سر العميل الذي تسبب باغتيال يحيى عياش
تاريخ النشر: 24/04/18 | 12:06كشفت القناة الإسرائيلية الـ 13 ما سمتها “أسرار اغتيال القائد السابق في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في عام 1996 المهندس يحيى عياش في قطاع غزة”، من خلال إجرائها أول لقاء تلفزيوني مع العميل الذي أوصل إليه الهاتف المحمول الذي تم تفجيره خلال محادثته مع أبيه.وقال الصحفي الإسرائيلي ومعد التقرير التلفزيوني إيهود حامو إنه التقى مع من يعتقد أنه العميل “كمال حماد”، ورمز إليه بالحرف “ك”، ولفت إلى أن اغتيال الشهيد يحيى عياش “شكل إحدى العمليات الناجحة لقوات الأمن الإسرائيلية، حيث لم يستغرق الأمر سوى عدة ثوان فقط، حين قال عياش لوالده “مرحباً”، فانفجر الهاتف المحمول، وانتهت قصة المهندس”.
وأضاف الصحفي الإسرائيلي في التقرير إن “هذا العميل يتحدث للمرة الأولى منذ 22 عاماً عن عملية الاغتيال”، التي يقول إنها “ألقت بتأثيرها على تطورات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وعلى مجريات الصراع، في ظل سلسلة العمليات التي نفذتها حماس عام 1996 انتقاماً لمقتل عياش”.ويضيف أن عملية الاغتيال “شكلت إحدى عوامل خسارة شمعون بيريس للانتخابات البرلمانية في إسرائيل، وصعود بنيامين نتنياهو إلى الحكم، ودخول اتفاق أوسلو في الثلاجة، وبعد أربع سنوات فقط اندلعت الانتفاضة الثانية، وليس مبالغة القول إن الشرق الأوسط قد تغير فعلياً بعد هذا الاغتيال”.ويرى حامو أنه “بعد هذه السنوات ما زال العميل “ك” يحمل بيديه ذلك الهاتف المحمول، حيث وجد نفسه أمام مفترق طرق دراماتيكي أتى به لمصيره الحالي، وجعل من هذا الهاتف الأشهر في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنه وضع حداً لحياة أحد كبار المسلحين الفلسطينيين، وغير حياة المئات من الإسرائيليين”.ويشير إلى أن العيل حماد “قرر أن يخرج من الظلال، ويتحدث للمرة الأولى عن حادثة الاغتيال، ربما للتحرر من الشبح الذي يطارده حتى اليوم، المسمى “عياش المهندس”.ويتحدث عن حامو عن انطلاقة عياش وبداية عمله العسكري، ويقول: في منتصف التسعينيات بعد توقيع اتفاق أوسلو، بدأ يظهر على خارطة العمليات المسلحة والتنظيمات العسكرية نجم جديد اسمه يحيى عياش، خريج الهندسة الكهربائية من جامعة بيرزيت، وبات يلقب بالمهندس، ومع مرور الوقت بدأ بتطوير قدراته العسكرية، وبادر للتخطيط لتنفيذ سلسلة عمليات دامية ضد الإسرائيليين في مدن العفولة، الخضيرة، بيت ليد، تل أبيب، وبسرعة تحول للمطلوب رقم 1 لإسرائيل، التي طلبت من السلطة الفلسطينية اعتقاله”.
ويتحدث عن دور العميل كمال حماد بالقول: “كمال الذي كان رجل أعمال يتمتع بشبكة علاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات القيادية في قطاع غزة: السلطة الفلسطينية، حركة فتح، والرجل القوي موسى عرفات رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية”.وينقل عن حماد قوله إن رئيس جهاز الشاباك الأسبق آفي ديختر “التقى موسى عرفات ونقل له على لسان إسحاق رابين رئيس الحكومة الراحل بأن يبلغ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بضرورة أن يلقي القبض على يحيى عياش”.ويتابع حامو:” لثلاث سنوات غاب عياش عن أنظار الشاباك والجيش الإسرائيلي، لكنه في أوائل 1995 بعد أن شعر أن الحبل يضيق حول عنقه، قرر الانتقال من الضفة إلى غزة، معتقداً أنه في هذا المكان الأكثر ازدحاماً في العالم قد يستطيع التخفي بسهولة”.ويلفت الصحفي الإسرائيلي أنه يحيى عياش “نجح التخفي من جديد، والابتعاد عن أنظار الإسرائيليين بمساعدة عدد من رفاقه حيث دأب على المبيت كل فترة وأخرى بمكان مختلف، كما انتقلت زوجته إلى القاطع للعيش معه”.وعن التخطيط لعملية الاغتيال، قول حامو: “رصد الشاباك مكالمات هاتفية لعيش مع والده كل يوم جمعة، وتم الترتيب أن تكون طريقة اغتياله عبر تفخيخ الهاتف المحمول، وهكذا تم، حينها دخل كمال حماد في صورة الحدث عندا نقل الهاتف إلى ابن أخته أسامة حماد الذي كان يؤوي عياش كونه زميل دراسته”.ويتابع: “نقل أسامة حماد الهاتف بدوره إلى عياش دون أن يعلم ما فيه، فيما كانت طائرة باتشي اسرائيلية تحوم في أجواء قطاع غزة، وفيها جهاز التحكم عن بعد في الهاتف المحمول المفخخ، وبينما كان عناصر الشاباك ينتظرون أن يجري عياش المكالمة مع أبيه، حدث عطل فني في الهاتف منعته من الانفجار، فنقله كمال حماد مجدداً إلى الشاباك، ثم أعاده من جديد لابن أخته، وفي 5 يناير 1996، جاءت الفرصة الجديدة، ووقع الانفجار في الهاتف، وتم اغتيال عياش”.
ويتطرق التقرير إلى الظروف التي يعيش فيها العميل كمال حماد، حيث يقول: فبعد أن سمعت صوت الانفجار فرحت، لكن الفضيحة بدأت تلاحقني، وأصبحت هدفاً مطلوباً للمنظمات الفلسطينية، واتهمت بقتل يحيى عياش، وهربت فوراً من غزة لإسرائيل، ولجأت لجهاز الشاباك، كما حاولت الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية لكني عدت لإسرائيل”. ويختم حامو تقريره بالحديث عن كمال حماد ويقول إنه “بات أحد الأشخاص الأغنياء والمشهورين في غزة الذي امتلك ثروة بقيمة 21 مليون دولار لكنه فاقد لكل شيء، وأصبح بنظر الفلسطينيين خائناً، كما بات يعتبر أن الإسرائيليين نسوه.