تلك الطبيعة في آذار
تاريخ النشر: 24/03/18 | 0:06الأرض والطبيعة والمرأة هو الثالوث الجميل في آذار، حيث الأجواء الربيعية الدافئة، والطبيعة الخضراء الخلابة والوديان والاغادير الجارية، وكم يحلو التنزه والتجول والتمتع بجمال الجبال والروابي والغابات والمروج، واستنشاق رائحة الأرض المعطرة بزهر الاقحوان والخزامى والسوسن وغير ذلك من الزهور البرية الفواحة، وعبق الزعتر البري وزهر اللوز في نهاياته.
وعلى الدوام كان آذار شهر الوحي والالهام الشعري، لما فيه من سحر وجمال.
وقد تغنى الشعراء بالطبيعة، وكتبوا أجمل القصائد فيه، ووصفوها بأحلى الأوصاف والنعوت، وصاغوا لوحات فريدة عن المناظر الخلابة الفاتنة للنظر.
فهذا شاعر الحياة التونسي أبو القاسم الشابي، قال:
أقبل الصبح جميلًا يملأ الأفق بهاء
فتمطى الزهر والطير، وأمواج الماء
واشتهرت قصيدة البحتري”أتاك الربيع”التي ما زلنا نذكرها ونحفظها منذ ايام الدراسة الابتدائية، التي وصف فيها الربيع وصفًا أخاذًا، وصور بساط الأرض الأخضر وقد ازدان بأزهار النرجس والياسمين، فقال:
أتاك الرببع الطلق يختال ضاحكًا
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى
أوائل وردكن بالامس نوما
وقرن الشعراء فصل الربيع بالحب وتسابق العشاق في تذكر معشوقاتهم، مستلهمين في أجواء الربيع ونسائمه أعذب الكلام في وصف المعشوقة، فهذا ابن زيدون يتذكر محبوبته ولادة بنت المستكفي، عندما كانت في قرطبة، فيناجيها بقصائده الرائقة، وهو يصف الربيع الاندلسي، ومن أقواله:
اني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا
والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال، في أصائله
كأنه رق لي فاعتل اشفاقا
أما أمير الشعراء احمد شوقي، فوصف جمال أجواء الربيع وبدائع الزهور في آذار، فقال:
آذار أقبل فقم بنا يا صاح
حي الربيع حقيقة الأرواح
ملك النبات فكل أرض داره
تلقاه بالاعراس والأفراح
ولم يترك الأقدمون شاردة ولا واردة في فصل الربيع الا عرجوا على ذكرها ووصفها بأحسن الأوصاف، حتى انهم وصفوا قوس السماء وألوان الطيف وصورها.
ومن نوافل القول، أن ديوان العرب عامر بالأشعار عن الربيع وآذار الحب والأرض والمرأة والعطاء، ويمكن العودة الى بطون الكتب وقراءة ما فاضت وجادت به قرائح الشعراء عن هذا الفصل الخلاب.
ولنأخذ مساحة من الزمن، ونتجول في ربوع الطبيعة، نجمع من خيراتها الهليون لنطبخه مع البيض، واستنشاق الهواء النقي في هذا الشهر الجميل والجو البديع والاستمتاع بأجواء الربيع.
شاكر فريد حسن