مكامن الخلل:المجلس الوطني الفلسطيني بلا وطن ومنظمة التحرير بلا تحرير!!
تاريخ النشر: 26/04/18 | 10:55*بداية لابد من ملاحظة مركَّبة على حكة مخ حول عدد جرحى وشهداء مسيرات العودة اللتي نقدسها بكاملها كاملة شاملة كماهي فلسطين كانت وما زالت طال زمن احتلالها ام قصر والامر يتعلق بان قوات الاحتلال الفاشي تتعمد قنص اكبر عدد من الفلسطينيين بهدف قتلهم او تحييدهم عبر اصابتهم بإعاقة جسدية دائمة نتيجة استهداف الاحتلال لاطرافهم الرئيسية ولذا من وجهة نظرنا على من هم مسؤولون عن تنظيم وتسيير تظاهرات العودة ان يفكروا في معادلة لردع قناصة الاحتلال الفاشي من اصابة واعاقة هذا العدد الكبير من الشباب الفلسطيني.. يا سيداتي سادتي دولة الكيان فاشية وقناصية سليلي هذه الايديولوجية المجرمة التي تسعى لتثبيت استراتيجية الردع عبرالقتل والتحييد ونحن نقول ياجبل ما هزك ريح لكن علينا تقليل عدد الاصابات بين صفوف الشباب الفلسطيني بحماية ظهرهم*..اما بعد…
منذ نشأت المجلس الوطني الفلسطيني الاولى عام 1948 واعادة تأسيسة على اسس جديدة عام 1968, ظل المجلس محل للتجاذبات العربية الفلسطينية والفلسطينية الفلسطينية, حيث أُسس المجلس الاول كممثل للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية عام 1948 برئاسة مفتي فلسطين انذاك الحاج امين الحسيني بعضوية مجالس قروية وبلدية ووجهاء قبائل وحمائل من فلسطين,إلا ان المجلس واجه معارضة شديدة من النظام الاردني الذي شكك في شرعيتة وكيفية انتخابة وقام بعرقلة عملة طمعا في ضم فلسطين الى امارة شرق الاردن الذي كان يراسها انذاك ملك الاردن عبداللة الاول حيث عارض هذا الاخير قرارات جلسة الدورة الاولى للمجلس “1948..1964” التي تلخصت في ثلاثة نقاط في غاية الاهمية وهي:” 1.إعلان استقلال الدولة الفلسطينية بحدودها التاريخية كاملة، وعدم الاعتراف بقرار التقسيم.2.إقرار القدس عاصمة للدولة المعلنة، واتخاذ علم الثورة العربية الكبرى عام 1916 علما لفلسطين.3.تشكيل “حكومة عموم فلسطين” برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي لتمثيل فلسطين في جامعة الدول العربية والمحافل الدولية.”..!!
عام 1964 اوعَّزت الجامعة العربية للقيادي الفلسطيني الراحل احمد الشقيري بتشكيل اطر لتنظيم الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا حيث قام الشقيري بالتواصل مع الفلسطيينين ومن ثم دعا المؤتمر الوطني الفلسطيني بحضور اكثر من 400 عضو للانعقاد في القدس حيث جاء نص البيان النهائي بعدة قرارات اهمها : قيام منظمة التحرير الفلسطينية بهدف “قيادة الشعب الفلسطيني لخوض معركة التحريرو”وضع النظام الأساسي للمنظمة. واصدار الميثاق الوطني الفلسطيني.
عقد المجلس الوطني منذ نشأتة عدة دورات وجلسات رغم ان نظامة الداخلي ينص على انعقادة كل عام لكن ابرز هذه الدورات التي شهدت تحول في القيادة دورة عام 1968 الذي انتخب فيها ياسر عرفات كرئيس لمنظمة التحرير فيما قدم احمد الشقيري استقالتة من رئاسة المنظمة ومن ثم اختير خالد الفهوم رئيسا للمجلس وظل يشغل هذا المنصب حتى العام 1984 ومن الجدير بالذكر ان المجلس الوطني الفلسطيني هو المركب الرئيسي في منظمة التحرير اللتي اعترفت بها قمة” العربية” الرباط عام 1974 بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني على كل أرض يتم تحريرها على اساس ان عمل منظمة التحرير يقوم على” تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وإقامة الدولة على كل حدود فلسطين وعدم الاعتراف بقرار التقسيم وبالتالي عدم الاعتراف بالكيان الإسرائيلي.”..!!
لا يمكن بطبيعة الحال التطرق في مقال مختصرة لجميع الاحداث بما يتعلق بمنظمة التحرير والمجلس الوطني لكن الاهم هو ان منظمة التحرير عارضت على مدى عقود جميع ما يسمى بمبادرات السلام واصرت على عدم التنازل عن اي شبر من فلسطين المحتلة وهذ الوضع استمر حتى واقعة موافقة المنظمة على مشاركة وفد فلسطيني ضمن تشكيلة الوفد الاردني في مفاوضات مدريد عام 1991 , لكن هذا الوفد لم يضم في تشكيلتة اعضاء من منظمة التحرير رضوخا للشروط الاسرائيلية والامريكية وهذا الامر كان مخالفا لدستور منظمة التحرير التي دعت لانعقاد المجلس الوطني في الجزائر برئاسة عبد الحميد السائح في الفترة من 23 إلى 28 سبتمبر/أيلول 1991 حيث جاءت هذه الدورة استباقا لمؤتمر مدريدّ1.11.1991 وقد بدا التنازل الفلسطيني عن المبادئ الاساسية واضحا في عدة قرارات وردت في البيان النهائي لدورة الجزائر نذكر منها :”1.ضرورة انعقاد مؤتمر مدريد على أساس القرارين 242 و338 تحت شعار “الأرض مقابل السلام”.2.الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وبحقه في تقرير مصيره وفي الاستقلال والسيادة.3.حق اللاجئين في العودة.4.تعهد الإسرائيليين بالانسحاب من القدس الشرقية.5.الوقف الفوري لإقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية. 6.تفكيك المستوطنات المقامة بصورة غير قانونية في الأراضي المحتلة.”..
شكل بيان دورة المجلس الوطني في الجزائر انحرافا عن جميع الثوابت الفلسطينية واعترف ضمنيا بوجود الكيان الاسرائيلي وهذا الامر شكل الارضية التفاوضية لاتفاقية اوسلو عام 1993 وهي الاتفاقية التي ضربت مقومات القضية الفلسطينية لتشكل ما يسمى ب” السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات ليقوم هذا الاخير بخطوة تفريطية اخطر من سابقاتها عام1996 حين دعا لانعقاد المجلس الوطني في غزة وقام بالغاء أكثر من 15 بند من بنود الميثاق الوطني الفلسطيني، وبالتالي ماجرى هو إفراغ منظمة التحرير الفلسطينية من مضمونها ومن اسسها اللتي قامت عليها وعلى راسها تمثيل حقوق كامل الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بدولة الاحتلال في فلسطين…بالمختصر المفيد… قامت جماعة اوسلو عام 1996 بانهاء دور منظمة التحرير والمجلس الوطني وجعلهما مجرد ادوات تدور في فلك مصالح جماعة اوسلو وسواء انعقدت مؤتمرات دورات المجلس الوطني ام لم تنعقد فالامر واضح وغير مجدي وهو ان هذه المؤتمرات تمثل حركة ” فتح” وسلطة اوسلو ولا علاقة لها بالقضية الفسطينية.. المجلس الوطني الفلسطيني بلا وطن ومنظمة التحرير بلا تحرير والاهم انهما” المجلس والمنظمة” مختطفان من قبل جماعة محمود عباس وسلطة اوسلو التي دمرت القضية الفلسطيية..!!
*ماهو المطلوب وما العمل.. تحديد مكامن الخلل : نحن كنا دوما مع وجود منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني لكن هذا التمثيل يحتاج اليوم الى ترميم مؤسسات ودستور منظمة التحرير وعلى راسها المجلس الوطني واعادة الميثاق الوطني الفلسطيني الى نصوصة الاصلية وابعاد جماعة اوسلو بالكامل عن منظمة التحرير ان لم نقل ان الغاء اتفاقية اوسلو امر مطلوب بالحاح لبدأ اول خطوات اصلاح الخلل الوطني الفلسطيني لان اوسلو بكل مقوماتها وعناصرها تتناقض اصلا مع كينونة نشأة واهداف منظمة التحرير والمجلس الوطني.. المطلوب اعادة هيكلة المنظمة وإحياء دورها كرابط بين الوطن والشتات الفلسطيني وضم منظمات وحركات فلسطينية غير متمثلة في المنظمة من بينها حركة ” حماس “.. منظمة التحرير كَّبيت فلسطيني جامع تحت مظلتة كل اطياف الاحزاب والحركات الوطنية الفلسطينية في الوطن والشتات.. الترابط الوطني بين الوطن والشتات بعيدا عن قيود ” اوسلو” وعن جماعات فلسطينية تعتبر سقفها السياسي سقف ” مقاطعة رام الله” او ” الكنيست الصهيوني”.. اعتماد مبدأ الانتخابات والائتلافات الديموقراطية لاعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني باعتبارة السلطة التشريعية العليا للشعب الفلسطيني ولمنظمة التحرير…قرارات مجلس وطني حقيقي وليست مجلس يعكس وجهة نظر ” المجلس التشريعي لسلطة اوسلو” كما هو حاصل منذ عقدين من الزمن..!!
*حكة مخ..: هنالك ثلاثة اطراف رئيسية او جانبية”طبعا الاحتلال طرف رئيسي في تدمير كل ماهو فلسطيني” تشارك في اختطاف القضية الفلسطينية وتضليل الشعب الفلسطيني: سلطة اوسلو بشقيها الغربي والشرقي “رام اللة وغزة” التي قامت بتقطيع اوصال الوطن الفلسطيني جغرافيا وديموغرافيا ووطنيا وسياسيا والانشقاق الحاصل هو انشقاق فصائلي بين حركتي فتح وحماس على اساس تقسيم “كعكة اوسلو” وليس انقسام شعبي فلسطيني.. الامر الاخر هو الاحزاب ” العربية” الصهيونية المتمثلة في الكنيست الاسرائيلي وهذه الاحزاب دمرت الوجدان الوطني الفلسطيني في فلسطين الداخل بتبرير الخيانة وتمريرها..
..اذا اردنا ان نبحث في الشأن الوطني الفلسطيني فعلينا ان نتعامل اولا مع هذة العثرات والمعوقات الخطيرة التي حيَّدت و” اسرلة” عدد لا يستهان بة من ابناء الشعب الفلسطيني..علينا كفلسطينيون وطنا ومهجرا ان نفتح دروب النقاش لاعادة بناء عقد وميثاق وطني تاريخي للحركة الوطنية الفلسطينية داخل اطر منظمة التحرير الفلسطينية والاهم من هذا وذاك في هذا الاطار خروج الشعب والافراد من حيز فضاء الفصائل والتنظيمات الضيق الى فضاء الوطن الشاسع والواسع والجامع بين كل فئات وقطاعات الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا.. معالجة مكامن الخلل تتطلب اولا تحرير المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير من ايادي المختطفين كخطوة ن نحو تحرير الشعب والوطن الفلسطيني.. التحرير لايعني ايجاد البديل او البدائل لمنظمة التحرير والمجلس الوطني لان هذا سيعمق الجرح والازمات الوطنية ولا يبلسمها..!!
د.شكري الهزَّيل