اللجنة الفرعية للمواصلات العامة برئاسة النائب دوف حنين تزور القرى غير المعترف بها في النقب
تاريخ النشر: 26/04/18 | 9:39قال النائب د. دوف حنين، رئيس اللجنة الفرعية للمواصلات العامة خلال جولة في القرى العربية – البدوية في النقب: “الدولة أقيمت قبل 70 عاما وبعض القرى كانت هنا قبل ذلك، ولا يصحّْ أن يبقى الآلاف من السكان معزولين ومنقطعين تماما عن شبكة المواصلات العامة”
وقد قام النائب د. دوف حنين “رئيس اللجنة الفرعية للمواصلات العامة في الكنيست” (الجبهة – القائمة المشتركة) سوية مع النائب جمعة الزبارقة (التجمع – القائمة المشتركة)، النائب سعيد الخرومي (الحركة الاسلامية – القائمة المشتركة)، والنائب الجبهوي السابق يوسف العطاونة، صباح اليوم الاربعاء بجولة ميدانية في القرى غير المعترف بها: أم بطين، الزرنوق، وأم متنان، وأكد نواب المشتركة على أن غياب وسائل النقل العامة يعتبر مساساً بحق عشرات الآلاف من سكان النقب العرب في تلقّي خدمات التعليم والرفاه الاجتماعي والصحة وفرص العمل.
وعمّم النائب حنين بيانا على وسائل الإعلام باسم زملاءه المشاركين جاء فيه: “يعاني سكان القرى العربية – البدوية في النقب من نقص حاد في وسائل النقل العام، ووفقا لتقارير جمعية (سيكوي) ومجلس القرى غير المعترف بها، لا تتوفّر حتى هذا اليوم المواصلات العامة في البلدات العربية في النقب باستثناء البلدات السبع القديمة وأربع قرى من البلدات الـ11 التي تمّ الاعتراف بها في السنوات الأخيرة. وفي 42 قرية أخرى، حيث يعيش ما يقارب 100 ألف مواطن، لا تتوفّر عندهم خدمات النقل المنتظمة.
وشارك في الجولة إلى جانب نواب الكنيست عدد من ممثلي المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، جمعية (سيكوي)، عدد من سكان القرى، ممثلين عن وزارة المواصلات وشركة (نيتيفي يسرائيل) ومديري المواصلات العامة في البلاد. خلال الجولة جرى مناقشة عيِّنات من الصعوبات التي يعاني منها سكان المنطقة، مثل: انعدام محطات الانتظار للمسافرين، وانعدام الطرق المعبّدة المناسبة لسفر حافلات المواصلات العامة وخاصة في الطرق المؤديّة للمدارس.
النائب د. دوف حنين قال خلال الجولة: “إن المواصلات العامة هي خدمات أساسية يتطلّب من الدولة أن توفِّرها لجميع مواطنيها، تماما كما الحق بالتعليم، فإن أبعاد دخول المواصلات العامة لهذه البلدات بمثابة ثورة اجتماعية حقيقية لجميع المواطنين وخاصة للنساء، حيث ستوفِّر الإمكانيات لخروجهن من البيت لطلب العلم والعمل. لا يمكن قبول الواقع بأن الآلاف من السكان في هذه المنطقة محاصرين ومنقطعين عن العالم دون أية خدمات تذكر من الدولة، الأمر الذي يضطرّهم للسير على الأقدام لمسافات طويلة حتى في ظروف الطقس الصعبة، وهنا أود أن أقول باستهجان: لو لم يكن سكان هذه البلدات من العرب البدو، هل كانت النتيجة ستكون بهذا الشكل وبهذه البساطة؟!!”.
رئيس لجنة أم بطين طلب ابو كف قال: “أم بطين قرية معترف بها ويبلغ عدد سكانها أكثر من 5000 نسمة، ولا تزال تفتقر القرية ومؤسساتها التعليمية للمواصلات العامة، لا تدخل حافلات الباصات إلى القرية حتى يومنا هذا لانعدام الطرق الصالحة لسفرها بأمان، ويُطلق على مدخل القرية المركزي في المنطقة اسم (مفترق الموت)، حيث لا يمكن تجاوزه بأمن وأمان، وتكثر عليه حوادث الدهس، الأمر الذي يتطلب تثبيت شارة ضوئية في المكان وتعبيد مسار خاص منظّم للمشاة. الدولة تقدِّم خدمات مضاعفة لبلدات يسكنها مواطنون يهود بأعداد قليلة جدا نسبة لسكان القرى غير المعترف بها التي تنعدم لها كافة الخدمات تقريبا، لا يمكن أن يبقى الوضع على هذا الحال في دولة متطوِّرة يعاني سكانها العرب من مشاكل كهذه، ونطلب من الدولة ومؤقتا أن توظِّف شرطيا في مدخل القرية لتنظيم حركة السير”.
عضو الكنيست سعيد الخرومي قال: “في واحة السلام سقط 11 قتيلا في حوادث طرق قاتلة على مفترق القرية حتى تحرّكت السلطات واشرفت على تنظيمه وإقامة المفترق التقاطعي. يجب تصعيد الضغط الجماهيري ليشمل التظاهر في المكان لإيصال رسالتنا للجهات المسؤولة وما يحدث لنا هنا”.
مدير مدرسة ابو قويدر الاستاذ حاتم ابو قويدر قال: “يتعلم هنا في المدرسة 1000 طالب، يسكنون في بيوت غير مرتبطة بالكهرباء، ولم نتلق جائزة وزارة المعارف بعد!!. والدولة تنغص علينا حياتنا من مختلف الجوانب، الطلاب والمعلمين يعانون من صعوبة الوصول لمباني التعليم جراء عدم جاهزية الشارع المؤدي للمدرسة، ولذلك يجب تسريع وصول حافلات النقل العامة لنقل الطلاب من وإلى المدرسة من أجل إجراء تغيير جذري في حياة المواطنين”.
النائب جمعة الزبارقة (التجمع – القائمة المشتركة) قال: “من المثير للمشاعر كيف يعيش المواطنون في هذه القرى وكيف يتدبّرون أمورهم بالرغم من الظروف الحياتية المستحيلة التي تفرضها الدولة عليهم”.
يسرى ابو كف مديرة قسم المواصلات في مجلس القرى غير المعترف بها قالت: “اتعرضُ كل يوم للمخاطر خلال تجاوزي الشارع المؤدي لبلدي، وتوجد مصاعب جمّة تواجه النساء بالذات خلال خروجهن للعمل، ولكي يريد شخص الوصول لمحطة الباصات يتوجب عليه السير على الأقدام بطرق خطيرة، أو أن يدفع أجرة النقل، وفي هذه الحالة يفضل الانسان عدم الذهاب إلى العمل لأن مصاريف السفر تعادل تقريبا أجر العمل. في حال إقامة موقف للباصات في كل قرية، فسوف يُسمح للمرأة السفر للعلم والعمل براحة، وهذا أمر هام لتطوير وتقدُّم المجتمع”.
عضو الكنيست الجبهوي السابق يوسف العطاونة قال: “عندما يحين وقت التخطيط والتطوير الدولة لا تُحصي البدو كمواطنين متساوي الحقوق في هذه البلاد”.
عضو المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها يعيلا رعنان قالت: “توجد قرية كبيرة في الطريق إلى متسبي رمون تدعى (عوفداة)، هناك 50 محطة باصات في الشارع الرئيسي، ولكن في المكان الذي يتواجد به الناس بكثافة أكبر عندنا تم إزالة المحطات، ورغم مطالبتنا المتكررة بإعادتها السنة تلو الأخرى لم تلق الآذان الصاغية لدى المسؤولين”.
مدير مدرسة ابو قرينات الاستاذ نبيل ابو قرينات قال: “الحافلات التي تُقلّ الطلاب تصل إلى القرية، ولكن وسائل النقل العامة لا تدخل القرية كليا. المعلمون وأهالي القرية يسيرون مسافة كيلومتر ونصف على الأقدام. والقرية تفتقر لأبسط الخدمات والمؤسسات مثل مكاتب للبريد، بنوك (مصارف)، مستشفيات ومراكز صحية الخ…”
يوفال دريير شيلا من جمعية (سيكوي) قال: “في خمس من هذه القرى توجد طرق معبدة وبنى تحتية، فالمطلوب من وزارة المواصلات أن تباشر العمل لتقديم الخدمات لآلاف المواطنين الذين يقطنون في هذه القرى. أما في قرى أخرى، فإن الأمر يتطلب إجراء ترميمات وإصلاحات في أماكن محددة على الطرقات، بالإضافة لتثبيت محطات لوقوف الحافلات على الشوارع الرئيسية، وعلى وزارة المعارف وشركة (نتيفي يسرائيل) أن تتحملا مسؤولية تقديم الحلول لهذه المطالب فورا”.
وقالت سيفان هندل مستشارة وزارة المواصلات لشؤون المواطنين العرب: “الجولة كانت مهمة للغاية لمشاهدة الأمور على أرض الواقع، وستعمل وزارة المواصلات على مدار السنة القادمة لإدخال وسائل النقل العامة إلى البلدات التي تتوفر بها البنى التحتية السليمة”.