عظمة سيّدتنا أمّنا عائشة من خلال حوار هادئ
تاريخ النشر: 28/05/18 | 11:20دار حوار بيني وبين أحد الأساتذة. وتعميما للفائدة وللوقوف على كيفية وطريقة الاستقبال والرد، أحببت أن أضع الحوار بين أيدي القرّاء والنقاد الأفاضل، مع الإشارة أنّي كتبت عدّة مقالات حول عظمة سيّدتنا أمّنا عائشة رحمة الله عليها ورضي الله عنها وأرضاها، وعرضت مجموعة من الكتب في هذا السّياق.
كتبت: ” أتابع الآن الفضائية الإيرانية “الكوثر” كما أتابع الفضائيات العربية والغربية: يحتفلون بسيّدتنا أمّنا خديجة رحمة الله عليها ورضي الله عنها وأرضاها، فأقول:
سيّدتنا خديجة عظيمة في كونها أوّل من أسلمت من الرجال والنّساء، وقد سبقت الخلفاء الراشدين جميعا ودون استثناء في الإيمان بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وفي نفس الوقت فإنّ سيّدتنا أمّنا عائشة عظيمة ويكفيها فخرا أنّ الله تعالى طهّرها من فوق سبع طباق، ونقلت إلينا الفقه وفقه حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم التي لا يعلمها إلاّ أزواجه ولذلك طال عمرها لتنشر المزيد من حياة زوجها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الخاصة. وبالتالي فإنّه من الجرم العظيم والنفاق الكبير الذي لايغتفر الاحتفال بأمّنا خديجة وفي نفس الوقت لعن أمّنا عائشة رضوان الله عليهما. والجريمة في حقّ أمّنا عائشة لا تمحوها أبدا حسنات الاحتفال بأمّنا خديجة.
فردّ علي الأستاذ قائلا: ” لا يوجد تلازم بين السيدة خديجة و السيدة عائشة وان اذا احتفلت بالسيدة خديجة فقد ارتكبت جريمة عظمى . ازواج النبي لسن انبياء حتى يجب الاحتفال بهن جميعا او تركهن جميعا ،السيدة خديجة امرأة فاضلة مجاهدة سخية ام ائمة الاسلام لايقارن بها احد من نساء النبي ،مهما على قدر السيد عائشة فلاتصل لخديجة لان السيدة عائشة اعترفت باخطاء جسيمة مذكورة في القرأن لم تكن خديجة لتفكر في اقل من هذه الاخطاء”.
فأجبت قائلا:
1. المرء حرّ في أن يحتفل بمن شاء من أزواج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وآل بيته وأصحابه رحمة الله عليهم ورضي الله عنهم وأرضاهم جميعا.
2. الاحتفال بالواحد لا يلزم الاحتفال بالآخر.
3. أزواج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وآل بيته وأصحابه ليسوا أنبياء.
4. سيّدتنا أمّنا خديجة فاضلة مجاهدة سخية. وسيّدتنا أمّنا عائشة فاضلة مجاهدة سخية، وكذلك أمّهات المؤمنين رضوان الله عليهم جميعا.
5. أزواج سيّدنا رسول الله صلى الله عليهم وسلّم وآل بيته وصحابته رضوان الله عليهم جميعا ودون استثناء يخطؤون لأنّهم ليسوا أنبياء معصومون.
6. من ادّعى العصمة لأحد من أزواج وآل بيت وصحابته صلى الله عليه وسلّم فقد وقع في الغلو الممقوت وأساء الأدب مع سيّدنا المعصوم صلى الله عليه وسلّم وغير معصوم.
7. من ألحق “الأخطاء الجسيمة !” زورا وكذبا وبهتانا بأحد من أزواج وآل بيت وصحابته صلى الله عليه وسلّم فقد أجرم في حقّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم واتّهمه ظلما وعدوانا بأنّه “لم يكن في مستوى المربي والأمين والصادق والنّاصح والمخلص !”، وهذه من أعظم الجرائم التي يرتكبها كلّ من يتعمّد إلحاق “الأخطاء الجسيمة !” بالأبرياء الطاهرين الأصفياء رضوان الله عليهم جميعا دون استثناء.
فردّ علي الأستاذ من جديد: ” ربما الاخوة لايقرؤون التراث الاسلامي ،لايجب ان يسب ازواج النبي و سلوك السب في حذاته مشين اين ماوجه، لكن القرأن هدد السيدة عائشة و حفصة بان قلوبهما صاغت و انحرفت عن النبي و شبههما بزوجة نوح ولوط ، ودعم تهديده بجبرائيل و الملائكة و صالح المؤمنين ، شنت السيدة عائشة حرب عسكرية على القيادة السياسية و كانت تناصب العداء لاهل البيت و تصرح بذلك ،وفي الاخير قالت لو يمحى لى يوم الجمل خير من ان انجب عشرة ابناء من رسول الله ، وطلبت ان تدفن في البقيع بعيد عن الرسول لانها احدثت بعده .الله تعالى لم يختر صحابة للنبي ولم يختر له ازواج كان اختيار النبي ومن اصحابه من ارتد وكذلك ارتدت احدى زوجاته وماتت كافرة ،مجتمع النبي ليس معصوما وعدم عصمته ليس معناه جعله مجتمع سيئ ،هو مجتمع عادي مثل المجتمعات و الرموز الذى جعلتهم السياسة فوق المجتمع هم رموز سياسية لقريش و ليسوا رموزا اسلامية يحرم الاقتراب منه .وصح فطور الاستاذ معمر و الجميع”.
فأجبت من جديد:
1. سيّدتنا أمّنا عائشة كانت تحب سيّدتنا فاطمة الزهراء وتفضّلها وتحب سيّدنا علي وتفضّله، وظلّت على هذا الحب والوفاء إلى أن لقيت الله تعالى.
2. سيّدتنا أمنا عائشة اتّخذت موقفا سياسيا ، كما أنّ سيّدنا علي بن أبي طالب اتّخذ موقف سياسي، إذن هي مسألة مواقف ولا علاقة لها بحب أو كره، فكلّ رأى من ناحيته أنّ موقفه هو الأحسن والأفضل، وكلّ لقي ربّه عزّوجل بموقفه السياسي.
3. من الكذب والزور والبهتان العظيم القول أنّ سيّدتنا أمّنا عائشة كانت تكنّ العداء لآل البيت، بل كانت تحبّهم وتقرّبهم وتدعو لهم بالخير في الحضور وفي الغيب.
4. سيّدتنا أمّنا عائشة ليست تلميذة عند أحد ليقال لها لماذا فعلت كذا وكذا؟ ! فهي فقيهة عالمة تعرف ما تقول وما تفعل، وقد تصيب فيه وتخطىء شأنها في ذلك شأن سيّدتنا فاطمة الزهراء وسيّدنا علي بن أبي طالب يصيب كلّ منهما ويخطىء في مواقفهما السياسة.
5. اعتذار سيّدتنا يوم الجمل يدل على أنّها قائدة عظيمة وتلك حسنة من حسناتها، وكذلك فعل سيّدنا علي بن أبي طالب واعتذر لسيّدتنا أمّنا عائشة لأنّه عظيم، فلا ضير إذن في الاعتذار ما دام عظيم اعتذر لعظيمة وعظيمة اعتذرت لعظيم رضوان الله عليهما.
6. عظمة سيّدتنا عائشة في كونها تركت مكان دفنها بجوار زوجها صلى الله عليه وسلّم لسيّدنا عمر بن الخطاب وحرمت نفسها من مجاورة زوجها صلى الله عليه وسلّم، وهذا الموقف العظيم يسجل لها إلى يوم الدين. ولا يوجد في الدنيا وإلى يوم الدين من الرجال والنساء من تنازل عن مكانته ليدفن بجوار سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لغيره إلاّ العظيمة سيّدتنا أمّنا عائشة رضوان الله عليها.
7. ليس من الأدب في شيء حتّى لا أقول من سوء الأدب أن تسأل الزوجة لماذا لم تدفن بجوار زوجها، فإنّ هذا تدخل غير لائق بين الزوج وزوجه. فلتدفن سيّدتنا أمّنا عائشة في أيّ مكان تختاره ما دام ربّنا عزّوجل اختار لها مجاورة زوجها صلى الله عليه وسلّم بالجنة، وما دام بشّرها بالجنّة.
8. فعلا مجتمع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليس معصوما، بدليل أن أزواجه ، وآل البيت، وصحابته لم يكونوا معصومين رضوان الله عليهم جميعا.
9. من الكذب والزور والبهتان القول أنّ سيّدتنا أمّنا عائشة “أحدثت !!” بعد التحاق زوجها صلى الله عليه وسلّم، وهي التي أطال الله في عمرها لتنقل لنا سنّة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم خاصّة فيما يتعلّق بحياته الزوجية الخاصة، وقد كان سيّدنا علي بن أبي طالب يستفتيها في كلّ ما يتعلّق بحياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الزوجية الداخلية، وكانت تستفتي سيّدنا علي بن أبي طالب في حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الخارجية كالحروب، والسّفر. ويكفيها فخرا أنّ كبار الصحابة وكبار التّابعين والمجتهدين كانوا يجلسون إليها جلوس التّلميذ ليأخذوا من فقهها وعلمها وهي الفقيهة العالمة المجتهدة.
10. فعلا رموز المجتمع الإسلامي من أزواجه، وآل البيت، وصحابته صلى الله عليه وسلّم ليسوا رموزا يحرم الاقتراب منها، ومن خصّ الحرمة بجهة فقد فاته العدل والإنصاف و وقع في التعصّب المقيت المذموم.
– معمر حبار