النجاح في بيتها أوّلًا وفي مجتمعها ثانيًا، ما تصنعه لا يستطيع الرجل صنعه، هي من تبني اللبنة الصالحة للمجتمع، هي صانعة الأجيال وهي شراع السفينة ودونها يعجز الرّكب عن مواصلة الإبحار، وعندما تعطي لا تنتظر جزاء مقابل عطائها، وهي العين الساهرة ونبعٌ من الدفء والحنان الذي لا ينضب. واسترسل عواودة: أنادي جميع الأطر السياسيّة بمدّ يدها للمرأة العربيّة لأنّها أثبتت بجدارة مهنيّتها وقيادتها بتفوّق يذهلنا كلّ يوم. وأطلّ على الحضور السيد إسلام أمارة مدير عام المجلس المحليّ فرحّب بالنساء أيّما ترحيب، وأشاد بالدور الفعّال الذي تقمن به في المجتمع، وأسهب: ما تقوم به المرأة والأمّ لا يستطيع الرجل صنعه، فإنّها تقوم بالكثير من الأدوار في آن واحد دون انتظار جزاء، فهي الأخت والأمّ والزوجة والابنة، هي العاملة في الوظيفة وهي العاملة في البيت وهي المخلصة للزوج، وهي الطبيب وهي الكتف الدافئ للأبناء.وأطلّ على الضيوف ما بثَّ السحر بينهم فكانت فراشات فرقة الدبكة للمدرسة الابتدائية “ج” التابعة لمركز نحلة فأذهلوا الحضور بأدائهم الرائع المنظّم والدقيق.
وتقدّمت السيّدة نجلاء مقاري مستشارة رئيس المجلس لشؤون المرأة بكلمة عذبة رقيقة المعاني والمضمون ورحّبت بكلّ الضيوف، مشيدة بأهميّة دور المرأة الكناويّة في رفع مكانة قانا، كما شكرت رئيس المجلس على دعمه لها منذ تولّيها منصب المستشارة لشؤون المرأة. وحبّة من اللؤلؤ المكنون، ساحرة القوام والمُحيّا ظهرت بالأمسية من بين الحضور لتشاكس بأناملها أوتار الكمان الذي لازمها عشقًا، فقدّمت مقطوعة ساحرة أتحفت الحضور، وكانت المعزوفة بعنوان “موطني”، أما تلك الجميلة فهي الطفلة ليان أكرم عواودة.ولم تترك الفنّانة وداد سرحان الجمهور في حاله، فأخرجت التنهّدات عنوة بفقرة سقا الله أيام زمان. وكانت تثير الضحكات تارة وأخرى تؤجّج التنهّدات في القلوب.وأطلّ على الحفل المهيب الكاتب والأديب مصطفى عبد الفتّاح عضو إدارة الاتّحاد القطري للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل، فكان للسيدة ميساء عواودة حوار أدبيّ معه عن رواية “عودة ستي مدللة” والذي لم يأت اختيارها للرواية صدفة، بل لأن البطل في الرواية كان أمرأه وأمًّا، وكانت مدرسة الإصرار والعزيمة، امرأة ذلّلت المستحيل فوصلت لمشتهاها. ورافقهما بحوارهما الادبيّ الفنّان عفيف شليوط، حيث اقتطف بطريقة ساحرة بعضًا من فقرات الرواية، وصل بها الكاتب الذروة مع بطلته.
وعادت الفنّانة وداد سرحان بفقرة ثانية لتوصل للجمهور رسالة مبطّنة بطريقة فكاهية، وهي: 1- الإصرار على تعليم البنات. 2- التمييز العنصري بين المولود الذكر والأنثى. 3- لا للصمت أمام تحصيل الحقوق.وجاء مسك الختام لتلك الأمسية الساحرة على أنغام الموسيقى العذبة، وزّعت بها الهدايا الرقيقة للحضور.فشكرًا لكلّ من زارنا وداس بساطنا، وشكرًا جزيلًا لرئيس المجلس السيّد مجاهد عواودة، اليد الممتدّة لمجال الثقافة، خاصّة ولكلّ المجالات بشكل عامّوالشكر الأوفى لكلّ من تقدّم بتقديم الفقرات الهادفة البديعة: الكاتب والأديب مصطفى عبد الفتّاح، الفنّان عفيف شليوط، السيّد إسلام أمارة مدير عام المجلس المحليّ، السيّدة نجلاء مقاري، فراشات فرقة الدبكة للمدرسة الابتدائيّة “ج” والتابعة لمركز نحلة البديع، الفنّانة وداد سرحان، وحبّة اللؤلؤ ليان أكرم عواودة.