ومشت الطنطورية تبحث عن حطّين .!
تاريخ النشر: 30/05/18 | 0:50سارت بين شُعب الغياب
بلا طريق ولا أفق
لا نجمة مضيئة تتجلّى
بين فضاءات النفق
ولا شعلة من غيمات
ترسل وميضاً من برق
تختلط حزم الظلام
امام ناظريها
بدمدمات الشفق
وحوام مخيف يدنو منها
يهددها
بويلات الغرق
*****************
فمرت بها حمامة بيضاء
قادمة من بلاد الجليل
فسألتها
من أين جئتِ
فردَّت الحمامة
من ربوعٍ كان كلِّ شيئ فيها جميل
أين السبيل
يا صاحبة الهديل
هل تكوني لي دليل
فردت الحمامة :
سترافقيني الى بلاد لم يكن لها مثيل
كان فيها جبال خضر
وأغان ومواويل
وأطفال يفرحون للشمس
عند طلوعها
وللغرب حين تميل
و صبايا سرقن الجمال
من لمع ندى الليل
ومن ذهب الصبح الجديل
****************
وكيف البروة وأخواتها
كيف أصبحن بعد الرحيل
فأجابت الحمامة
خّرّبهن الغاصب الدخيل
لم يبق منهن لا كثير ولا قليل
وضعهن لا يسّر عدو
ولا يفرح خليل
تفرَّق أهلهن جميعاً بين
راحل وقتيل
وبيوتهن هدمت وصارت
لا تنفع نزيل
*********************
والطنطورة أيتها الحمامة ..
موج البحر ما زال يحكي حكايتها
ويبكي دموع من زبد
وحضن الكرمل ما زال يرسم صورتها
على شرايين الكبد
وحيفا ما زالت تطلُّ عليها لترضعها
فتعود مترعة النهد
***************
فهاجمتها دموع من حنين
مسجونة في روحها من سنين .
فللمت جراحها
ومشت تبحث عن سما حطين
يوسف جمّال – عرعرة