وجهة نظر … أيتها الفحماوية أنجبي مثنى وثلاث ورباع فالغد أجمل
تاريخ النشر: 22/04/18 | 21:09لا يوجد أدنى شك بأن المرأة الفحماوية التي ناشدت بألم وقهر واضح وهي تقف أمام محطة الشرطة، نظيراتها من النساء الفحماويات ان يتوقفن عن الانجاب، احتجاجًا على انتشار آفة العنف في المدينة- لا شك انها صرخت باسم الاغلبية الساحقة من سكان المدينة التي باتت تعيش حالة من اليأس وسلوك من العجز المكتسب Learned helplessnes.
هذا العجز ما هو الا نتيجة الخوف من المستقبل المشوب بالإحباط الفردي والجماعي من امكانية إعادة عجلات القاطرة على مسارها الطبيعي. هذا بالإضافة للمعاناة المتواصلة وغياب المحفزات والحلول لتجنب الاحداث المؤلمة المتكررة.
هذا السلوك، العجز المكتسب، الذي تغلغل ببطء في حياتنا اليومية وتحول الى جزءٍ منها وترسخ عميقًا في العقل الباطني، والصراع الذي نخوضه بشكل يومي بين العقل الذي يعي حقيقة ما يحدث والقلب الذي يرفض تقبل هذه الحقيقة، هو نتيجة هذا السلوك. ومن هنا لا بد أن نعترف باننا نعيش حالة من العجز بعد ان فقدنا السيطرة تمامًا، والمحزن بهذا اننا تقبلنا فقدان السيطرة وتخلينا حتى عن المحاولة لترتيب البيت مجددًا، وبتنا نكتفي بردود فعل تقليدية لا تغني ولا تسمن من جوع، وكأن لسان حالنا يقول هذا أقصى ما نقدر على فعله. وهذا ما حدث بعد المأساة الأخيرة التي المّت بمدينة ام الفحم، وبدلًا من الجلوس واتخاذ خطوات مدروسة وناجعة لمواجهة العنف كان الاسهل لمتخذي القرار الاعلان عن إضراب عام في المدارس والمحلات التجارية، وكلنا كنّا قد توصلنا لنتيجة بأن الإضرابات وخاصة إضراب المدارس ليس بالخطوة الناجعة والموفقة ولا تجدي بتاتًا في ظرفنا الحالي، فالطلاب رأوا بذلك يوم راحة وكذلك المعلمين الذين غادروا الدوام مبكرًا. وكان بالامكان استغلال هذه الطاقة البشرية الهائلة، اي الاف الطلاب، بشكل أفضل لمواجهة الجهة المسؤولة عن انعدام الأمن والأمان، بطرق حضارية وسلمية، والبدائل كثيرة وسهلة التنفيذ.
بالإضافة إلى ذلك، كان من السهل استغلال الظرف لتجنيد أكبر عدد الاباء، محامون، اطباء، الهيئات التدريسية، أقسام البلدية والمؤسسات العامة وغيرهم من كافة شرائح المجتمع الفحماوي، للقاء الطلاب والحديث معهم مباشرة وجهًا لوجه بهدف رفع الوعي لديهم عن مدى خطورة العنف وارشادهم لتجنبه.
ومن هنا لا بد أن أشير إلى الهجمة الشرسة التي قادها الكثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي ضد ام الفحم ومحاولة تشويه اسمها عبر منشورات “طيّارة” وكأن اهلها الخمسين ألف ونيِّف يزاولون العنف صباحًا ومساءً وبهذا الهجوم الذي قد يكون مقصودًا من قبل البعض يحاولون حرق تاريخ ام الفحم المشرِّف ان كان على الصعيد الديني أو الوطني ولا بد هنا من التأكيد على انها كانت وما زالت وستبقى الحصن الحصين على الصعيدين المذكورين اي الديني والوطني شاء من شاء وأبى من ابى “والي مش عاجبه يشرب من ..”.
وعودة إلى تلك المرأة الفحماوية الجريئة والتي تستنجد على غرار تلك المسلمة التي صرخت “وامعتصماه”، وعليها أن تتوكل وتتفاءل بالخير لتجده، ولتنجب الام الفحماوية مثنى وثلاث ورباع لان الخير في هذه الامة حتى يوم القيامة، ولكن عليها بمولودها اولًا.
كتب سعيد بدران