واسفاه…. ليلنا مزروع بالرصاص
تاريخ النشر: 09/05/18 | 9:55ستة عشر قتيلًا راح ضحيّة العنف المستشري في مجتمعنا العربيّ في خلال اربعة أشهر من هذه السنة.
ستة عشر قتيلًا عربيًّا عدا عن الجرحى والمصابين، وكلّ ذلك بسبب العنف والفوضى والتسيّب والسلاح الملعون الذي بات يملأ بلداتنا ويقضّ مضاجعنا.
ستة عشر قتيلًا تركوا خلفهم أمهات تبكي وعيونًا دامعة لأطفال يتامى واخوة واخوات حزانى..
لا نريد أن ” نفتح” الباب لابليس لئلا يزيد من نشاطه وقهقته ، فهو خلف هذا الشّرّ المستطير ، وهو هو الذي يزرع الشهوة والحقد والبغضاء في النفوس والقلوب ، فتكون النتيجة الحتميّة أرواحًا تُزهَق.
أعجبني قبل أيام أحد اعضاء الكنيست الجدد في حديث متلفز له عندما قال ردًّا على سؤال حول السلاح غير المُرخّص :
“أنا ضدّه بل وضدّ السلاح المُرخّص ايضًا..”
وأنا ايضًا ضد السلاح المُرخّص ايضًا فما الحاجة اليه ان كنّا انسانيين ، آدميين نتعامل مع الناس بمحبّة وبأخلاق ؟!!.
نحن نثق تمامًا بأنّ الذي يزرع خيرًا سيحصد خيرًا وكذا الذين يزرعون الشّرّ سيحصدون الشرّ ، فالشجرة تُعرف من ثمارها فلا يجتنون من العليق عنبًا.
فالمطلوب اذًا والحلّ الأمثل هو أن نزرع خيرًا في المجتمع وحبًّا وإخاءً ، أقول في المجتمع، وأقصد ايضًا في القلوب والنفوس ؛ قلوب ونفوس أولادنا ، فالذي يُربّي أطفاله على محبّة الآخرين واحترامهم سيحصد انسانية وهدأة بال وطمأنينة وأمنًا ورضا السماء.
قد تكون الشرطة مُقصّرة في البحث الجدّي عن المجرمين وعن السلاح السائب ، ولكن ذلك لا يعفينا من الذّنْب ولا يعطي لمجتمعنا الشرعية لكي نقتل ” على الطالع وعلى النازل” ولأتفه الأسباب.
فلنفرض جدلًا أنّ الشرطة مُقصّرة – وهي كذلك – فلا يمنع هذا من أن نربّي أبناءنا على الفضائل والتسامح واحترام الغير .
تعالوا نقارن أنفسنا مع اخوتنا اليهود في البلاد ، فسنجد أنّنا نبزّهم بأشواط في هذا المضمار ويا ليتنا نفعل ذلك في أمور أخرى أجدى وأروع.
لقد بات الامر مُقلقًا ومخيفًا حتّى أنّني سمعت أحد الآباء يُصرّح قائلًا : بتّ أخاف على أولادي ، فالوضع في بلداتنا غير مُطمئن ، والليل مزروع بالرُّعب والخيالات والرصاص.
أترانا في تكساس ؟!!!.
حان الوقت ، بل حان من زمن بعيد بأن يلتفت اعضاء الكنيست العرب ورجالات الدين والمجتمع والتربية الى هذه الظاهرة المقيتة فيضعونها في سلّم اولوياتهم.
دعونا نرمي بعضنا بالورود والمنتوروالكلمات الجميلة والنوايا الطيّبة !
دعونا ننبذ العنف بكلّ أشكاله ونهبّ هبّة رجل واحد مُندّدين به صارخين : كفى لقد وصل السيل الزُّبى وما عاد في قوس صبرنا من منزع..كفى وألف كفى.
زهير دعيم