“وداع شعبان” بخطبة الجمعة في يافة الناصرة
تاريخ النشر: 06/05/18 | 2:22أُقيمت فريضة شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة حيث إستهلها القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات ما تيسر من الذكر الحكيم بصوته الخاشع والشجي مما تعطرت شذى النفحات النورانية وطيب التجليات وزاد أجواءًا روحانية إيمانية.وفوجئ المصلون من الآذان الثاني الذي رفعه الشاب المبدع مصطفى نعامنه وأدهشهم ثم ألقى الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وإفتتحها بحمد الله سبحانه وتعالى والشهادة به وبالرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتناول التحدث عن شهر شعبان ووداعه والإستعداد لقدوم حلول شهر رمضان المبارك وإستقباله، وقال: “لفصاحة الكلام أن يكون مناسبًا للحال ونحن طبعًا بأنفاس شعبان الأخيرة، نحن في الأيام الأخيرة من شهر شعبان وهذا الشهر الذي سمي شعبانًا لتشعب الخير فيه وفيه ليلة مضت قبل عدة أيام ليلة النصف منه شأنها لا يعلمه إلا الله تعالى، من علو شأنها ورفعة منزلتها ومكانتها أن بعض المفسرين قالوا هذه الليلة التي أنزل الله فيها نزول القرآن الأول، القرآن الكريم له نزولان الأول من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى السماء الدنيا، النزول الثاني من السماء الدنيا على الأرض على قلب الحبيب المصطفى في غار حراء يوم أن قال له الملاك (إقرأ) قال له النبي (لست بقارئ)، قال بعض المفسرين أن ذلك النزول الأول كان في ليلة النصف من شعبان، الله عز وجل يقول ((إنا أنزلناه في ليلة مباركة)) يقصد ليلة النصف من شعبان ((فيها يفرق كل أمر حكيم)) قيل أن في ليلة النصف من شعبان تقسم الأرزاق وتقدر المقادير وتكتب الأعمار، هذه الميزات في شعبان تكريمًا لما بعده تكريمًا لرمضان كأن شعبان يحتفل ويحتفي ويحضر نفوس المسلمين إلى أعظم شهور الله قاطبة تمهيد توطئة تقدمة تجهيز نفسي وروحي”.
وأضاف: “عبر التاريخ البشري لم تحذى وتحظى أُمة من سائر الأُمم كلها كما حظيت أُمة المسلمين في شهر رمضان، هذه المناسبة العظيمة العريقة التي جعلها الله تعالى محطة تنقية وتصفية من كل الشوائب، منحنا الله رمضان دون مقابل وهذا يعز على المسلم في كل زمان ومكان أن المسلمين مفرطين في رمضان، الحروب أوزارها، الإصلاح بين الناس يجب أن ينتصر في رمضان، مجالس الغيبة والنميمة يجب أن تقفل، اللسان يجب قصه في رمضان”.وأشار إلى حديث النبي عليه الصلاة والسلام (من صام رمضان) وفي رواية (من قام رمضان إيمانًا وإحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه( ورجل وقف للنبي إحترامًا له مستعرضًا بيت الشعر (وقوفي للعزيز علي فرض وترك الفرض ما هو مستقيم وعجبت لمن له عقل وفهم يرى هذا الجال ولا يقوم)، وأكد أن الدين الأدب والأخلاق والتواضع ومسكنة ورأفة ومحبة للعدو قبل الصديق.
لافتًا أن رمضان جاء لتنظيف الإنسان والإنسان ينسى له مشاعر وأحاسيس قد يقع في مطبات كثيرة وأن يتقي الله في هذا الشهر.وتابع: “أُشبه هذا الدين الإسلامي بلوحة لوحة جميلة لا أورع وأرقى من هكذا لكنها مركبة بقطع بازل والجمال المرجو إذا لم نضع كل قطعة في مكانها، نحن أخذنا هذه اللوحة بعد أن ركبت بدماء الصحابة ونفوسهم وتواضعهم وأخلاقهم ومحبتهم لله ورسوله وباعوا كل الدنيا من أجل الله ورسوله أعطونا هذه الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال ((فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولا))، كل شخص أخذ قطعة إستغنى عن إخوانه بنفسه بدأت الصورة بالتشوه أُخذت القطع بقيت اللوحة فارغة وكل شخص أخذ قطعة يعتقد أنه أخذ الإسلام كله، جماعات وأحزاب وفرق وطوائف، لا يمكن أن تقود أنوار الإسلام إلى تلك اللوحة التي أنارت الدنيا والآخرة حتى يعيد كل من أخذ القطعة في مكانها”.
وهيأ فضيلته النفوس لإستقبال شهر رمضان المبارك الكريم وأن يعيد كل شخص أخذ قطعة من اللوحة إلى مكانها لأنها ليست ملكه حتى لا تتسبب ضرر أكثر لعل وعسى أن ترجع تلك اللوحة وتشع نورًا على الكائنات كما كانت ذاكرًا قول الشاعر البوصيري (الله أكبر إن دين محمد وكتابه أقوى وأقوم قيلا، طلعت به شمس الهداية للورى وأبى لها وصف الكمال أُفول، والحق أبلج في شريعته التي جمعت فروعًا للورى وأصولا، لا تذكروا الكتب السوالف عنده، طلع الناس فأطفئوا القنديلا).
وفي الختام حث جميع المصلين للتهيئة لقدوم شهر رمضان المبارك العظيم ودعا الله سبحانه وتعالى أن يفرج الكرب ويوحد الأُمة