نَكْبَة أُم!
تاريخ النشر: 19/04/18 | 17:33
نَكْبَة أُم!
كانَت,
عَروس رائِعَة فاقَ جَمالها كلَّ جَمال
أم تعبت وَأنجَبَت أطفالا وَ أطفال
أطعَمَتهم وَأسْقتهم كي يُصْبحوا رِجال
زَرَعَت بهم حُبها, حُب الله وَحُسنَ المَقال
أرْضَعَتهم كي لا يَنسوا مَلامِحَها
أرْضَعَتهم كي لا يَستطيع عَدُوُّهُم مِنهم أن يَنال
كانَت تعيشُ بطمأنينة تنعَم براحَة البال
وَفي يَوم هوجمَت نزفت وَكانت قَريبَة مِن الاغتيال
تشرَّدت, ظلمت ظلم يَفوق التصور وَالخيال
حُمِّلت أعباءًا لا تقوى عَليها الجِبال
هُجّرَت وَفارَقت الأحْباب وَنُعِتَ يَومها ب (يَوْمُ الاسْتِقلال)
وَأصبَحت قيدَ الاحْتلال
باتت مَنكوبَة, حَزينة, خالية مِن الجَمال
تناشدُ أيُّ أحَد مارّ وَلكنها تُقابَلُ بالإهْمال
وَأطفالها الذينَ لم يَعودوا أطفال
كبروا وَأصْبَحوا رجال
مِنهم مَن دافعَ عَنها وَكانَ مِن الشُّهَداء الأبطال
وَمنهُم مَن تركها تنزف حَتى الآن
نزيفُ قَيْدها وَنزيف ابنها الذي لم يَسأل عَنها حَتى سُؤال
وَمنهُم مَن تذكر أمه وَفضلها عَليهِ وَقامَ بالجدال
وَأخذت تُقوّيه مِن بَعيد بَعيد, مِن خلف الظِلال
وَمنُهم مَن سَلَّمَ أمرَه لرَبهِ وقال:
“هذا قضاء وَقدَر وَالقضاء ليسَ فيهِ جِدال”
وَمنهم مَن ظنَّ أنهُ أراحَ نَفسَهُ
فَ باعَ أمه, أخوته وَنَكَرَ كل الأفضال
وَخانَ رحمًا تألم في المَخاض وذاق الأهوال
وَنسيَ أنه سَيُحاسَب في يوم ليسَ فيهِ جدال
بقلم: أزهارأبو الخير- شَعبان.عَكّا