اصدار كتاب بعنوان “سفر برلك” في حيفا
تاريخ النشر: 29/04/18 | 12:01صدر حديثًا عن دار النَّشر في حيفا، مكتبة كلِّ شيئ، لصاحبها صالح عبَّاسي، كتاب بعنوان “سفر برلك” ومنتجة الأستاذ شربل الياس، وهو عبارة عن سيرة ذاتيَّة سرديَّة موضوعيَّة توثيقيِّة ومشوِّقة، لشخصيَّة عاشت وعايشت الأحداث وأثَّرت فيها. وهي تثمِّل شريحةً واسعةً من الشَّباب العربيِّ الذين اقتادتهم السُّلطة العثمانيَّة الغاشمة والظَّالمة إلى بلادٍ غير بلادهم وإلى مهمَّات ليس لهم فيها ناقة ولا جمل..
كذلك يوجد في الكتاب سردُ سيرة الجُندي في الجيش العثماني والفراري في أحراش البلاد وللأهل الذين عانوا غياب أبنائهم، فلذات أكبادهم، وبعد سقوط الامبراطوريَّة العثمانيَّة تابع الشَّباب مسيرتهم في النِّضال ضدَّ المستعمر البريطاني وضدَّ الحركة الصَّهيونية، حيث ناضلوا من اجل كبح جماح المستعمر وطمعه، بالإرادة والعزيمة والإيمان بالنَّصر، إذ دأبوا على العمل إلى دحره، على أمل تحقيق النَّصر، بكل ما أوتوا من تفانٍ وتضحيات جسامٍ وإيثاريَّة، من أجل بناء وطن حرٍّ لجميع الذين يقطنون فلسطين..
الكتاب من حجم الوسط، في مائة وست وخمسين صفحة، حيث يُهدي الكاتب كتابه إلى كلِّ من يُحبُّ أرضَ الآباء والأجداد ويُدافع عنها ويحميها ويذودُ المحتلَّ عنها، ويتابع على الصَّفحة التَّالية “منمشي ومنكفِّي..الطَّريق يا رفيق”. ومن بعدها ينشر قصيدة عليك منِّي السَّلام يا أرض أجدادي للشَّاعر اللبنانيِّ حليم دمُّوس.
كتب مقدِّمة الكتاب المؤرِّخ اسكندر عمل، تحت عنوان “من السَّفر برلِك إلى الدَّولة الواحدة” حيث جاء فيها: لم يكن سمعان ممن يقفون على الجدار ويرقبون الحدث بل أراد ان يكون شريكًا في العمل من أجل إنقاذ ما تبقَّى من الوطن الذي رأى بأمِّ عينه أنَّه يضيع وأن الخطر الصهيونيَّ مدعوم من المستعمر البريطانيِّ الذي لم يألُ جهدًا في ترجيح الكفَّة لصالح الصَّهيونيِّين. رأى سمعان بفطرته المقاوِمة انَّ مكانه الصَّحيح في صفوف عصبة التَّحرُّر الوطنيِّ التي تأسَّست في العام ١٩٤٣ وهدفت إلى مقاومة الخطرَين البريطانيِّ والصَّهيونيِّ وسعت إلى إقامة دولة ديموقراطيَّة علمانيَّة لكلِّ سكَّان فلسطين آنذاك..
ويُحدِّثنا الكاتب في كتابه “سفر برلك”: لقد كان سمعان قلقًا على ما ستؤول إليه الهجرة اليهوديَّة إلى فلسطين، من جميع أصقاع العالم، حيث كان يقول إنَّها ستحوِّل اليهود، القادمين في جهات العالم الأربع إلى فلسطين، إلى أغلبيَّة وعندها سيطردون العرب من بلادهم، موطنهم، وهو بسليقته وطبيعته “بفهمها ع الطَّاير”، لكنَّه لم يعرف ولم يفهم لماذا عليه وعلى ابناء شعبه دفع ثمن أخطاء النَّازيِّين وإثمهم فيما ارتكبوه بحقِّ البشريَّة والإنسانيَّة من جرائم وآثام وتطهير عرقيٍّ، يقول أن لا مانع من أن يأتوا بلادنا ويحتموا بنا ويأووا في بيوتنا إلى أن تمرَّ الغيمة السَّوداء عن تلك الأراضي عبر البحار في غرب بلادنا، ومن بعدها يرجعون إلى مسقط رأسهم، ليعيشوا كما كانوا هناك وكما يحلو لهم أن يعيشوا وأن يكونوا كما يشاؤون في بلادهم، “وتقيموا أينما شئتم”، وكلُّ انسان مسؤول عن خطئه وعليه ان يتحمَّل ابعاد اخطائه، ولماذا علينا ان نتحمَّل، نحن اهل هذه البلاد، نتائج اثم لم يرتكبه شعبنا، أو أيُّ فردٍ منه، لماذا على شعبنا أن يحملَ حِمْلَ غيره، ولماذا عليه ان يدفع ثمن ذنوب الآخرين، ﴿ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾، وكلُّ نفس تُحاسب على عملها، وكلٌّ يؤاخَذ على فِعلتِه أو على خطيئته، فشعبنا بريء الذِّمَّة من دمهم..
والجدير بالذِّكر أنَّ هذا هو المؤلَّف الرَّابع للكاتب د. خالد تركي، بعد “يوميَّات برهوم البُلشفيِّ”، “حماة الدِّيار” و”من حيفا..هنا دمشق”..