إفتتاح مركز ثقافي جديد للقطان في رام الله
تاريخ النشر: 04/07/18 | 9:32في احتفالية رسمية وفنية حضرها المئات من المبدعين، الفنانين، المثقفين، المعماريين، الأصدقاء المحليين والدوليين من فلسطين والعالم، تم يوم الخميس الفائت افتتاح المركز الثقافي الجديد لمؤسسة عبد المحسن القطان في منطقة الطيرة في رام الله.يعد هذا المركز الثقافي الثالث للمؤسسة في فلسطين في عامها العشرين. وذلك بعد أن افتتحت مركز الطفل في مدينة غزة عام 2005 الذي يشكل فضاءً ً ثقافيا حيويا للأطفال هناك، وقاعات الموزاييك في لندن التي افتتحت عام 2008. وقد شكل هذا الافتتاح أفقا جديدا في مسيرة المؤسسة وعملها في تطوير الثقافة والتربية في فلسطين ومع الفلسطينيين أينما وجدوا في هذا العالم.يأتي هذا المبنى الجديد، الذي صممه مكتب المهندسين (دونايري أركيتكتوس) من إشبيلية في إسبانيا بمرافقة شركاء محليين، أول “مبنى أخضر” مسجل لدى هيئة المباني الخضراء الفلسطينية، حيث يتميز بكونه صديقا للبيئة، من حيث الانبعاثات واستهلاك الطاقة وطبيعة المواد التي دخلت في بنائه. كما يتميز بتصاميمه ومواصفاته التي تتيح مرونة عالية في استخدام فضاءاته ومرافقه، وبما يمكنه من احتضان نشاطات كثيرة ومتعددة، ليلبي احتياجات المؤسسة نحو مستقبل أنقى وأرقى.
ضمن سلسلة برامج حفل الافتتاح عُقد حفل رسمي حضره عدد من المدعوين والصحافة المحلية، العربية والدولية قدم فيه وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، بارك فيها المشروع والقيمين عليه وأكد أن افتتاح هذا الصرح الحضاري الكبير من شأنه أن يشكل علامة فارقة على صعيد الثقافة الفلسطينية ومحور جذب للكثير من الطاقات الثقافية والفنية الفلسطينية وختم متمنيا أن يجسر هذا المبنى رسالة انفتاح الثقافة الفلسطينية على الثقافات المتعددة، لأن هذا، وإن كان يخدم ثقافتنا، فإنه أكثر ما يقهر الاحتلال، فهذا الانفتاح يجسد صورة فلسطين الحضارية، والتي هي عنوان الأجيال القادمة.وفي كلمة للسيد عمر القطان – رئيس مجلس الأمناء، فقد تحدث عن رؤية المؤسسة مؤكدا على رسالة والديه فيما يتعلق بأهمية الوحدة الوطنية، فجاء في كلمته أن مؤسسة عبد المحسن القطان عموما تؤمن بأن الاستثمار في الفرد الحر والمبدع، وفي الثقافة والتربية والجيل الناشئ من الأطفال والفنانين والمعلمين، يسهم في تقوية المجتمع وتعزيز قدرته على الصمود أمام التحديات، بل وعلى تخطيها. في هذه المرحلة، العصيبة والمظلمة ً نأمل أن يعطي المركز الثقافي الجديد بعض الأمل والثقة للفلسطينيين، لاسيما الشباب منهم بأننا قادرون على تحقيق المشاريع الصعبة والطموحة، على مستوى عالمي من الإتقان. أما المبنى الجديد فأكد القطان أنه يشكل مكاناً للحرية والحوار والتأمل، ومساحة للإبداع والبحث لكل الفلسطينيين دون استثناء.
يرافق الافتتاح معرض إبداعات فنية بصرية بعنوان ” أمم متعاقدة من الباطن” يشارك فيه 55 فناناً محلياً ودولياً.ويسعى المعرض الجماعي إلى إماطة اللثام عن أسئلة حول المفاهيم المختلفة للأمة، يستمد المعرض عنوانه ومحتواه من خلال سبر موضوع الانتشار المتسارع لعمليات التعاقد بين الدول والقطاع الاستثماري الخاص الموجودة في عالمنا اليوم، وفي التحول القيمي للفرد، من خلال الأساليب الإصلاحية وأسلوب الحياة المصمَّم سلفاً، والتبعية والتأصيل وغيرها. وفي حديث مع قيّم المعرض، الفنّان يزيد عناني أشار إلى أن مضامين المعرض تتلخص في محاولته لعرض أسئلة حول القضايا المعاصرة المتعلقة بالأمم والمجتمعات والهيكليات السياسية، إضافة إلى النيوليبرالية، وذلك من خلال النظر في التاريخ الذي لم يسهم في تكوين الحاضر وخلق صورة للمستقبل على حد قوله.وقد أطلقت المؤسسة مع افتتاح المركز الثقافي الجديد برنامجا ثقافيا يمتد حتى نهاية العام، ويشمل نشاطات متعددة من عروض أدائية وسينمائية وموسيقية وفعاليات أدبية ومحاضرات ونقاشات تستمر حتى نهاية العام.
خلود فوراني سرية – حيفا