فلسطين : شعبها وشعابها والفاشية الترامبية!!
تاريخ النشر: 29/06/18 | 7:42شَّاب ويشوب الغموض التضليلي منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا الدور الامريكي في احتلال فلسطين من جهة ودور امريكا في مايسمى بمبادرات السلام الامريكية كوسيط مزعوم بين الاحتلال الاسرائيلي ومايسمى بالسلطة الفلسطينية من جهه ثانية وبالتالي يخطأ من ظن او يظن فيما بعد ان هنالك فروقات جوهرية بين توجهات الاحتلال الاسرائيلي وسياسة مؤسسة الرئاسة الامريكية بكل حقباتها ورؤساءها منذ عقود من الزمن وتحديدا منذ قرار تقسيم فلسطين1947 ومرورا باحتلالها وتشريد شعبها عام 1948 وحتى يومنا هذا اللذي يمحى فية فريق دونالد ترامب كل الخطوط والفروقات الوَّهمية بين الكيان الغاصب والامبريالية الامريكية الى حد لم تصبح فية دولة الكيان الولاية الامريكية ال51 فقط لابل ان امريكا نفسها تشارك فعليا وسياسيا في احتلال وتهويد فلسطين وفي محو وجود كل ماهو فلسطيني على مستوى الجغرافيا والديموغرافيا في فلسطين المحتلة من البحر الى النهر…الترامبية محت خطوط 1948 و1967 وجميع المبادرات المنسوبة لما سمي ب ” عملية السلام” سواء الامريكية منها او تلك العربية لابل ان الترامبية انهت ايضا عملية ” اوسلو” واسقطتها بالكامل ناهيك عن نسف كل القرارات الدولية والاكاذيب الغربيةعبر قرار ترامب بكون القدس عاصمة الكيان الاسرائيلي ونقلة للسفارة الامريكية الى القدس بقيادة “المستوطن” السفير الصهيوني فريدمان وهذا الاخير ليست من غلاة المستوطنين الصهاينة فقط لابل انة لا يعترف اصلا بشئ اسمة فلسطين او شعب فلسطيني وكل ماهو قائم وموجود بالنسبة لة هو ارض ” اسرائيل” الكبرى بمعنى واضح: لا يوجد في قاموس ما يسمى بسفير امريكا في تل ابيب والقدس المحتلة شئ اسمة فلسطين او ضفة غربية او قطاع غزة ولا شعب فلسطيني وماهو موجود فقط ارض” اسرائيل” وحق اليهود بالاستيطان في كل مكان, وهذا التصور الفاشي يتبناة ترامب وكامل الفريق الصهيوني الحاكم في البيت الابيض!!
كل المؤشرات تشير الى وجود نزعة عداءية فاشية اتجاة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في اوساط النظام الفاشي الحاكم في واشنطن وهذة النزعة بكل اطرافها وشخوصها تسعى الى تدمير كل ماهو فلسطيني وتجييرة لصالح المشروع الصهيوني في فلسطين من جهه وفي صالح هضم حقوق اللاجئين الفلسطينيين وطنا ومهجرا من جهة ثانية وبالتالي الجاري في هذة الاوان هو سياسة الجَّرافة والتي تعني جرف كل مقومات حقوق الشعب الفلسطيني وكل المؤسسات الدولية التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين كالانروا وغيرها من مؤسسات تعنى بالشؤون الفلسطينية وطنا ومهجرا ,لكن اللافت للنظر ان الفاشية الترامبية قد محت بجرة قلم كل الاتفاقيات وما نتج عنها من حالات وشواذ من بينها سلطة اوسلو وهذه الاخيرة ورغم عقمها التاريخي وتبعيتها المطلقة لمنظومة الاحتلال الاسرائيلي الا انها من وجهة نظر ترامبية لم تعد مجدية ومفيدة لان كل ما قدمتة من تنازلات لا تلبي مطالب الترامبية الصهيونية التي تطالب بان تكون كامل فلسطين وكامل القدس تابعة للدولة الصهيونية..
لم يعد هناك اي فروقات تذكر بين الفاشية الصهيونية الاسرائيلية والفاشية الترامبية التي ترى في الحالة الفلسطينية مجرد حالة انسانية واجتماعية ملحقة بالكيان دون اي حقوق وطنية وتاريخية في فلسطين معتمدة بذلك على عنصرين رئيسيين وهما الاحتلال وقوتة العسكرية من جهه وسلطة اوسلو التي تتعامل مع هذا الاحتلال وتدعم وجودة وبقاءة عبر تفتيت وتشتيت كل اشكال المقاومة الشعبية الفلسطينية من جهه ثانية وبالتالي يرى ترامب ونتانياهو ان الوقت الراهن هو الافضل تاريخيا لتمرير”مجزرة القرن” في ظل وجود سلطة اوسلو ومنظومة الانظمة العربية العميلة للغرب والداعمة لمشاريع ترامب الهادفة الى انهاء ومحو كل تراكمات الانجازات الوطنية الفلسطينية منذ سبعون عاما!!
من الخطأ ان يظن احدا ما ان ما يسمى ب ” صفقة القرن” نوع من انواع المبادرات الامريكية المكحلة والمقنعه بقناع” السلام” لان الحقيقة هي ان هذة الصفقة تختلف عن سابقاتها وهي عبارة عن محاولة تصفية قسرية لكل مقومات القضية الفلسطينية وعلى راسها قضية اللاجئين, لكن الاخطر في هذة التصفية هو قضم الحق الفلسطيني ديموغرافيا وجغرافيا ووطنيا… بعد مصادرة القدس جاءت مرحلة مصادرة كل ماهو فلسطيني : الارض, الشعب واللاجئين وقضايا لا تعد ولا تحصى مرتبطة بالوضع الفلسطيني وطنا ومهجرا..الترامبية تسعى الى تثبيت مبدأ ” اسرائيل الكبرى” من البحر الى النهر حتى لو احتاج الامر الى تصفية العرق الفلسطيني الى حد ان مندوبة النظام الامريكي الفاشي في الامم المتحدة ايدت وتؤيد قتل المتظاهرين العزل المشاركين في مسيرات العودة على حدود غزة من جهة وذهبت الى حد تصويغ وتشريع قتل مليوني فلسطيني في غزة من جهه ثانية وبالتالي دعم فكرة ابادة الشعب الفلسطيني بحجة الحفاظ على امن وسلامة المستوطنات الصهيونية…التمييز والتطهير العرقي احد اخطر سمات النظام الفاشي الامريكي وهذة السمات ايضا احد ركائز الصهيونية الاستيطانية اللتي ترتكزعلى الاستيطان والاحلال…استيطان الارض واحتلالها ومن ثم احلال المستوطنين مكان الفلسطينيون سكان الارض الاصليون..فصول النكبة الفلسطينية ما زالت متواصلة واحد اركانها في الوقت الراهن وجود سلطة العملاء في رام اللة اللتي تَّحُول دون تشكيل مقومات نضالية فلسطينية جديدة في ظل هجوم الترامبية الصهيونية على كل ماهو فلسطيني..
يعتبر رَّفض السلطة اللاوطنية لصفقة ” القرن” رفضا شكليا ولا يرتقي لمستوى الاحداث الجسيمة التي تعصف بالقضية الفلسطينية وماهو واضح ان هذة السلطة غير معنية بإستلام الشعب الفلسطيني زمام المبادرة في اطار نضال شعبي او انتفاضة شعبية فلسطينية تطيح بصفقات تجزير القضية الفلسطينية وعلى راسها القدس الشريف… الشعب الفلسطيني شعبُّها ويعرف شعابها واللذي يعيق تقدمة الصفوف هو وجود سلطة العملاء والفاسدين والعاجزين اللذين باعوا كامل مقومات القضية الفلسطينية مقابل راتب وامتيازات يقدمها الاحتلال والغرب الامبريالي والانظمة العربية الخائنة…* عملاء سلطة اوسلو جاءوا الى فلسطين من اجل تشييد الفيلات وشراء المراكب الفخمة ونهب اموال ومقدرات الشعب الفلسطيني وزرع الفساد الوطني والاقتصادي والانكى من كل هذا انهم تحَّولوا الى كلاب حراسة تحرس ظهر الاحتلال مقابل الحفاظ على مصالحهم.. بعض القطط السمان الفاسدة عادت عام 1993 الى الوطن “سماسرة اوسلو” شبة حفاة فاصبحوا اليوم في مقام “باشوات” اغنياء الدنيا..اكثرية الشعب الفلسطيني تعيش تحت خط الفقر وتعاني الجوع والعوز كماهو حال قطاع غزة فيما قطعان العملاء تميل من ثقل الاوزان..لَّولا وجود اعداء الوطن والشعب لما تجرأ الفاشي ترامب لا على نقل سفارتة الى القدس ولا على طرح صفقة تصفية القضية الفلسطينية… في بيتنا الفلسطيني عدو قذر يستعمل كل الالقاب وكل اشكال الخداع حتى يبقى عكازا امينا يرتكز علية الاحتلال والفاشية الترامبية..!!
نعم.. الثلة الحاكمة في واشنطن هي عبارة عن عصابة همجية مرجعيتها الايديولوجية المسيحية الصهيونية الفاشية التي تؤمن بعودة اليهود الى “ارض الميعاد” المزعومة وتؤمن الى حد بعيد بضرورة ابادة شعوب اخرى اذا تطلب الامر هكذا فعل اجرامي من اجل المشروع المسيحي الصهيوني وما هو لافت للنظر في مسلكية العصابة هو اعتبارها القدس ليست عاصمة للكيان فقط لابل اعتبارها عقارا تابع للمسيحية الصهيونية وهذا مايعني ان مصادرة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية تنم عن عربدة وعنجهية فاشية امريكية صهيونية استغلت الظرف الاستسلامي والخياني اللتي فرضتة سلطة اوسلو على الشعب الفلسطيني الواقع اليوم بين مطرقة الاحتلال وسندان نظام اوسلوي خائن ينتسب الى منظومة حكام عرب مهدوا الطريق لعنجهية الفاشية الترامبية والمسيحية الصهيونية المتحالفة مع الصهيونية العالمية…حذار من ماهو قادم واتركوا شعبها اللذي يعرف شعابها يتكفل بمهمة الدفاع عن مستقبلة ووطنة.. لابد من نهاية لحالة الانفصام الوطني الفلسطيني الذي يتمثل في جماعات ” التنسيق” مع الاحتلال وفي الوقت نفسة الزعم ب”قيادة” الشعب الفلسطيني…تبرير وتمرير الخيانة الوطنية لم يعد ممكن.. اما ان تكون في صف الشعب او في صف الاحتلال والفاشية الترامبية… فلسطين : شعبها وشعابها والفاشية الترامبية!!
د.شكري الهزَّيل