مَغاراتُ المَرارَةِ…
تاريخ النشر: 29/03/14 | 2:21بقلم: مظهر عاصف
لا تُحَدثْني عَن الأحزانْ
بَل حَدِّثِ الأحزانَ عَني
لا تَصِفْ طَعمَ المَرارةِ غاضِباً
بَل مِن مغاراتِ المَرارةِ انتَشِلني
إن جِئتَ يَوماً لَمْ تَجِدني
فاسألِ الأحزانَ تُرشِدُ
عَن مَكاني وعَن قُنوني
إنني رَجلٌ غَريبٌ
فاسألِ الأحزانَ عَنّي
عَن أيِّ كارِثةٍ سَتسأل
سأقولُ يَوماً: “لازَمَتني”
والمَصائِبُ كُلُّها
-في خَيرِها أو شَرِّها-
عَرَفَت طَريقي والتَقَتني
فالهُمومُ لَها حضور ٌ
في نَهاري قَبلَ لَيلي
والهُمومُ لَها طُقوسٌ
بَينَ أسماعي وعَيني
مُنذُ يَومِ ولادَتي
والنَّحسُ لازَمَني كَظِلّي
في اللحظَةِ الأولى وحينَ وِلادَتي
ماتَت مُوَلِّدَتي وأُمي
ماتَ الطَّبيبُ فُجاءَةً وعِيالُ عَمِّي
ماتَ في يَومِ الوِلادةِ نِصفُ أهلي
فاسأَل الأحزانَ عَنّي
جِئتُ مَنبوذاً
فَلم أُحصِ مِن السَنواتِ عُمري
كَم أناهِزُ؟ لَستُ أدري
ضِعتُ في دَربِ الشَّقاءِ
وضاع سِنّي
إن رَآني الناسُ فَرّوا
حَوقَلوا وَدَعَوا بـِمَوتي
ثُمَّ يَختَلِفونَ جَهراً
مَن سَيَحضُرُ يَومَ دَفني
كُلُّ تاريخي هَباءٌ
في كُلِّ شَيءٍ خَابَ ظَنّي
فاسأَل الأحزانَ عَني