أمسية يوم الأرض
تاريخ النشر: 04/04/18 | 15:48خير ياسين، خديجة شواهنة، رجا ابو ريا، خضر خلايلة، محسن طه ورأفت زهيري …استشهدوا لنحيا …. فهم أحياء …. هم الشهداء الأبرار يوم دافعوا فيه عن الأرض 30 آذار 1976.”لا يتبخر الدم بل يغوص في الأرض، يصير شاهدًا على الجريمة”. عنوان لوحة خطّها المبدع ظافر شوربجي، وحين سمعها صاحبها طلال سلمان في بيروت، دمعت عيناه، فبعثنا له اللوحة الأصلية، باسم النادي، مع أخوتنا الزعتريين برسالة من نادي حيفا الثقافي جاء فيها :
لطلال سلمان، تحية خير ياسين، خديجة شواهنة، رجا ابو ريا، خضر خلايلة، محسن طه ورأفت زهيري … استشهدوا لنحيا …. فهم أحياء …. هم الشهداء الأبرار يوم دافعوا فيه عن الأرض 30 آذار 1976.
“لا يتبخر الدم بل يغوص في الأرض، يصير شاهدًا على الجريمة”.(طلال سلمان)
هذه كانت افتتاحية أمسية يوم الأرض الخالد (30.03.17) في نادي حيفا الثقافي، في حيفا الكرمل، عروس فلسطين، وكل من حضر الأمسية عرف من هو طلال وصفّق له، فهو منارة وبوصلة في حيفا وفي بلادنا، ترقّبنا مقالاتك وتبادلناها بيننا. انتظرنا “السفير” صباحًا، كما انتظرنا “السفير العربي” ونتابع “على الطريق”.
دافعتَ عن قضيّة العرب “فلسطين” بإخلاص فكنت فلسطينيّا حتى النخاع، كنت صوتنا حين لم يكن لنا صوتٌ، دخلت قلوبنا دون استئذان حين كتبت يوم 07.08.2008 مقالتك “الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط” وبعثت فينا الأمل… والحياة… والإرادة… كي نتحدّى… نتحدّى كي نحفظ وجودنا ونوعيته، لننتصر.
شكرًا لك أيها العزيز، لأنك ما زلت هناك …وهنا… وفي كل مكان … رافعًا “علم” فلسطين … حاملًا شعلة … في طريق العودة .
تحية كرمليّة حيفاويّة على أمل اللقاء هنا بيننا، في حيفانا، في بلدك، ووطنك وبين أهلك.
المحامي حسن عبادي
نادي حيفا الثقافي
حيفا، فلسطين
لا تجالس أنصاف العشاق،
ولا تصادق أنصاف الأصدقاء
لا تحلم نصف حلم،
ولا تتعلق بنصف أمل،
من تحب ليس نصفك الآخر..
هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه.
نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك،
نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان،
ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة
النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز..
لأنك لست نصف إنسان.
أنت إنسان وجدت كي تعيش الحياة،
وليس كي تعيش نصف حياة
(جبران خليل جبران)
كما قلناها سابقًا، لا نُحب كلمة التواصل لأننا شعب واحد، الشعب العربي الفلسطيني، نعتز بعروبتنا وفلسطينيتنا على حد سواء، تجمعنا الهوية الواحدة ونحن لا نستطيع ان نتواصل مع انفسنا بل مع الآخر.
أخوتنا في الشتات يتحسرون على ما فات، على ما ضاع من وطن وأرض وما قدموا من دماء وتضحيات، ولكن كما قال أخي د. يوسف عراقي حين التقى طلاب كلية مار الياس : “الحجر بأرضه قنطار”، نقولها بصريح العبارة : نحن الحجر، نحن الوتد وهنا باقون!
ولهذا بادرنا بتكثيف حضور إخوتنا من شتى أرجاء الوطن والشتات، ولم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن، أعذروني سميح ومحمود، فأحمد دحبور، يحيى يخلف، عائشة عودة وباسم الخندقجي، جميل السلحوت، عادل سالم، سميح محسن، جمال أبو غيدا، نبيل شعث، د. سونيا نمر، عمر قراعين، سميح مسعود ، أنور حامد، ناجي العلي وتوفيق عبد العال وأخوتي د. عبد العزيز اللبدي ود. يوسف عراقي هم منّا وفينا وأهلنا، حاضرون بيننا ولو غابوا.
معنا اليوم معرض لوحات الفنان الزعتريّ الراحل توفيق عبد العال، وحين اتصلنا بابنه طارق لترتيب المعرض، وتحضير لمسة الوفاء، تحمّس للفكرة وقلت له: ها نحن نحقّق حلم أبيك العكيّ بالعودة إلى الوطن بمعرض لوحاته، فهو حاضر بيننا رغم الغياب. أشكر كانز المعرض، الفنان ظافر شوربجي على إخراج المعرض إلى حيّز التنفيذ.
ليس صدفة أن أخوتنا في الشتات يتابعون أمسياتِنا وينتظرون بفارغ الصبر صورَها، مداخلاتِها وحيثيّاتِها عبر صفحة النادي (ويا ويله فؤاد نقارة إذا تأخر ساعة زمان)، وليس صدفة أن المواقع في البلاد، في رام الله وغزة، في بيروت وبرلين، في الجزائر وعمان وأمريكا (وينك أخي عادل سالم) تنشر مشكورةً نشاطاتِنا الأسبوعية التي تعدّها وترسلها خلود فوراني-سرية، وبهذه المناسبة نشكر الصحف التي تغطّي نشاطاتِنا وأخص بالذكر المدينة الحيفاوية ممثّلة بالصديق رشاد عمري.
وصلتني رنقيّة من قبر طيّب الذكر توفيق عبد العال ومحادثة هاتفية من نجله طارق يعبّران عن استغرابهما من غياب العشرات من الأصدقاء وهم أوّل من “يُليّك” لكل تغريدة، واحتراما لذكرى الشهداء ويوم الأرض، وكي يتمتعوا بمشاهدة لوحات صديقهم في معرضه، بجودة عالية وأفضل من جودتها الفيس بوكية، ويحتفلوا بعودته بعد سنوات من التهجير القسري عبر معرض له في الوطن ولكن خذلونا، كل ومعه سببه الذي يبدو أنه أهم بكثير من عودة توفيق، ومن يوم الأرض وذكراه.
الله يرحمك يا جيفارا: “أنا لا ألوم الذين لا يعملون، ولكن، ألوم الذين يجرح شعورهم أن يعمل الآخرون”.
المحامي حسن عبادي
(ألقيت في الأمسية الثقافية بمناسبة يوم الأرض في نادي حيفا الثقافي)