صراخ القلب

بقلم ميسون أنور طيارة , المدرسة الثانوية في كفرقرع,

لحظة من لحظات حياتي تملؤها الاحزان والأوجاع الّتي تقتل الفرح لشدة قوَّتِها، وعُلُوِ حرارتها، فماذا يفعل قلبي المُمزَّقُ غلافه، هل ترى سيصمدُ أمام هذه المتاعب والمصاعب؟!.

لقد حاولتُ جاهدةْ أن أقطف قلبي من حدائقِ الشيطان، وحقول النيران، لكن دون جدوى، لانَّ قلبي قد ركدت عليه المحن، وزينتهُ بالعقود الشّانقة الّتي قدَّت أنين قلبي المسكين.

يا لأبواب قلبي الّتي كادت أن تتلاشى لشدّة الرغبة في الهروب من هذا الكهف الدّاجي، الّذي يُنير فوانيس التّعاسة والفقر، الفقر من الحنان والاطمئنان، والسّعادة والأمان، الّذي ينير المكان بمصابيح المحبّة والغنى، غنى الحبّ واللُطف، السّرور والحبور.

لقد خفق قلبي كثيرا ونبض، حتّى هذه اللّحظة المؤلمة، الّتي وضعت حدّاً لنبضات قلبي المتعاقبة بلا توقفٍ ويأسٍ، الى أن أسرتها بقفص من الحديد الصّلب الّذي لا يتزحزح من مكانه لشدّة متانته.

أحتاجُ الى مُنقذٍ، يُنقذُ قلبي من الغرق ببحرٍ قد تغشّاهُ السّوادُ من كلّ زاويةٍ وطرف، وفي طيّاته أسماكُ قرشٍ تأكُلُ اليابس والأخضر اليانع من غير تمييزٍ وتفريق، عندها يقُدهُ الى حتفه الأليم بين انيابٍ حادّةٍ، وأضراسٍ مسنّنة، تقطعُ الشّرايين والأوردة، وتمضغ الكبد بين الأسنان، فتجعلُ منّا طُعما لخلاياها الكثيرة الّتي لا تُعدُّ ولا تُحصى.

ماذا تُريدين منّي يا وُحوش الغابات، ويا حادثات الدّهر ومصائب الزّمان؟

تمزّق غلاف قلبي وتفجّر بين الأعضاء ففرّقها، وقطع روابطا قد ثُبِّتت من بعد ارهاقٍ وتعبٍ شديد، وأضاعت العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد، كما وأضاعت العلاقات العاطفية بين الأصدقاء، وبين الأحباب والاخوان، فأثارت العداوة والبغضاء في كلّ حدبٍ وصوب، تحت وفوق الأرض، وغرست فيها نبات الضّغائن والأنانيّة، العنف والشّتائم.

لقد خار عزمي، وضعُفت قُواي فلا أتوسّلُ الا لمن يُريدُ المُساعدة؟!، فهل يا تُرى من شخصٍ يُحبُّ مساعدة الآخرين؟.