فلسطين: كيف سمحنا لهذا الكم الهائل من الخيانة بالنمو من بين اضلعنا وظهرانينا!؟
تاريخ النشر: 02/05/18 | 7:06منذ عقود مضت تعودنا على الحديث عن الاحتلال الاسرائيلي والظلم الصارخ الذي يتعرض لة الشعب الفلسطيني في ظل وجود واستمرار هذا الاحتلال منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا, لكن الحقيقة ان هذا الاحتلال ليست وحدة وان الذين يحتلون فلسطين اكثر من جهه ومشتقات عدة وعلية ترتب القول اننا مدعوون لاعادة صياغة معنى وفحوى الاحتلال الحاصل في فلسطين لنقول انة لا يوجد احتلال اسرائيلي فقط لابل ما هو موجود منذ عقود احتلال اسرائيلي امريكي بكل ما تعنية الكلمة من فحوى ومعنى الى حد ان السفير الامريكي في تل ابيب كان وما زال مستوطن صهيوني داعم للاستيطان في مناطق الضفة والقطاع والقدس لابل ايضا ان نيكي هايلي”ذات الاصول الهندية السيخية” سفيرة امريكا في الامم المتحدة عضوة في الحركة الصهيونية وتعتز بانتسابها لهذة الحركة وتقوم بحماية الكيان الاسرائيلي في الامم المتحدة عبر” الفيتو” وتَّحول دون صدور اي قرار اممي يدين جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ناهيك عن ان الرئيس الامريكي رجل اعمال صهيوني مرتبط بالشركات اليهودية والصهيونية وعن امريكا ” السياسة الخارجية” فهي جزء لا يتجزأ من سياسة الاحتلال الاسرائيلي الهادفة الى تهويد كل ماهو فلسطيني بما فية القدس الذي اعتبرها ترامب “خريج بيوت الدعارة” عاصمة للكيان… المحصلة الحاصلة ان في فلسطين احتلالَّين وليس احتلال واحد وهما الاسرائيلي والامريكي ومشتقاتهما من داعمين لهم في الغرب والشرق…!!
الهدف من هذة المقدمة اعلاة هو تقديم لمحة منطقية تقودنا الى نتيجة منطقية وهي استحالة ان تكون امريكا ” وسيط او راعية سلام” لانها ببساطة جزء من الاحتلال الحاصل في فلسطين وعلية ترتب القول ان الزمر الفلسطينية الجالسة على كنوز “كارثة اوسلو” كانت وما زالت تُدرك ان امريكا ليست عمة او خالة الاحتلال لابل امة اللتي ولدتة من رحمها الايديولوجي كدولة استيطان على نمط الدولة الامريكية الاستيطانية اللتي ابادت الهنود الحمر واستأصلتهم من بلادهم ليحل مكانهم المستوطنين الاوروبيين الذين اسسوا فيما بعد امريكا ولاحقا ماسمي بالولايات المتحدة الامريكية اللتي دعمت عام 1947 و1948 استئصال الشعب الفلسطيني من بلادة واقامة كيان استيطاني حليف لامريكا والغرب وهذا ماحصل وقائم ومتواصل حتى يومنا هذا, مع التذكير بان امريكا اعتبرت ما تبقى من اراضي فلسطينية”الضفة والقطاع ” اراضِ متنازع عليها وليست اراضي محتلة بهدف الاتاحة للدولة الاسرائيلية الاستيطانية بالاستمرار في الاستيطان والتوسع وهذا التوسع حدث بشكل كثيف بعد اتفاقية اوسلوعام 1993 وحتى يومنا هذا وبموافقة ” صامتة” من قبل سلطة اوسلو التي تتلقى المساعدات المالية من امريكا مؤسِسة وداعمة مشروع التنسيق ” الامني” بين سلطة اوسلو والاحتلال…امريكا والغرب لم تدعما سلطة اوسلو كنواة “للدولة الفلسطينية” كما يزعم البعض لابل دعمتها كسلطة عميلة مساندة للاحتلال ولا تؤثر على مشاريع توسعة الاستيطاني ليس في الضفة فقط لابل في القدس التي تعرضت الى ابشع حملة تهويد في ظل وجود سلطة اوسلو ودعمها الصامت لمشاريع الاحتلال مقابل الراتب والامتيازات لمنتسبي هذه السلطة سواء كانوا افرادا او مؤسسات!!
نحن لا ننطلق من مبدأ ” عنزة ولو طارت” ونكيل الاتهامات لسلطة اوسلو حتى لو كانت غير هذا لابل ننطلق من واقع منطقي حاصل جعل هذة السلطة جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال السياسية والاقتصادية لابل ان الواقع صار اكثر مأساويا عندما ندرك ان سلطة ” اوسلو” صارت شركة تدفع رواتب الاف الموظفين وهؤلاء بدورهم عندما لا يستلموا راتبهم الشهري يولولون ويحتجون ” *نحن نفهم ونتفهم الجانب الانساني والمعيشي لهؤلاء الموظفين وعائلاتهم” مع علمهم او بغير معرفتهم انهم يختزلون كامل الوطن الفلسطيني وكامل حقوق الشعب الفلسطيني في راتب تدفعة شركة ” اوسلو” الفلسطينية وهذه الاخيرة تدفع الراتب لهذا الموظف وذاك المنتسب لاجهزة الشرطة والامن الذي يؤمن ظهر الاحتلال ويتقاضى راتبة من سلطة تابعه لهذا الاخير… بطبيعة الحال هذا الشرطي او رجل الامن الفلسطيني لن يحارب الاحتلال ولن يعارض سلطة اوسلو لانها تضمن عيش وحياتة براتب شهري…هل نسمي هذا الشرطي او المنتسب لاجهزة امن سلطة اوسلو عميل او عميل موضوعي؟ فهذا متروك لحكة المخ ,لكن المحصلة الصادمة لنتيجة اسمية وموضوعية تقول: نعم انة عميل للإحتلال و ليس هذا فقط لابل ان كل فلسطيني يعمل في مؤسسات الاحتلال ايضا عميل..هذا هو الواقع وهذا هو التعريف التاريخي والعلمي لعلاقة المستعمر بكسر الميم مع المستعمر بفتح الميم بغض النظرعن قضية العيش وتبرير هذا العيش بضرورة وجود دخل مالي حتى لو كان مصدرة الاحتلالَّين الاسرائيلي والامريكي..!!
نحن نتحدث في في هذة المقالة المقتضبة عن ظاهرة ” العمالة والخيانة” من منطلق تحليلي تاريخي لظاهرة الاستعمار والاستكبار منذ قرون وفي عدة ازمان..الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي وغيرة عبر التاريخ.. الحديث يدور عن موضوعية واسمية” العمالة والخيانة” حتى في حالة عدم وعي ” العميل او الخائن” بانة يخون وطنة مقابل راتب يتلقاة من الاحتلال بمعنى اننا هنا نتحدث عن الظاهرة ونشخص معالمها ونؤكد على وجودها الاسمي والموضوعي بغض النظر عن الظروف المعيشية والموضوعية التي تجبر الناس على العمل في مؤسسات الاحتلال او بالاحرى تجبر الناس على تبرير وتمرير “الخيانة” بانها مجرد وظيفة…من جاء قبل؟ : الدجاجة ام البيضة!؟… المحصلة هنا محسومة لصالح سلبية الظاهرة وليست ايجابيتها..!
نعم.. نمت الخيانة المستترة والظاهرة وتلك الاسمية والموضوعية من بين اضلعنا وظهرانينا عبر التبرير والتمرير والظروف المعيشية الصعبة اللتي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني في ظل وجود منظومات الاحتلال اللتي تستهدف احدها العقل والوجدان الفلسطيني الى حد ان شرائح فلسطينية” متعلمة وغير متعلمة” تاسرلت واندمجت في منظومة الاحتلال الاقتصادية واستجابت لمغرياتة وارتبط وجودها المعيشي بوجود هذا الاحتلال والانكى من هذا انها اصبحت “قدوة” اجتماعية تعيش الرفاهية ويبرزها الاحتلال كمثال على ” ديموقراطيتة وعدلة”..كُن ” نعجة” اسرائيلية ولا تكن ” فلسطيني” نكون معك الافضل ويكون حالك ميسور!… نعاج فلسطينية كثيرة قبعت في زريبة الاحتلال من اجل الراتب..كل منتسبي سلطة اوسلو مثال لهذا السقوط الوطني المدوي وكل منتسبي وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية وغيرها من مؤسسات احتلالية من بين صفوف فلسطينيي الداخل1948 يصنفون في خانة الخيانة والسقوط الوطني. منطق التاريخ يحكم بهذا وليس نحن فقط..كل معلم فلسطيني منتسب لوزارة المعارف الصهيونية يعتبر عميل للاحتلال وليس موظف عادي يتقاضى راتبة من مؤسسة وطنية او عادية…جميع ما يسمون زورا بالاحزاب وبالنواب ” العرب” في الكنيست الصهيونية هم في المحصلة عملاء وخونة يخونون قضية شعبهم الفلسطيني في اللحظة اللتي يقسمون فيها قسم ” الولاء” لدولة الاحتلال عند دخولهم مبنى الكنيست الاسرائيلي… بامكان البعض ان يُفسر ويبرر ويمرر ويلف ويدور كما يشاء لكن منطق التاريخ لة راي اخر حازم وثابت : الخيانة والعمالة ظاهرة تعاملت معها الشعوب العربية ومن بينها الجزائر التي صفت حساباتها مع عملاء الاستكبار الفرنسي عبرحملة “التعريب” لمحو اثار الاستعمار وعلية ترتب القول بان الشعب الفلسطيني ملزَّم اجلا ام عاجلا بالتعامل مع هذة الظاهرة المسيئة لنضالة التحرري حتى يتحاشى للمثال لا للحصر ظاهرة محمود الهباش”مستشار محمود عباس” اللذي يحرض على مسيرات العودة على حدود غزة ويقول أن “ما يحدث ليس لفلسطين فيها ناقة ولا جمل” على حد وصفه فيما الحقيقة ان لل ” الهباش لا ناقة ولا جمل في فلسطين” لانة ببساطة عميل صهيونيي من ضمن منظومة عملاء تطلق على نفسها زورا تسمية “سلطة فلسطينية؟ اوسلو” تعمل في صفوف قوات الاحتلال وتقوم باختطاف المؤسسات الفلسطينية كمنظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطيني…اصغر شهيد في مسيرات العودة اطهر بمليون مرة من الهباش ومشتقاتة…كل مياة البحر المتوسط لن تطهر الهباش من الخيانة سواء كانت قولا او فعلا…!
هنالك خلل كبير في مسار النضال والوعي الفلسطيني وهذا المسار علينا تصحيحة, لكن ليس عبر كماشة لقلع اسنان الهباش وقطع لسان المتعاملون مع الاحتلال فقط لابل عبر ثورة وعي فلسطيني تُفسر للفلسطيني وقوعة في المطب الصهيوني ولا تُبرر عملة هذا بكونة مجرد وظيفة ضرورية يتقاضى منها اوعبرها راتب…ثم ملاحظة اخرى لا ننساها ولا بد منها وهي: شاهدوا او تابعوا بعض المواقع الاعلامية ” العربية” في مناطق ال48 لتكتشفوا وباء الصهينة والاسرلة الذي اصاب هذه المواقع ب ك ع الخ, حيث تقوم بتدمير كامل مقومات وعي الشباب الفلسطيني عبر اسرلة وصهينة الطرح الاعلامي..تحييد مبرمج… تصوروا ان تصبح لعبة ريال مدريد وبرشلونة ومعها النرجيلة اهم بكثير من حدث مسيرات العودة المباركة..؟.. هذا نتاج الاداء الاعلامي الفلسطيني المتصهين؟, ويبقى السؤال مفتوح على مصراعية وعلى طول وعرض فلسطين وهو: كيف سمحنا لهذا الكم الهائل من الخيانة بالنمو من بين اضلعنا وظهرانينا!؟… وما العمل؟…نحن لا يجب ان نموت ونستميت بالدفاع عن”تبرير وتمرير” فتات كسرة خبز قادمة من صحن مُحتَّل بلادنا لابل يجب ان نستميت في الدفاع عن حقنا في وطننا وضمانة كرامة عيشنا في هذا الوطن…حياكم الله وتصبحون او تمسون على عودة العودات…!!
د.شكري الهزَّيل