الأذان الأذان
تاريخ النشر: 29/03/14 | 1:59بقلم: ب.فاروق مواسي
أعلن في قرية جت (المثلث) عن توحيد الأذان، فبدلاً من أن يؤذّن عدد من المؤذنين بأصوات متداخلة تسبب الضجيج والنفور، فإنهم سيستمعون إلى صوت واحد ينطلق من جميع المساجد، ونأمل أن يكون المؤذن أندى صوتًا كما ورد في الحديث الشريف.
إن هذه الخطوة التي يجدر أن تعمم في جميع قرانا ومدننا هامة جدًا، إذ بالصوت المرفوع (بدرجة معقولة في الميكرفون) أن يفسح لنا المجال لتذوق الجو الروحاني، والتمتع بالدعوة الصالحة، واستشعار المعاني الكريمة.
لكن هناك من يريد الحفاظ على رواتب المؤذنين، وهذه يمكن أن تحل، فالمؤذن عادة يكلّف بأمور أخرى في خدمة المسجد، ثم إن مصلحة الرعية أفضل من مصلحة الفرد الذي يمكن أن يكون عاملاً في نطاق آخر.
إن بقاء الأصوات المتداخلة المتشابكة يؤذي الجيران، ويزعج الشيوخ والمرضى والعمال في النوبات المتغايرة، وقد يكون له عقابيل أخرى لا حاجة لسردها.
من نافلة القول إن كل واحد يملك خلويًا فيه تحديد الساعة، ومعظمها فيها تطبيق الصلاة، ولذا فإن انطلاق الأصوات كلها وفي أوقات متباينة غير ضروري، ولكني أرى أن الأذان الواحد يجب أن يظل مرفوعًا وواقعًا، وخاصة لأنه يزعج الذين يطالبون أن تكون الدولة يهودية، فليظل نداء “الله أكبر الله أكبر” دليلاً بيّـنًا ودامغًا أنه لا إله إلا الله، وأن اللغة العربية ستظل تصدح إلى ما شاء الله.
أخطاء ولحن في الأذان:
………………………..
مما يزعجني جدًا هذا اللحن، أي الخطأ في الإعراب في أصوات كثير من المؤذنين، وفي أكثر من مكان، ولنبدأ:
يؤذن بعضهم:
الله أكبرَ الله أكبر (يفتح الراء في أكبر)، والصواب هو: الله أكبـرُ (بالضم)، لأنها خبر مرفوع بالضمة، وأما بالفتح فتكون الكلمة فعلاً، وكأن الله يُـكبر أمرًا والعياذ بالله، وهذا خلاف المقصود، فالله أكبرُ أي هو الأعظم والأعلى.
يكرر بعضهم (الله أكبر) ثلاث مرات، مرتين في الصوت الأول ومرة مستقلة، وهذا ما لا عهد لنا به.
يؤذّن بعضهم:
أشهد أنَّ لا إله إلا الله، بتشديد النون، والصواب أشهد أنْ – بتسكينها لأنها المخففة من الثقيلة.
يؤذّن بعضهم:
أشهد أنّ محمدًا رسولَ الله (بفتح اللام)، والصواب (رسولُ) بالضم، فهي خبر أن مرفوع، وأما الفتح فهي تجعل الكلمة نعتًا، وتجعل الجملة غير وافية. (لو قلت مثلاً: أعترف أن سعيدًا المديرَ…لسألك السائل: ما له؟! وكان عليك أن تكمل الجملة.
يؤذّن بعضهم:
حـيِّ على الصلاة. حيِّ على الفلاح (يكسرون الياء المشددة)، والصواب حـيَّ) بالفتح، لأن الكلمة هي:
اسم فعل أمر بمعنى أقبل، وهي مبنية على الفتح الظاهر.
ثم إن هناك من يضيف على الأذان بعض الدعوات وقراءة الفاتحة، فهذا في رأيي ليس من السنة النبوية، وأحرى أن يغيّر من يقوم بذلك نغمة الأذان، أو يخفض من صوته في الدعاء حتى نميز بين الأذان وبين هذا الدعاء الإضافي للتبرّك.
والله من وراء القصد، إنه نعم المولى ونعم النصير.