أمسية “التغريبة الفلسطينيّة” في كفركنّا

تاريخ النشر: 08/04/18 | 16:34

عشيّة يوم الأرض وفي مساء الخميس الفائت ، وتحت رعاية المجلس البلديّ في مدينة قانا ورئيسه الأخ مجاهد عواودة، وبحضور فضيلة الشيخ عكرمة صبري إمام المسجد الأقصى ورئيس جمعيّة علماء المسلمين في القدس ونيافة المطران عطا الله حنّا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثودكس في القدس، وجمع غفير من المثقفين والأدباء من أعضاء الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل وعدد من رجال الدين الأجلّاء، ومن عوائل شهداء كفر كنّا، وفي ليلة جمّلها وآنسها انهمار المطر والخير، تزيّنت قاعة المكتبة العامّة بوجود أمينتها العامّة الأخت ميساء عواودة وبالكوفيات الفلسطينيّة التي جلّلت الأمسية بمعانٍ وطنيّة ودلالات رمزيّة رائعة، غصّت قاعة المكتبة العامّة بجمهور غفير من كفر كنّا والقرى والمدن العربيّة، جاءوا للمشاركة في إحياء الأمسية الأخيرة من أمسيات آذار الكنّاويّة الثقافيّة والوطنيّة الملتزمة، والتي كان عنوانها “التغريبة الفلسطينيّة”.وبلياقة عالية تولّى إدارة الأمسية بفقراتها المتعدّدة المربّي الشاعر قاسم حجوج من قرية “كوكب أبو الهيجاء” وعضو الاتّحاد القطريّ، وبكلمته الافتتاحيّة رحّب بالضيوف الكرام وجمهور المشاركين وتطرّق إلى معاني شهر آذار الثقافة والأرض والمرأة، معدّدًا ما للثقافة والأدب والفنّ والشعر من دور كبير في حياة مجتمعنا وشعبنا وأجيالنا القادمة.

وفي كلمتها حيّت الأمينة العامّة والمبادرة والمنظّمة لهذا البرنامج الشهريّ الأخت ميساء عواودة الحضور والضيوف، ومن بينهم رئيس وأعضاء المجلس البلديّ ورجال الدين من الضيوف والمحلّيّين وأعضاء الاتّحاد القطريّ وأعضاء المجلس النسائيّ، وتطرّقت في كلمتها مستذكرة غياب الفنّانة الفلسطينيّة الملتزمة ريم بنّا التي رحلت منذ أيّام قليلة، كما تحدّثت عن نجاح البرنامج منذ أمسيته الأولى وحتّى الأمسية الأخيرة، وحظي بحضور كميّ ونوعيّ لافت زاده نجاحًا وألقًا، وأنهت بقراءة قصيدة بعنوان “براءة” تنسجم معانيها مع عنوان الأمسية.أمّا رئيس المجلس البلديّ الأخ عواودة والذي أغدق معنويًّا وماديًّا على هذا البرنامج، فقد رحّب بفضيلة الشيخ صبري وغبطة المطران حنّا وأعضاء الاتّحاد ونوّه بالتعاون مع الأدباء دائمًا، وتطرّق في كلمته عن تحصيل الأرض من دائرة الأراضي السلطويّة لتحقيق مشروع التطوّر والبناء لأهل قانا، ومن ثمّ قدّم نبذة تاريخيّة عن البلدة التي قدّمت في مسيرة الكفاح الفلسطينيّ حوالي أربعين شهيدًا. وقام في نهاية الكلمة بدعوة الضيفيْن: الشيخ صبري والمطران حنّا وتكريمهما كضيفين عزيزييْن على البلد وقدّم لهما درعيْن رمزيّيْن.وكانت الكلمة لفضيلة الشيخ صبري فبدأ شاكرًا حسن الاستقبال والضيافة، واستعرض بأيجاز تاريخ القضيّة الفلسطينيّة منذ المؤتمر الصهيونيّ الاوّل 1897، حيث بدأت المؤامرة مرورًا بوعد بلفور ومأساة النكبة واقتلاع الشعب الفلسطينيّ من مدنه وقراه وأرضه 1948، ومن ثمّ نوّه بالنضال الفلسطينيّ منذ ثورة ال36 وحتّى يوم الأرض 1976، والذي نحن نحتفل الآن بذكراه وذكرى شهدائه الثانية والأربعين. وقد تطرّق فضيلته إلى الاعتداءات المتكرّرة على المقدّسات الفلسطينيّة الإسلاميّة والمسيحيّة كسياسة تتّبعها الحكومات الصهيونيّة لطمس معالم الوطن.

وقد تحدّث في الأمسية د. جمال عامر عميد كليّة الهندسة في جامعة “بير زيت” مبيّنًا يوم الأرض كحدث مفصليّ، ليس في تاريخ عرب الداخل، بل وعلى المستوى الفلسطينيّ والعربيّ عامّة، فقد استطاع العرب فيه أن يكسروا حاجز الخوف وينطلقوا مدافعين عن حقوقهم في البقاء والتطوّر.وكان للشعر الملتزم منصّة في هذه الأمسية فقدّم ثلاثة من شعراء الاتّحاد قصائد لاقت استحسانًا في أجواء الأمسية وعند الحضور، فقرأ الشاعر د. أسامة مصاروة وهو نائب رئيس الاتّحاد قصيدة “القدس” المدينة المقاومة، وقرأ الشاعر منتصر منصور مجموعة جميلة من قصائده الوطنيّة القصيرة، وقرأ الشاعر علي هيبي وهو الناطق الرسميّ للاتّحاد قصيدة “اثنان وعشرون يومًا اثنان وعشرون سلاما” وجهّها لحكيم النرويج مادس جيلبرت، وكذلك ألقت الشاعرة مها زعبي قصيدة وطنيّة، وكانت الطالبة الموهبة الواعدة ديمة عواودة بحسن إلقائها لشعر رموز شعرنا، وأبرزهم درويش، كانت مسك ختام الشعر. وفي نهاية الفقرة الشعريّة دعا العريف أعضاء الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين لتكريم الأخ مجاهد عواودة رئيس المجلس البلديّ لتعاونه مع الاتّحاد في إخراج هذا البرنامج إلى النور، وكذلك على مساعدته المعنويّة والماديّة للاتّحاد، فقام أعضاء الاتّحاد بتقديم درع رمزيّ له، قدّمه وقرأ مضمونه الكاتب مصطفى عبد الفتّاح عضو الأمانة العامّة. كما شاركت فرقة “المجد” للطرب الأصيل من مجد الكروم وبقيادة الفنّان عزّ الدين خلايلة فقدّم وصلة غنائيّة ملتزمة، ومعه المطرب الواعد محمّد نصراويّ غنّى أغنية “هدّي يا بحر هدّي” وقد رافقهما على الأورغ العازف علاء كريّم.وفي الختام كانت مناظرة زجليّة من الغناء التراثيّ الفلسطينيّ، قدّمها الزجّالان: سمير أبو الهيجا “أبو أنس” وأحمد رحّال “أبو رجا”، من “جنين”، وكان محور المناظرة الوطن وقضاياه المختلفة، وفي صميمها القدس العاصمة الأبديّة لفلسطين.
من الناطق الرسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل الشاعر علي هيبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة