ألا دامت لنا هيفا
تاريخ النشر: 29/03/14 | 1:37بقلم: محمود مرعي
ألا فاشتم ولا تخجلْ / فجل عقولنا أهبلْ/ وأعقلنا بلا عقل / ونمنا نوم أهل الكهف في صحرا ولا منزل/ وأمتنا رعاها الله بالأموات مشغولهْ/ وبالفقراء والصدقات والحانات والسكرات في البارات والخلوات والسهرات في الجامع/ ولا جامعْ/ سوى التفريق والتشتيت/ ذرف الدمع للموتى وللشهداء ندفنهم/ ونرجع بعد هيل الترب للفيفا وللبارسا/ ونضحك ملء أشداق/ كأنا لم نمت ألفا من الموتات في الموتهْ/ غثاء نحن يا ربي/ غثاء فوق قيعان وعصف الريح يذرونا ويلقينا على ناس ملابسهم يلوثها غبار الريح تكنسنا عن الأثواب أيديهم/ وما زلنا هنا نقعي / ككلب الحي في الباب/ بلا هش ولا نش/ وصوت طار للسحب/ زعيق نحن والأفعال مفقوده/ وجعجعة بلا طحن/ نحرر أرض أندلس وقدس الله في الشعر/ وواقعنا بلا واقع/ وحاضرنا بلا حاضر/ ونحن الحاضر الغائب/ فتبت كل عزتنا/ مفاخرنا/ إذا صارت بماذا يصنع الغرباء والدخلاء في أهلي وفي العرب/ وننسى كل من ماتوا إذا بدأت مباراة بإسبانيا/ وبث عروض أزياء بباريس/ وتطحننا نيوب الجوع تهرسنا ولا نشعرْ/ أحاسيس مخدرة ولا نبصر/ ولا نسمع / سوى ما قال وسواس/ بأن القاتل المأفون مهتم بحالتنا/ وصحتنا ونومتنا ويقظتنا/ ولا يبغي مهانتنا / وكل قتاله حتى / ينظفنا من الارهاب والعنف/ نصدقه ونشكره/ ونرجع مثل غربان على جيفه/ ألا تبت يد البارسا وتبت مثلها الفيفا/ وتب السوس والسيسي/ ودينا خلفها هيفا/ ويفجعنا نعيق موله خرب/ ألا دامت لنا هيفا.