الساكتُ عنِ الحقّ شيطانٌ أخرس!
تاريخ النشر: 09/04/18 | 5:02قال تعالى في كتابه المُبين:بسم الله الرحمن الرحيم:”كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ..” (سورة آل عمران آية 110 ).
حقًّا، كنّا خيرَ أمّةٍ أخرِجت للناس عندما تمسّكنا بقيم ديننا الحنيف، وكنّا ندعو لقيم الخير والحقّ والعدل والمساواة والتسامح…، وكنّا ننهى عن قيم الشرّ والمُنكر والظلم والتعصّب والحقد…
أمّا اليوم، فنحن أمّة تضعضعت، والكثيرُ من قِيَمنا الخيّرة تزعزعت، وأسسُ حضارتنا الشامخة تخلخلت، وأمْست حالُنا لا تسرّ الصديق بل قد تُفرح العدوّ!
صِرنا نرى المنكر فنسكت ونتغاضى عنه وعن أصحابه، إمّا طمعًا بمكسب مادّيّ أو معنويّ، وإمّا خوفًا على فقدان مصلحة شخصيّة تتعلّق بمنصب أو ربح مادّي مشبوه، وإمّا تجنّبُا لعقابٍ ظالم!
صرنا نردّد أمثالًا ومقولات تحثّنا على التقاعس والخنوع على شاكلة:
“حُط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الروس!”
“إيد ما بِتْناطح مِخرز!”
“…حَيِّد عن ظهري بسيطة!”
لم نعُد نقتدي بكتاب الله ولا سنّه نبيّه العظيم محمّد (ص) الداعي لتقويم المنكر باليد، أو باللسان أو بالقلب.
أمّا مَنْ تجرّأ منّا وقال الحقّ وشهد به، فالويلُ له، وينفضُّ عنه الأصحابُ والخلّان كما حدث لأبي ذر الغفّاريّ القائل:
“لم يتركْ لي قولُ الحقّ صديقًا”.
والمطروح للنقاش ولإبداء الرأي:
هل نتمسّك بقيم الخير والحقّ، فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، مهما كلّفنا ذلك من عناء ومشقّة؟
أم نسكت على المنكر ونلجأ للمسايرة والنفاق طمعًا في مكسب وخوفًا من عقاب؟!
أم هل لديكم، أيّها القرّاء الكرام، خيارٌ ثالث؟
د. محمود أبو فنة
عالمعدل هاظ كل الناس شياطين
استاذ محمود حياك الله .. لا يوجد خيار ثالث فاما التغيير والبدأ كل بمقدار استطاعته بنفسه واهله واما فالحال سيزداد سوءا والأمر من ذلك والعياذ بالله سينزل غضب من الله لا ينجو منه احد .. لاننا كلنا كما في الحديث النبوي الشريف في مركب واحد .. اذا خرقه بعضهم ولم ينههم الآخرون عن خرقه ويمسكوا ايديهم هلكوا جميعاً .. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا)) [رواه البخاري عن النعمان بن بشير]