جذورُ الرَّحيل…

على أعتاب بيتيَ القديم
وبين أحجاره المنقوشة من طول السنين
مستورةً بكحلٍ من بين الجفون
وًلًجَت عليّ من بين الزٍّحام
من بين المحن العِظام
خلف ستارٍ موشحٍ من صدى الأيام
يُبرقني أبيضاً يُطلّ علي كعروس الأنام
قالت لي :إرحلْ!
وللرحيل أُفقٌ …
ينسابُ على حدّه قطرُ الدَّم
إعصارٌ متوهج من بين أطراف المُقل
يتدثَّرُ ثرى الوجد بلِحاف السّماء
ويتجذَّر بقلبي حنينُ اللقاء
أهازيجٌ في جموع ِالرَّكبِ مرتحلٌ
تتصعّدُ أنفاسي عنان السماء
أو يتهاوى قلبي في مُنقعرٍ
يتجندل الحنين على أنقاض خُطى الروح
يسكنها والعهد لها مُستقر
طبولٌ تدقُ أبواب الوداع
تسكن في مسمعي
عصفورٌ في عشّه الدفء
فيهجر االمحلَّ والدار
وتتكفنُ الصغار
بأسود الرحيل ما كان من فَيء
وللثمار فوق غَضِّ الأفنان أُسطورةٌ
مرسومة كأيقونة الماضي
بعدما عفت الديار
أألقت الأرض ما بها ؟!
على تلاحين الرثاء
وفوق أوراق الشتاء
اختفت الحروف من قطر السماء
وتخلت عن أبجدية البقاء
وتركت الأوراق تعسفها الرياح
على أنقاض نفسي التائهة …
خلف دروب الرحيل
أسرابٌ من الزاجل والحنين
للروح تسكنها
ولا تعود لضياء السنين
ما خطَّ لي لحنٌ بقلمٍ فوق العيون
ولا سكنْتُ سكونَ الراجين
بعذبِ الفرات في العيون
وأكتب بحروف تسللتها الشُجون
في ربوعِ همسي سكينةٌ وسكون
وقطرٌ من لظى الجرح والأنين
عطشت الروح من طول الفراق
وبكت السماءُ
مدراراً على جذورٍ غطتها أسرار الرحيل
وأروت أحرفي لأصوغ منها ألمي
وأُعانق بجموعٍ من الإشتياق
لجذورٍ كانت ليَ بيت القصيد
مَطلعها هي الدّاء والدّواء
ومُنتهاها جنة الخلود
بها جذورٌمن العهد
تُكللها جذور الرحيل