طرطشات
تاريخ النشر: 29/03/14 | 2:13بقلم: د.فتحي ابو مغلي
– اصبح التحرش الجنسي بالمتظاهرات والمشجعات واللاجئات يمثل ظاهرة كريهة تنتشر انتشار النار بالهشيم في معظم الدول العربية والعالم الثالث تذكرنا بعصور سبي النساء والنظرة الدونية للمرأة التي كانت سائدة قبل عصور ولا زالت في بعض المجتمعات المتخلفة بل ان ما يتم من صفقات تزويج للاجئات سوريات قاصرات من مسنين عرب، واقع اليم يفرض على كافة المنظمات الانسانية والنسوية والحقوقية ان تصعد من حملاتها وتكثف من جهودها من اجل تمكين النساء وحماية اللاجئات وتعزيز حملات التوعية للشباب من اجل تحسين الصورة الذهنية للمرأة في عقول هذا الجيل والاجيال القادمة من الرجال.
– في بلد شقيق من دور الجوار نقضت محكمة استئناف شرعية قرار محكمة ابتدائية برفضها شهادة سيدة غير محجبة بموجب طعن أثاره محام بعدم قبول سماع شهادة امرأة لكونها سافرة عن شعر رأسها حسب وصف القرار، الأمر الذي اعتبرته محكمة الاستئناف مانعا من عدالتها في الشهادة؛ وأثر على نصاب الشهادة، علما” بان قرار المحكمة يخالف أحكام الدستور في هذا البلد الشقيق والتي تنص على المساواة بين المواطنين وعلى حماية الحريات الشخصية. سابقة قضائية غاية في الخطورة تسمح للقاضي ان يغلب اجتهاده ومعتقداته الشخصية على الالتزام باحكام القوانين النافذه في زمن كثرت فيه الفتاوى وفق الاهواء الشخصية او الفئوية.
– في سياق اخر قام معلم في احدى مدارس بلد عربي باطلاق النار من مسدسه على طالبين شقيقين تشاجرا معه بعد ان قام بضرب احدهم، لحسن حظ الطالبين وربما المعلم ان الرصاصات التي اطلقها تجاه طلابه قد اخطأت هدفها. اهل الطلبة قدموا شكوى ضد المعلم ومدير التربية في البلد الشقيق اعترف بالواقعة واكد انه سيحقق في الموضوع وسيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة، لكن يبقى الاهم من الشكوى والتحقيق هو السؤال لكل الانظمة التعليمية في وطننا العربي الكبير الى اي مستوى انحدر مستوى التعليم والى اين وصلت علاقة المعلم بتلاميذه وباهداف المؤسسة التعليمية.
– وبما ان الشيء بالشيء يذكر فقد تم القاء القبض في مدينة القاهرة على استاذين جامعيين احدهما رئيس قسم القانون الدولي بكلية الحقوق في جامعة عين شمس بتهمة اقامة علاقات جنسية مع طالباتهما مقابل اعطائهن اسئلة الامتحانات واجوبتها، طبعا” التقرير يحوي تفاصيل واعترافات مخزية ومؤلمة بنفس الوقت لامجال لذكرها تحدث في مؤسسات تعليم عالي عربية بينما تسجل جامعات العالم المتقدم كل يوم انجازات حضارية جديدة تخدم الانسانية وتطور المعرفة.
– في الخليل القت شرطة السير القبض على سائق وهو يقوم بخلع الإشارة المرورية الموجودة على دوار الصحة (طلعة دعيس) التي تحدد اتجاه السير وذلك بهدف القيام بالسير بعكس الاتجاه المسموح. طبعا” ووفق تصريح مديرية الشرطة فان هذا الغعل المشين والمخالفة القانونية تكرر عدة مرات مما دفع الشرطة لوضع مراقبة للاشارة ادت الى القاء القبض على احد الفاعلين، ونقول ان مثل هذا السلوك ومخالفات السير تتكرر بشكل يومي وفي جميع المحافظات وتعبر عن استهتار بعض المواطنين بالانظمة والقوانين مما يتسبب في الاضرار بمصالح الناس وتعريض حياة المواطنين للخطر.
– من غرائب هذا البلد كثرة تقلب كثير من الناس في افكارهم ومواقفهم واسوق هنا على سبيل المثال قصة ومشكلة بعض الزملاء المتضررين من تطبيق قانون المجلس الطبي الفلسطيني الذين كانوا قد احتجوا في عام 2011 على تطبيق هذا القانون عليهم فسارعت اللجنة الاجتماعية في المجلس التشريعي المعطل الى تشكيل لجنة لتقصي حقائق وقاموا بتحريض الاطباء ضد وزير الصحة انذاك وضد امين عام المجلس الطبي وساندهم في موقفهم نقيب الاطباء وزير الصحة الحالي وطالبوا مجتمعين باقالة الوزير الاسبق وامين عام المجلس الطبي الاسبق بل وطالبوا بمحاكمتهم بسيل من التهم التي ثبت بطلانها. نفس الاطباء او بعضهم يقومون بالاعتصام امام المجلس الطبي منذ اكثر من شهر ولنفس المطالب ولم يحرك اي من اعضاء المجلس التشريعي ساكنا” لنصرتهم او تبني مطالبهم امام وزير الصحة الذي كان كنقيب يدعم مطالبهم بل قام الان بطلب قوات الشرطة الخاصة لفض اعتصامهم، الا يدعو هذا الوضع للتسائل لماذا حارب واضعوا القانون بالامس تطبيق ما شرعوا ويقفوا ساكنين اليوم ازاء من ناصروا بالامس بقوة لغاية في نفس يعقوب؟.