سُحسيلة ؟!! أنت تحلم
تاريخ النشر: 16/04/18 | 12:31نشر أحد الآباء الشّباب قبل ايام تغريدةً على صفحته في الفيسبوك مع رسم طفل ضاحك يحاول ان ” يتسحسل” عليها إنّ صحّ التعبير؛ نشر تغريدة يقول فيها :
حضرة رئيس المجلس المحليّ :
ابني الصغير يريد سُحسيلة !
وقفتُ طويلًا عند هذا الطّلب ونحن في الألفيّة الثالثة ، والعَالَم يسعى الى أن يجعل الفضاء مواقف للسّيارات !
نعم وقفْتُ طويلًا ، فبلدتنا والتي تعد ثلاثة عشر الفًا من البشر ليس فيها حديقة عامّة واحدة ، أقول واحدة يجتمع فيها الأهالي مع اطفالهم في عصارى وامسيّات الربيع والصيف والخريف ، فما بال هذا الشابّ يطالب بسحسيلة في حارته وفي كلّ حارة … أتُراه يحلم؟!!
اقول بلدتي لأنّي اعرفها ولا أريد أن أعمّم ، رغم أنّني متيقن أن هناك الكثير من بلداتنا العربية تفتقد هي الاخرى لمثل هذه الحدائق العامّة ، بل بالاحرى ليس هناك ما لا تفتقده ، فالكلّ مفقود وناقص!
والسؤال المطروح هنا هو :
أتراه الظُّلم والاضطهاد والغبن اللاحق بسلطاتنا المحليّة من قبل السلطة المركزيّة ، فهي كما عهدنا بها تُفرّق بين هذا وذاك ..
نعم هناك تفرقة ولكنها ليست كلها بيت القصيد ، وليست السبب المباشر كي لا يقوم المجلس المحلي او البلدية في كل دورة من افتتاح بارك صغير او اكثر في احياء البلدة، يعطي للاطفال مجالًا للهو والتسليّة والتلاقي والمطالعة على مقاعد جميلة فوق العشب الاخضر والازاهير ، فنحن بشر وندفع الضرائب ومن حقّنا وحقّ اطفالنا التنعّم !!!!!!!!!!!
اذًا المشكلة لا تصبّ كلها في نهر الاضطهاد الجاري دومًا .
المشكلة فينا وفي اداراتنا ورؤسائنا ومُنتخَبينا ؛ هؤلاء الذين ينامون على المصلحة العامّة كل الايام ، ولا يستيقظون الّا قبيل الانتخابات بعدة أشهر فيزرعون الدنيا بِ ” الزفتة” و” الكركار” بعشوائية وكرم زائد ووعود بوظائف تعجز عنها بلدية باريس !
امرنا عجيب..فأننا ننسى بسرعة ولا نحاسب ، وكيف نحاسب والعائلية والطائفية والحمائليّة تنخر في عظام وجودنا وكياننا؟!
تجتمع عائلة فلان والتي تعد بالآلاف لتنتخب مرشّحها !
أمر معيب ومهين يعيدنا الى العصور الوسطى، والغريب أن المُرشَّح كثيرا ما يكون طبيبًا .
القضية أيّها الشّاب ليست السحسيلة فقط ، فهناك الف سحسيلة تنقصنا في بلداتنا .
فلا سحسيلة للعلم ولا سحسيلة للادب ولا للثقافة ولا للفنون ولا للبشر ..
فانساننا في اكثر قرانا كما هذه السنة يباب وجفاف وقحط.بل قل هو اصبح السحسيلة .
سحسيلة في كلّ حيّ !!
أنت تحلم وتغطس في الاحلام !
احلم…………….
بقلم : زهير دعيم