مخيَّم اليرموك.. بين رحيل وقتيل .!
تاريخ النشر: 25/05/18 | 18:15في مخيم اليرموك
توقف الزمان
بين الرحيل والرحيل
بين البديل والبديل
بين الموت والموت الجميل
لا ندى هناك ولا ماء
هناك عيون وجداول
تصرخ بالدماء
لا طريق هناك ولا سبيل
موت بلا بكاء
أرض بلا سماء
ليل بلا مساء
***************
الطريق بين يافا واليرموك طويل
نعد الزمان
بين قتيل وقتيل
بين رحيل ورحيل
نبحث عن المكان
على ضوء من القنديل
في مسارب خارطة الجليل
****************
رضعنا زفرات الحنين
مع حليب ذكريات حطين
وشربناه من ماء الأردن
سنين وسنين
وتنفسناه من زبد بحر عكا
وهوا زيتون سخنين
وزرعنا على صفحات الغياب
اشتال الرياحين
وعلقنا مفتاح بيتنا على
الحائط ينتظر
بزوغ حلم العائدين
***************
هنا في مخيم اليرموك
لم نعد نسمّي ..
شهيدنا بالشهيد
ولا فقيدنا بالفقيد
ولا ندعو لأحيائنا
بالعمر المديد
ولم نعد نعزف لقتلانا النشيد
ولم تعد جراحنا تزعق للتضميد
******************
إننا نقضي أيامنا بالبحث عن
جرعة حليب تبلُّ ريق الوليد
وشربة ماء لجريحنا القعيد
وعن خرقة نمسح بها دمعاَ
يثور في كلِّ يوم من جديد
والبحث عن عكازة جدي التي
تضيع في كل مرة نهرب من
من هدم الى هدم عتيد
********************
إنا هنا في اليرموك
نُذبح في كلِّ يوم من
الوريد الى الوريد
لم نعد نفرِّق بين القريب والبعيد
ولا بين القصف والتغريد
********************
يوسف جمّال – عرعرة