عرب ويهود يحيون ذكرى مجزرة دير ياسين

تاريخ النشر: 11/04/18 | 14:36

أكد المؤرخ الفلسطيني دكتور عادل مناع أن عدة جهات بشكل متعمد أو دون قصد قد بالغت في عرض تأثير مذبحة دير ياسين التي تصادف ذكراها السبعون أمس على تهجير الفلسطينيين من وطنهم. وكان المؤرخ مناع قد شارك في جولة نظمتها جمعية ” يذكرن ” الإسرائيلية على أراضي دير ياسين ضمن مساعيها لتعميم الرواية التاريخية على الإسرائيليين ومحاولة إقناعهم بأن الطريق للسلام تمر عبر اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن النكبة وباحترام حق عودة اللاجئين والعيش ضمن دولة واحدة.وشملت الجولة سماع رواية المكان وتثبيت لوائح تشمل أسماء ضحايا المذبحة باللغتين العربية والعبرية. ويوضح مرشد المجموعة التي زارت دير ياسين محمد بركات المقيم في القدس ” أن عشرات من الإسرائيليين وبعض الفلسطينيين والأجانب قد شاركوا في الجولة الميدانية لدير ياسين غربي القدس المحتلة التي هدمت إسرائيل معظم بيوتها وأقامت على أنقاضها مستوطنة عدا المقبرة وبعض البيوت التي تستخدم اليوم مستشفى مجانين.

ونوه بركات إلى أن الجولة هذا العام تمتاز بخصوصية ليس فقط للذكرى السبعين للمذبحة بل لتزامنها مع مسيرة العودة وارتكاب مذبحة جديدة بحق متظاهرين مدنيين. ونوه بركات إلى أن جد والده اسماعيل عطية قتل في المذبحة وقال إن بعض بيوت القرية الفلسطينية ما زالت قائمة منها بيت جده الذي يستخدم مستشفى إسرائيلي للمجانين. كما أشار لبيت زوج خالة والده أحمد رضوان المسكون من قبل يهود وبات جزء من حي ” غفعات شاؤول ” القائم على أراضي دير ياسين وهو موجود قبالة مدرسة للبنين التي تستخدم اليوم مدرسة يهودية دينية. وقال بركات إن عددا من أقارب عائلته قتلوا في المذبحة وإنه سمع من بعض الناجين منها أمثال مهندس الطيران المتقاعد المقيم في أمريكا اليوم داهود أسعد رضوان ويوسف أحمد رضوان المقيم في عمان . وينقل عنهم القول إن أهالي دير ياسين اتفقوا مع اليهود في البلدة اليهودية المجاورة غفعات شاؤول قبيل 1948 على الحفاظ على السلام المتبادل والتنبيه من أي خطر لكنهم وجدوا أنفسهم ضحية غدر الجيران أيضا.

من جانبه شدّد المؤرخ المختص بالتاريخ الفلسطيني الحديث بروفسور مصطفى كبها أن نيسان/أبريل 48 شهد أحداثا حاسمة ضربت معنويات الفلسطينيين . ويتابع” وجدنا مجزرة دير ياسين التي اقترفت بالتاسع من نيسان في وعي الفلسطينيين بكل البلاد لا في طبريا وحيفا فقط واللتين سقطتا في مثل هذا الشهر بعد نحو أسبوعين من دير ياسين”.ويوضح كبها أيضا أن الصهيونية استخدمت المجازر للانتقام أيضا من كل من عادى المشروع الصهيوني في فترة الانتداب.ويدلل كبها على مسؤولية إسرائيل عن هذه المجازر بالإشارة أنها هي وليست منظمات ” الإيتسل” و” الليحي” أو ” الهجاناه” ،ارتكبت مذابح كثيرة بعد قيامها كدولة منتصف مايو/أيار.
يذكر أن الباحث المعادي للصهيونية د. إيلان بابه صاحب كتاب ” التطهير العرقي في فلسطين” أن المجزرة وقعت ضمن خطة مكتوبة وضعتها الصهيونية مسبقا وتعرف بالخطة “د” وبواسطتها هجروا نحو 500 قرية و11 مدينة. وبخلاف مؤرخين إسرائيليين كثر يؤكد بابه أن حرب 48 استخدمت من قبل الصهيونية وسيلة لتطبيق خطة التطهير العرقي نافيا المزاعم الصهيونية التقليدية أن المساس بالمدنيين هو نتيجة طبيعية لكل حرب. ولا يبد بابه استغرابه من قرار محكمة إسرائيل العليا بالتحفظ على أرشيف دير ياسين حتى اليوم لأن من شأنه كشف الحقائق الدامغة منوها أن المعركة على الوعي والرواية ما زالت على أشدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة