حين تنقطع الكهرباء في صلاة التراويح
تاريخ النشر: 19/05/18 | 1:15من الملاحظات التي لفتت الانتباه ونحن نصلي اليوم الأوّل من صلاة التراويح
1. عدد الأسطر لا يتجاوز ثلاثة، ومن الأسباب البارزة هي كثرة المساجد في دائرة ضيّقة جدا لا تتعدى 1 كلم، فتفرّق عدد المصلين الكبير على عدد المساجد الكثيرة المترامية، ما جعل المساجد خالية من روادها رغم كثرة من حولها.
2. قرأ الإمام الشاب بقراءة سيّدنا ورش كما هو متعارف عليه في المغرب العربي والجزائر منذ قرون، وقرأ بطريقة سهلة بسيطة تميل إلى الانحدار وهي طريقة معروفة لدى قرّاء الجزائر والمغرب العربي ويحبّها الكثير ومن أسباب تثبيت القرآن الكريم.
3. انقطع التّيار الكهربائي بمجرّد ما تمّ التكبير لصلاة التراويح وظلّ على حاله إلى غاية الركعة الثامنة، خاصّة وأنّها تحدث لأوّل مرّة في صلاة التراويح وبهذه المدّة الطويلة. راودتني أسئلة كثيرة طرحتها على الإمام بعد الانتهاء من صلاة التراويح، فأقول له: كيف كان الذين من قبلنا يقيمون الصلوات اليومية والجمعة والأعياد والتراويح والكسوف والخسوف دون مكبرات صوت وقبل اختراع الكهرباء، خاصّة في المساجد الكبيرة جدا كالأزهر ، والأموي، ومساجد بغداد، والقيروان، والزيتونة، والمسجد الكبير بتلمسان، وكذا مساجد الهند وباكستان حيث الأعداد الضخمة والمساحة الشّاسعة جدا؟ فيجيب الإمام: كانت يومها المساجد بالمحاريب النصف الدائرية والمخصّصة لتكثيف الصوت، ناهيك عن كون العربي قديما كان يأكل جيّدا ويأكل ما هو الطبيعي حيث تساعده على رفع الصوت، وليس كما هو الآن حبيس المعلّبات والأغذية الاصطناعية التي أورثته أمراضا عدّة منها ضعف الصوت حتّى أمسى أسير الكهرباء إذا انقطعت انقطع فضله وعطاؤه.
4. وبعيدا عن رأي الإمام الذي يمثّله ويتبناه هو، فإنّ انقطاع الكهرباء أدى إلى مشكلة كبيرة جدا، حيث لم يستطيع النّساء في القاعة المجاورة متابعة أيّ حرف باستثناء الشباب الذي صلوا بالقرب منهم وكانوا يردّدون تكبيرة الإحرام والسجود والركوع والتّسليم بصوت مرتفع جدّا حتّى يتمكّن النّسوة من متابعة الإمام في الصلاة وليس القراءة لأنّ ذلك من المستحيل في ظلّ انقطاع الكهرباء.
5. تعمّدت ذكر التفاصيل الخاصة بانقطاع الكهرباء ليقف المرء على كيفية الصلّاة يومها قبل اختراع الكهرباء ، ويستطيع حينها أن يقارن عن تجربة ومعايشة، ويغتنم الفرصة ليتقدّم بالشكر لكلّ من ساهم باختراع يخدم البشرية ويغيّر مجرى حياتها كما جاء في كتاب: “أعظم 100 اكتشاف علمي، اكتشافات واختراعات غيّرت مجرى البشرية”، للأستاذ أكرم مؤمن، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، 2015، من 193 صفحة لمن أراد أن يعود إليه.
معمر حبار