النصر لشعب غزة
تاريخ النشر: 05/04/18 | 14:25لا يزال صدى مسيرة العودة والاستقلال الشعبية السلمية في قطاع غزة، وأحداث الجريمة النكراء التي اقترفتها قوات الاحتلال، يطغيان على شريط الأحداث في وسائل الاعلام والفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي. فقد هزت هذه المسيرة والجريمة الدموية الكيان الاسرائيلي، واربكت أنصارها خارجيًا، واظهرت حقيقة اسرائيل أمام سكانها والعالم بوجهها العنصري الاحتلالي الاستعماري الفاشي الدموي.
لقد قرر أهالي غزة هاشم الخروج بمسيرات سلمية في يوم الأرض الخالد، للمطالبة بحريتهم وبفك الحصار عنهم ووقف آلة القمع والبطش الوحشية الاحتلالية، لكن حكومة العدوان والقتل والارهاب، حكومة نتنياهو-ليبرمان-بينيت، كانت قررت مسبقًا، وعن سبق الاصرار والترصد، قمع المتظاهرين سلميًا، فكانت لهم بالمرصاد واستقبلتهم بالرصاص الحي، وارتكبت مجزرة دموية بدون أي تردد، أودت بحياة ١٩من المواطنين العزل ، وأصابت أكثر من ١٥٠٠شخصًا.
لقد غير الشعب الغزي بمسيرته الشعبية السلمية الحاشدة لأجل العودة والحرية والاستقلال في يوم الأرض الأغر، المشهد السياسي وأعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وجعلها على صدارة قضايا الساعة.
وقد أثبت الغزيون انهم شعب عصي على الكسر، يتمسك بالأمل، وينشد الحياة، ولن يتنازل عن حقه في وطنه، وسيظل يناضل ويكافح ويقاوم ويتصدى للمحتلين، وعلى استعداد لتقديم قوافل الشهداء دفاعًا عن فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشرقية، وانه لن يتخلى أبدًا عن حقه في العودة، ولن يرضخ للارادة الصهيونية الامريكية، ولن يستسلم ويقبل سلاماً هزيلًا وهزليًا، لا لون ولا طعم ولا قيمة له.
مسيرة العودة أزالت القناع عن وجه الاحتلال، وأكدت بما لا يدع مجالًا للشك حقيقة ان من يقتل السلام، ومن يدمر أي امكانية حل للصراع، ومن يفرض حلولًا تعجيزية، ويحرق جسور الأمل هو مجرم حرب.
العالم مطالب بعد مجزرة غزة، بمحاكمة اسرائيل في محكمة الجنائيات الدولية، على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكها لحقوق الانسان، وحماية شعبنا تحت حراب الاحتلال.
وأخيراً، انها جريمة واضحة أطلق فيها جنود جيش رسمي مسلحون الرصاص الحي على متظاهرين عزل، ولو حدثت على مستوى الدولة الواحدة:جيش ضد مواطنين في الدولة نفسها لكانت جريمة قتل، جنائيًا ومدنيًا.
يقيناً، ان النصر في نهاية المطاف لشعب غزة ، وكل أبناء شعبنا في جميع أماكن تواجده، وسيبزغ فجر الحرية والانعتاق والاستقلال مهما طال ليل الاحتلال.
بقلم:شاكر فريد حسن