حفريات جديدة للمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 06/09/11 | 5:36محمود ابو عطا
حذّرت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” في بيان لها اليوم الثلاثاء 6/9/2011م من مخاطر جديدة تتهدد المسجد الأقصى المبارك ، قد تسببها حفريات جديدة أسفل المسجد الأقصى المبارك يجريها الإحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية ، تحدثت عنها صحيفة ” يسرائيل هيوم ” العبرية عبر تقرير لها يوم السبت الأخير 2/9/2011م في ملحقها الأسبوعي ، افادت فيه عن إستكمال حفر نفق طوله 600 متراً يبدأ من منطقة عين سلوان ويصل الى طرف المسجد الأقصى عند أقصى الزاوية الجنوبية الغربية ، تكشّفت خلال حفره أساسات المسجد الأقصى في الزاوية الجنوبية الغربية في أسفل نقطة وعلى عرض 11 متر ، حيث وصلت الحفريات الى المنطقة الصخرية ، وقالت “مؤسسة الأقصى” في بيانها :” أنه وإن كان ما تحدثت عنه الصحيفة هو تأكيد لما كشفت عنه “مؤسسة الأقصى” تكراراً ومراراً في الأشهر والسنوات الأخيرة ، إلاّ انه يشكل إعترافاً إسرائيلياً بوجود حفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى ، وهو مما لا شك يشكل خطراً على المسجد الأقصى وبنائه خاصة وأن الحديث يدور حول تفريغات ترابية ووصول الحفريات الى المنطقة الصخرية” ، وأضاف بيان “مؤسسة الأقصى” :” زاد الحديث مؤخراً عبر الإحتلال وأبواقه الإعلامية عن الحفريات والأنفاق التي يحفرها الإحتلال اسفل ومحيط المسجد الأقصى ، وعن مخططات تهويد واسعة ومتسارعة ، مع أنه الإحتلال سابقاً كان يتكتم على مثل هذه الحفريات ، ولا يعلن عنها الاّ حين الإنتهاء منها ، ولعل نشر مثل هذه التقارير يشير أن الإحتلال ما بات يخفي مخططاته المستهدفة للمسجد الأقصى والقدس المحتلّين ، لكن في نفس الوقت نحن نعتقد أن الإحتلال يكشف فقط عن جزء من مخططاته وحفرياته ، وأن هناك ما هو مستور وأخطر ، لا يكشف عنه الإحتلال ، كما ويمكن ان الإحتلال يعلن عن مثل هذه الحفريات في محاولة للإعلان عن خطواته التهويدية المتسارعة على الأرض لفرض أمر واقع إحتلالي في القدس والمسجد الأقصى ، وعلى كل حال وإن كانت هذه الحفريات تشكل خطراً مباشراً على المسجد الأقصى ، فإن هذه الحفريات التي يحاول الإحتلال من خلالها إستنبات تاريخ عبري موهوم ، ويدبلجها بموجودات اثرية مزعومة ، فإنه وبحسب شهادات علمية موضوعية لم يتمّ حتى الآن عبر 44 عاماً من الحفريات الإسرائيلية الإحتلالية ، العثور على أي أثر لهيكل مزعوم أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك ، وقد شهد بذلك أيضاً علماء آثار إسرائيليين أمثال ” يتسحاق فنكلشتاين” وغيره ، وستظل القدس بتاريخها وآثارها وحضارتها إسلامية عربية ، وسيظل المسجد الأقصى هو المسجد الأقصى ، الحق الإسلامي الخالص ، وستبوء كل محاولات الإحتلال الى الفشل ، لإنها باطل ، والباطل الى بوار وزوال ” .
وأشارت “مؤسسة الأقصى ” أن تقريرا مطولا مشفوعا بالصور وخارطة توضيحية نشر يوم السبت الأحير في الملحق الأسبوعي لصحيفة ” يسرائيل هيوم ” – إسرائيل اليوم – بعنوان ” الجدار الكامل ” ، فصّلت فيه أعمال الحفريات تحت الأرض التي ينفذها الإحتلال الإسرائيلي بواسطة جهات إسرائيلية ، وتمتد هذه الحفريات من وسط بلدة سلوان – جنوب المسجد الأقصى – وتتجه شمالاً صوب المسجد الأقصى ، تخترق بلدة سلوان ، ثم تخترق أسوار البلدة القديمة بالقدس وتصل الى منطقة القصور الأموية ، ثم الى الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك ، وبحسب ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية فإن العمل في الأشهر الأخيرة في هذه الحفريات والموجودات الأثرية هي عمل تاريخي غير مسبوق – بزعم الصحيفة – ، حيث تم الكشف عن مسار اساسات الجدار الغربي للمسجد الأقصى – الإحتلال والتقرير يسمّيه زورا وبهتاناً الجدار الغربي لجبل الهيكل – في أقصى عمق ، حيث كانت هذه الأساسات التي تكشّفت مطمورة في عمق الأرض منذ آلاف السنين ، وبهذا فإن المشهد الكامل للجدار الغربي استكمل ، وسيعرض امام عموم الزوار والجمهور العام خلال أسابيع.
ويضيف التقرير أنه خلال الاسابيع الأخيرة حدث تطور أثري مهم جدا ، فقد تم خلال حفريات تحت الأرض الكشف عن اساسات الجدار الغربي للمسجد الأقصى – “جبل البيت” حسب التسمية الباطلة للإحتلال والتقرير – والوصول الى الطبقة الصخرية ، وتم الكشف عن مسار هذه الاساسات في أسفل نقطة صخرية للمسجد الأقصى في الزاوية الجنوبية الغربية ، وهذه الاساسات كانت مغطاة بالتراب لمدة طويلة ، وهذه الحفريات استكملت مؤخرا ، وأشارت الصحيفة ان هذه النفق يُضاف الى الأنفاق التي حفرت منذ عام 1967م والى اليوم ، وهي استكمال للنفق اليبوسي الممتد على طول الجدار الغربي للمسجد الاقصى بطول 488 مترا – والذي يسميه الإحتلال نفق “هحشمونئيم “او نفق الجدار الغربي لجبل الهيكل – .
ويضيف التقرير أن النفق الجديد الذي يتمّ حفره يصل طوله الى 600 متر يمتد من وسط سلوان – عين سلوان وحتى حدود المسجد الأقصى ، وعند طرف الزاوية الجنوبية الغربية توجه الحفارون قليلاً الى الشرق- أي بالاتجاه داخل حدود المسجد الأقصى( المحرر) ، وكشفوا عن اساسات – جبل الهيكل – المسجد الأقصى في أسفل نقطة له ، وتم هذه خلال استكمال عمليات الحفر في النفق الممتد من سلوان شمالا الى النقطة المذكورة ، وهذه الأساسات تكشّفت على عرض 11 متر ، كما ويفيد التقرير المذكور انه في الفترة الأخيرة قام بزيارة الموقع الخاص هذا وزراء في الحكومة الإسرائيلية ، واعضاء من المعارضة ، ورئيس البلدية العبرية في القدس “نير برقات” ، و”ضباط كبار” ، كلهم تجولوا في هذا النفق من بدايته وحتى النقطة المذكورة ، وأشارت الصحيفة ان مشروع النفق والحفريات المذكورة تقوم عليه ما يسمى بـ “سلطة الآثار الإسرائيلية ” ، وما يسمى بـ “سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية” ، و”جمعية العاد”- وهي التي تموّل هذه الحفريات- ، كما وأشار التقرير ان عمال الحفريات هم فقط من اليهود ، وانه خلال عمليات الحفر تم استخراج كميات من التراب عبر سلاسل بشرية في بداية الأمر ، ثم تم ّ تركيب سلسلة حديدية خاصة لرفع أسرع للتراب المستخرج خلال عمليات حفر النفق