مع الكاتب الإعلامي الدولي المعروف أحمد حازم

تاريخ النشر: 11/04/18 | 8:23

الاعلامي المعروف احمد حازم، ينتمي إلى عائلة من بلدة صفورية تهجرت في نكبة 48 إلى لبنان، أنهى دراسته في بيروت، وعمل فترة في الصحافة اللبنانية، بعدها أكمل دراساته العليا في ألمانيا وأقام فيها، حيث عمل سنوات طويلة محررا لشؤون الشرق الأوسط في وكالة الأنباء الألمانية، ونشرت له صحف يومية ومجلات أسبوعية ألمانية العديد من التقارير والمقابلات تتعلق بالمنطقة. عمل الاعلامي احمد حازم مديراً لمكتب “الصنارة” في برلين. وشغل منصب رئيس تحرير صحيفة “عرب الداخل”” النصراوية، وكان يقدم البرنامج التلفزيوني ( من ألــ 48) في فضائية “معا” الفلسطينية ، كما عمل مراسلاً لصحيفة “الرأي العام” اليومية الكويتية ومراسلاً لفضائيتي “البابلية ” و” التغيير ” العراقيتين. يكتب الاعلامي احمد حازم مقالات في مواقع وصحف محلية وعربية.
*الأستاذ الصحفي والإعلامي المخضرم أحمد حازم… لماذا اخترت مهنة الصحافة؟
ــــــ في الحقيقة كان والدي يريدني أن أدرس الشريعة الإسلامية في السعودية، لكني رفضت ذلك لأن الصحافة كانت هوايتي منذ صغري، وقد كبرت هذه المهنة معي ورأيت نفسي قادرا على دراسة هذه المهنة والنجاح فيها. ورفض والدي دراسة الصحافة وقال لي “شو الناس بدها تحكي عنا” وكأن الصحافة رقص شرقي هكذا كانوا يفكرون. وتوليت هذا الأمر بنفسي وصرت أشتغل وأتعلم حتى انهيت الدراسة في بيروت. وعملت في الصحافة اللبنانية أهم صحافة حرة في الوطن العربي.
* أنت صحفي وكاتب أشهر من نار على علم . كيف تقدمُ وتعرفُ نفسَكَ لجمهور القراء؟؟
ـــــــ لقد تم انتخابي رئيساً لجمعية الصحفيين العرب في البلاد، وأنا عضو في اتحاد الصحفيين الألمان. وعضو في الإتحاد الدولي للصحفيين بمعنى أنا صحفي دولي، التقيت قادة ووزراء وكبار سياسيين على الصعيدين العربي والعالمي، وزرت معظم دول العالم، ولا سيما كافة الدول العربية والأوروبية بما فيها دول إفريقية، كما ركزت في عملي الصحفي على دول أزمات مثل العراق واليمن والسودان والجزائر. وأقمت علاقات متينة مع كافة القيادات الفلسطينية السياسية والعسكرية، كما أجريت مقابلات عديدة مع شخصيات سياسية معروفة في أوروبا وآسيا وأفريقيا. والتقيت شخصيات سياسية بارزة في لبنان ومصر والعراق وتونس والأردن وسوريا والجزائر واليمن وقطر وليبيا والسودان، وغيرها.
*هل بالإمكان ذكر أسماء بعض هذه الشخصيات؟
ـــــــ نعم بكل سرور. التقيت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الحكومة الأردنية عبد الكريم الكباريتي ووزير خارجية اليمن أبو بكر القربي والزعيم السوداني الراحل حسن الترابي ووزير الخارجية العراقي عبد الجبار الدوري والرئيس اللبناني الأسبق سليمان فرنجية، وأعتز كثيراً بلقاء لي مع الزعيم اللبناني الراحل كمال جنبلاط، والسياسي المصري المعروف د.رفعت سعيد , والتقيت أيضاً صلاح المختار مستشار الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والكثير جداً من الشخصيات الأخرى لا يتيح لي المجال للتطرق إليها والحديث عنها لأني أحتاج إلى صفحات.
* وهل هناك شخصيات أدبية التقيتها في حياتك الصحفية؟
ـــــ إضافة إلى عمالقة الشعر الفلسطيني (محمود درويش، سميح القاسم وعز الدين مناصرة) ، فقد التقيت بالشاعرين العراقيين الكبيرين محمد مهدي الجواهري في براغ لأنه كان منفياً خارج العراق و عبد الوهاب البياتي في عمان لأنه كان منفياً أيضاً ، وكذلك مع الشاعر اللبناني سعيد عقل. وكان فخرا لي أن التقي الشاعر الكبير الراحل نزار قباني في بيروت، والأديبة البحرينية المشهورة خليجيا فوزية رشيد ومع الشاعر الراحل صاحب الأغنية الشعبية والوطنية عبد الرحمن الأبنودي وزوجته عطيات وكثيرون غيرهم من الوطن العربي. كما التقيت مفكرين كبار مصريين مثل نصر أبو زيد ومحمود أمين العالم
*وماذا عن الوسط الفني؟
ــــــ التقيت الكثير جداً من الفنانين في العالم العربي، على سبيل المثال : فريد الأطرش الذي التقيته في منزله في بيروت في ضاحية الحازمية، وأيضا عبد الحليم حافظ ومحرم فؤاد، والمطربة العزيزة على قلبي سميرة توفيق، والتقيت أيضا الممثل المصري فريد شوقي مع زوجته هدى سلطان، كما التقيت المخرج المصري علي بدرخان وزوجته السابقة سعاد حسني في بيته في القاهرة في شارع الهرم. وهنا لا بد لي أيضا أن أذكر لقائي مع (الصبوحة) رحمها الله. وبما اني عشت في بيروت فقد التقيت كافة الفنانين اللبنانين الكبار من ممثلين ومطربين مثل فيروز والراحل وديع الصافي ونصري شمس الدين. والتقيت الفنان الكبير دريد لحام في دمشق ، وأيضا المطرب السعودي محمد عبدو، وعمالقة كثيرون جداً غيرهم. طبعا التقيت مطربين من الجيل الماضي أيضا مثل عاصي الحلاني، ربيع الخولي الذي زارني في بيتي في برلين.
*عملتَ في وسائل إعلامية في دول عربية وأوروبية، في أي المواضيع والمجالات الصحفية كنت اهتماماتك ؟؟
ـــــــ في الحقيقة كالنت كل اهتماماتي مركزة على الملفين الفلسطيني والإسرائيلي، فكل كتاباتي في الصحافة الألمانية كانت تدور حول هذا الموضوع. أما الصحف التي كنت أكتب لها في دول عربية فكنت أتناول مواضيع مختلفة لكن أهمها الموضوع الفلسطيني. وكذلك الحال أيضاً في عملي كمراسل تلفزيوني.

* أهمُّ الإنجازات التي حققتها في مجال الإعلام ؟؟
ـــــــ في الحقيقة هناك إنجازات عديدة حققتها في حياتي الصحفية لم يستطع أحد عندنا في الداخل تحقيقها. فأنا أول صحفي من الداخل الفلسطيني يزور السودان ويجري لقاء مع الزعيم السوداني الراحل حسن الترابي، وأول صحفي يزور العراق ويجري مقابلات مع قادة كبار فيها، لدرجة أن إذاعات عربية تطرقت إلى زيارتي للعراق الذي زرته في عهد صدام حسن وفي مرحلة ما بعد صدام حسين. وأول صحفي من الداخل يتلقى دعوة لزيارة الجزائر ويكتب تقارير من هناك. وأنا أول صحفي يقوم بتغطية الحرب المدمرة في البوسنة والهرسك التي ذهب ضحيتها آلاف المسلمين. كما أني أول صحفي يكتب من اليمن. وعلى الصعيد الدولي، كان لي الشرف أن تنشر مجلة ألمانية أسبوعية إسمها أن بي آي تقريراً لي عن الأطفال الفلسطينين تحت الإحتلال اختارته غلافاً لها وكان صورة لطفلة فلسطينية بالكوفية وكان ذاك في العام 1985. هذه المجلة كانت توزع حوالي ميون نسخة أسبوعياً
*يقال انك تعرضت للخطف في بغداد. ما مدى صحة ذلك؟
ـــــــ أنا تعرضت لموت محتم في السودان وبولندا والبوسنة والهرسك، لكن رحمة الله أنقذتني. في العراق رأيت الموت بعيني أيضاً . كان ذلك في عام 2004 وتماما في الذكرى الأولى لسقوط بغداد. كنت وقتها في زيارة للعراق. سافرت من بغداد إلى الفلوجة بموافقة الجهة التي كنت تستضيفني حيث كان برفقتي مرافق خاص. وكان الهدف من الزيارة تغطية الأحداث هناك،. وعندما وصلنا مفرق (الكرمة) على بعد حوالي 12 كلم من الفلوجة نزلت من السيارة لالتقاط صورة لآلية أمريكية محروقة. هذه المنطقة معروفة بأنها منطقة للسنة. وفجأة شعرت بأن سلاحاً يصوب على ظهري . وقال لي المسلح : “سر أمامي بدوني حركة ولا تلتفت”. وصلنا إلى سيارة قديمة فيها شخصان ملثمان. سألني أحدهم من أين أنت. فقلت له على الفور: “أنا من إخوانكم الفلسطينيين” فنظر إلى زميله ثم أمر المسلح بإبعاد السلاح عن ظهري، وأماط اللثام عن وجهه، حيث عرفت ان هذه المجموعة من أنصار صدام حسين. وتركوني وشأني. هذه قصة طويلة ل مجال لسرها كاملة وقد رويتها باختصار.
* ما الذي يدفعك للمخاطرة بحياتك ؟
ـــــ الصحفي الملتزم بمبادئه وأخلاقه الإعلامية، لا يتوانى لحظة في بذل كل جهد لتقديم ما هو مميز للقارىء، خصوصاً إذا كانت الإمكانية متوفرة له. ولا يجب النظر كلياً إلى المخاطر، بقدر ما يجب التفكير بالانجازات التي تقدم للقارىء، وبالتالي فإن الصحفي هو الوسيلة الوحيدة بين القارىء والحدث. وأنا شخصياً، لم أفكر يوماً بأي خطر خلال عملي الصحفي، بل كان كل همي أن أعطي صورة واقعية لكل حدث عشته وكل تجربة مررت بها. وهذا بالفعل ما قمت به.
*وهل الحقيقة تستدعي كل هذه المخاطرة ؟
ــــــ بالتأكيد فإن البحث عن معلومات صحيحة والتوصل إليها هو عمل شاق ويحتاج إلى مخاطرة، خصوصاً في دول صراعات. والبحث عن الحقيقة في مكانها ليس أمراً سهلاً. فكتابة تحليل عن وضع ما خارج مكان الحدث، ينجم عن تقديرات خاصّة والاعتماد على آراء الغير، لكن هذا يبقى في إطار التخمين للوضع. والتقدير لا يمكن أن تكمن فيه حقيقة كاملة وإنما جزء بسيط جداً منها، وفي كثير من الأحيان يخلو التقدير حتى من هذا الجزء. وما توصلت إليه أنا شخصياً خلال تجاربي، كان عبارة عن صورة واقعية قمت بنقلها بأمانة وإخلاص إلى القارىء وتركت إليه الحكم على مجريات الأمور هناك.

*ما رأيُكَ في الصَّحافة المحليَّة مقارنة مع مستوى الصحافة والإعلام خارج البلاد ؟؟..
ــــــ الفرق شاسع جداً مع احترامي لمؤسسات إعلامية تحترم نفسها إلا أنها لا تتجاوز أصابع اليد. المشكلة عندنا في الداخل أن غالبية أصحاب وسائل الإعلام لا علاقة لهم بالإعلام. ولا يفرقون بين الجيد وغير الجيد. تصور على سبيل المثال أن أحد المواقع عندنا نشر إعلانا عن حاجته لمراسل، ووضع شرطاً مضحكاً وهو أن يكون بحوزة المراسل سيارة. فأي صحافة هذه؟؟؟ وقرأت في إعلان آخر عن طلب مراسل مع شرط إنهاء صف الحادي عشر على الأقل. أليس هذا إهانة للصحافة. في الدول النامية ولا سيما في العالم العربي لا يستطيع أي شخص العمل في الصحافة بدون شهادة تثبت علاقته بالإعلام (شهادة جامعية أو معهد عالي) ولذلك أقول أن نسبة المهنيين الحقيقيين في مجال الإعلام في الداخل هي نسبة ضئيلة جداً.
* ولكن هناك وهناك وسائل إعلام مكتوبة كثيرة ووسائل إعلام مسموعة ومرئية منها الخاصة ومنها الرسمية ويعمل بها العديد من الأشخاص كيف تفسر ذلك؟
ــــــ الأهمية ليست بكثرة العدد. هناك عشرات المواقع الإلكترونية لكن غالبيتها أشبه بدكاكين تجارية ولا علاقة لها بالإعلام . هناك موظفون يعملون في هذه المواقع وليس بالضرورة أن يكون الموظف صحفي. بالنسبة لي فإن الصحفي يجب أن يكون خريج جامعة في الصحافة أو خريج معهد إعلام. صحيح هناك إذاعة خاصة في مجتمعنا العربي لكنها لم تصل بعد إلى مسنوى اذاعة قوية مهنياً قياسا بإذاعات العالم العربي والسبب هو في الإدارة. وإذا كان صاحب الإذاعة لا علاقة له بالإعلام فكيف تكون الإذاعة ناجحة. وعندما يقدم الكثير من العاملين فيها استقالاتهم، فالسبب يكمن في الإدارة. إن سبب بقاء هذه الإذاعة يعود كونها الوحيدة في المجتمع العربي وقد يكون هناك أسباب أخرى، وعل كل حال لا يهمني هذا الأمر.
*حدذنا عن أعمالك الأدبية
ـــــــ أصدرت لغاية الآن أربعة كتب وهي: ” سياسيون ومواقف”، الذي صدر في العام 2000 عن دار نشر لبنانية في مدينة بريمن بالمانيا، ثم أصدرت في الناصرة في العام 2002 كتاب “الطريق إلى بغداد” وفي العام 2005 كتاب ” رحلة الرعب إلى العراق.. انطباعات شاهد عيان” ، وصدر لي عام 2011 كتاب “شاهد عيان على ممارساتهم..من قتل ناجي العلي”. وأعمل الآن على إصدار رواية تتحدث عن عائلة فلسطينية تهجرت في العام 48 إلى لبنان، وفي هذه الرواية أتحدث عن الوضع الفلسطيني المأساوي في لبنان.

مقابلة أجراها : حاتم حوعيةالمغار – الجليل – فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة