آثارنا شاهد حيّ على الجريمة
تاريخ النشر: 14/04/18 | 23:08قرأت دعوى قضائية في شهر آذار الماضي تقدم بها للمحكمة المركزية في حيفا المحاميان توما هلون، ابن قرية عسفيا الكرمليّة، وديمة عبادي-الماضي الحيفاويّة فاقشعرّ بدني وجاءني ما كتبته في حينه عن رواية ماميلا للكاتبة الفلسطينية ميرفت جمعة، فالاحتلال الصهيوني يعمل على محو الذاكرة الفلسطينية والتخلّص منها وفبركة التاريخ وتجييره – قولًا وفعلًا، في القدس وحيفا وفي كل مكان لهزم الذاكرة !!
“مسرح” أحداث الدعوى بقايا كنيسة أو قلعة في تل السمك على شاطئ حيفا، أهملتها السلطات منذ النكبة لإخفاء وطمس معالمها التاريخيّة المسيحيّة، والصور المرفقة بالدعوى هي الشاهد والدليل.
تدمير الكنيسة/القلعة، كغيرها من كنائس فلسطين، يصبو إلى محو الهويّة الفلسطينيّة من الحيّز والإسراع في تهويد المعالِم من أجل صياغة صورة جديدة وخلق حيّز يهودي للمكان كي لا تبقى شاهدًا على تلك الجريمة النكراء وعلى التطهير العرقي الإجرامي المقيت بحق الفلسطينيين.
تتناول الدعوى منحوتة فسيفساء، لوحة فنيّة رائعة، مُهملة وبدون صيانة، تتآكل وتتلاشى مع الزمن، لوحة فنيّة تشهد على تاريخ وتصوّره بأبهى صوره، تشهد بأن المنطقة كانت مأهولة بأهلها الذين عملوا على إعمار البلدة وازدهارها.
عمدًا أهملت سلطة الآثار الموقع المذكور، لم تقم بصيانته أو ترميمه أو إعادة تأهيله، بمحاولة لطمس وتشويه معالم المكان كجزء من تلك المؤامرة المستمرّة لمحو الهويّة الفلسطينيّة وتوطيد الرواية الصهيونيّة وتدعيمها.
آن الأوان لصيانة وحماية آثارنا للحفاظ على الذاكرة الجمعيّة!
المحامي حسن عبادي
انا في الحقيقة لا اعلم كيف صار عندك هذا التحول
تستعمل مصطلحات مثل المؤامرة لمحو الهوية كل الاحترام