قصةٌ قصيرةٌ فوقَ اللزوم
تاريخ النشر: 29/03/14 | 2:09بقلم:فريد قاسم غانم
نبدأُ أولاً بالملاحظةِ، ثم ننتقلُ إلى القصّة.
الملاحظةُ:
تعرفونَ، ربّما وكما يبدو وبدون أدنى شكٍّ، مسرحيةَ الكاتب المسرحي اليوناني القديم، سوفوكليس، عن الملك أوديب.
فعلى مداخلِ مدينَدوْلة (مدينة-دولة) “ثيبا”، وقف – في الواقعِ – وحشٌ خُرافيُّ وألقى على الناس أحجيةً. وكان الناسُ يمرُّون، فيعجَزون عن حلِّ الأُحْجِيةِ، فيلتهمَهم الموت.
وحين وصلَ أوديب من مكانٍ بعيدٍ إلى مداخلِ ثيبا، وجّهَ إليه الوحشُ الأُحجيةَ فحلّها أوديب، ممّا أدَّى إلى انهيارِ الوحش وتخليصِ ثيبا من ويْلاتِه، ممّا فتحَ الباب على ويْلاتِ أوديب اللاحقةِ المعروفة. (أوديب، صاحبُ العُقدة الُمزمِنة، يحلُّ الُعقدة).
أمَّا الأحجيةُ الشهيرةُ، التي اهترأتْ من شدةِ الاستخدامِ، فهي:
ما هو الشيءُ الذي يسيرُ على أربعٍ في الصباحِ، وعلى اثنتيْنِ وقتَ الظهيرة، وعلى ثلاثٍ في المساء؟
وأمَّا الحلُّ (البسيط) فهو:
الإنسانُ؛ يحبو على أربعٍ في طفولتِه، ويسيرُ على اثنتين في شبابِه ونضوجِه، ويمشي على رِجليْه الإثنتين ،متكئاً على ثالثة هي عكازُه، في مساءِ حياتِه.
إلى هنا الملاحظةُ، والآن جاءَ وقتُ القصّة.
القصّةُ:
يسيرُ خلفَ فمِه في الصباحِ، ويجري وراءَ وَسَطِه في الظهيرةِ، ويبحثُ عن ذكرياتِه المتساقطةِ على ظلالِ المساء.
ويطيرُ في الليلِ باحثاً عن خيطِ نورٍ بينَ مدْخَلٍ ومخرَجٍ.
هنا، قُبيْلَ الفجرِ، تنتهي القصّةُ.
وقد تبتدئُ.