ندوة حول ظاهرة الطلاق في شفاعمرو
تاريخ النشر: 15/04/18 | 12:33على ضوء ارتفاع حالات الطلاق لدى الفلسطينيين في الداخل ووصولها نسبة 33%(حسب الإحصائية الأخيرة لإدارة المحاكم الشرعية)، نظّم حزب الوفاء والإصلاح ندوة بعنوان ‘الطلاق كظاهرة آخذة بالإتساع… كيف يمكن الحد منها؟’ السبت في مدينة شفاعمرو بحضور لفيف من أهالي المدينة.وشارك في الندوة التي قام على عرافتها السيد طارق داود مسؤول حزب الوفاء والإصلاح – فرع شفاعمرو ، الشيخ حسام أبو ليل رئيس حزب الوفاء والإصلاح، المحامي زياد بشناق والعامل الإجتماعي منذر مصاروة.واستعرض العامل الإجتماعي الأستاذ منذر مصاروة في مداخلته بعنوان ‘التأثير النفسي والإجتماعي للطلاق على أفراد الأسرة’، الآثار النفسية للطلاق على الرجل والمرأة، موضحاً أن الرجل يواجه صعوبة في خوض تجربة الزواج مجدداً ومعاناته في بعض الحالات من عدم القدرة على التكيّف إجتماعياً بعد الطلاق، مضيفاً أن الرجل يعاني كذلك من خسائر مادية ومعنوية.
أما الآثار النفسية للطلاق على المرأة فتزيد عن تلك التي لدى الرجل، وتتمثل في فقدانها الأمان النفسي والذي قد يصل حد الاكتئاب في بعض الحالات، مشيراً إلى وجود خدمات إستشارية لمساعدة الأزواج على تخطي مشاكلهم الزوجية عبر إبداء المشورة لهما ومحاولة التوصل إلى حلول مناسبة لتسوية الخلافات الزوجية، وندوات دورية للمتزوجين والمطلقين لمساعدتهم على التكيّف مع حياتهم الجديدة.وقدّم مصاروة نصيحة خاصة للأزواج المطلقين بعدم وضع أنفسهم في دائرة التفكير المستمر فيما حصل، وإيجاد فرص عمل وتركيز اهتمامهم بالأبناء، إلى جانب التقرب من الله بالصلاة والدعاء.أما المحامي زياد بشناق فقد أكد في مداخلته بعنوان ‘الأسباب والأدوات المتاحة للمحاكم الشرعية لكبح ظاهرة الطلاق’ أن ارتفاع حالات الطلاق في الداخل الفلسطيني يشير بالأساس إلى عدم فهم قدسيّة الرباط الزوجي.واستعرض بشناق نسب الطلاق لدى الفلسطينيين في الداخل موضحاً أنه بين عاميّ 1948-1970 لم تتعد نسبة الطلاق 3-4% وبين عاميّ 1970-1990 تراوحت نسبة الطلاق بين 8-10%، بينما تراوحت النسبة بينما عاميّ 2000-2011 حوالي 25% في حين وصلت إلى 33% منذ عام 2011 حتى اليوم. وأرجع هذا الإرتفاع في نسب الطلاق إلى أسباب عديدة أهمها غياب قدسية الروابط الزوجية والفهم الحقيقي لمعنى الزواج.كما تطرق في مداخلته إلى دور المحاكم الشرعية والمدنية في أمور الطلاق، مشددا على أهمية تفعيل مؤسسة المصلحين وإعداد دورة لتأهيلهم بما يحد من الخلافات الزوجية ووصولها إلى المحاكم.
وكانت الكلمة الأخيرة في الندوة للشيخ حسام أبو ليل رئيس حزب الوفاء والإصلاح الذي قال إن إقامة هذه الندوة جاء على ضوء إرتفاع نسب الطلاق لدى الفلسطينيين في الداخل، معتبراً ذلك بمثابة تفكيك للأسرة والمجتمع وما يتبعه من هدم للعلم والحضارة.
واعتبر أن الطلاق يعني ضياع الثوابت والمقدسات، مشيراً إلى أن هناك تعمّد لتفسيخ العائلات في الداخل الفلسطيني وإشغالهم بالأمور السلبية والإلتفات عن القضايا الوطنية. وفي ذلك قال إنه من المهم فهم المعنى الحقيقي للزواج من خلال الفعاليات التوعوية حول أمور الزواج والطلاق، والتي يجب البدء فيها من المرحلة الثانوية في المدارس وفي الجامعات.وأكد الشيخ حسام أبو ليل على سعي حزب الوفاء والإصلاح لتكرار هذه الندوة في أماكن أخرى لنشر التوعية حول الزواج وتربية الأطفال بما يحد من ارتفاع نسب حالات الطلاق بين الأزواج، وأبدى إستعداد الحزب للمشاركة في اللقاءات بالمدارس والجامعات وغيرها ‘للحفاظ على أسرنا وأبنائنا الذين هم بناة المستقبل والمجتمع والحضارة’.