“الهزات الأرضية” بخطبة الجمعة في يافة الناصرة
تاريخ النشر: 07/07/18 | 10:09أُقيمت فريضة شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، وقد إفتتحها القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات عطرة ما تيسر من الذكر الحكيم بصوته الشجي مع الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام مما زاد أجواء إيمانية روحانية مفعمة بالخشوع.وبعد أن تم رفع الآذان الثاني، ألقى الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وإستهلها بحمد الله سبحانه وتعالى والشهادة به مبرزًا عظمته مثنيًا على الرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تناول فضيلته التحدث عن الهزات الأرضية التي حدثت في الأيام الأخيرة، وقال: “إن ما حدث من هزة أرضية خفيفة هي عبارة عن نفس بسيط جدًا تتنفسه هذه الأرض التي يعيش عليها الإنسان، هذه الكرة التي في داخلها مادة تصهر الحديد والشجر والحجر والبشر وهي مادة النواة، ونحن على فكرة نعيش على هذه الأرض المستديرة على قشرة بسيطة مجرد 5 كيلو متر يحول بيننا وبين تلك النواة التي نراها تفور فورًا وتكاد تميز من الغيظ، فإذا تنفست هذه الأرض شهيقًا أو زفيرًا إهتز قلب الإنسان وإرتعب البشر، هذا الإنسان وهذا المخلوق الذي ظن أنه قادر على الأرض كما قال الله عز وجل ((حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا))، ما يستطيع الإنسان أن يفعل عاجز عجز تام، وهي زلزلة بسيطة فما يكون حال هذا الإنسان إذا ما زلزلت الأرض زلزالها، والهاء هاء العهد هاض الضمير هاء التبعية، إذا زلزلت الأرض زلزالًا بسيطًا يرتعب الكون فما إذا زلزلت زلزالها أي بمعنى زلزال الزلزال زلزال مُركب”.وأشار إلى إبن عمر عندما قيل له مرة ما معنى زلزلت الأرض زلزالها.
وأضاف: “((يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار)) فلا ترى فيها عوجًا ولا امتا سواء أرض بيضاء مستوية لا جبل ولا سهل ولا تل ولا واد ينظر الإنسان يقول الله أكبر هذه الأرض التي عشنا عليها يستغرب ثم يتسائل مالها ما الذي حدث لا يدرك من يجيبه كل الخلق أمثاله في فزع أكبر، من الذي يجيبه الأرض، الأرض تحدث أخبارها الأرض تتحدث مع الإنسان أنا الذي حملتك وأنت تعصي ربك على أرضي رمحًا من الزمن الآن يأتي الحساب ((وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا)) تهديد بل للتعقيب بل للتأكيد، الموعد جعله نكره غير معروف بدون ال تعريف والتذكير بالتخويف، الكثير منا يسمع زلزال بركان ولا يتم الفهم عليهم وعندما حدث الزلزال هو خفيف بسيط وفي مقياس ريختر شيء لا يذكر ورغم ذلك تحول الكلام النظري إلى شيء عملي، يوجد أُناس يعتقدون أنها شيء تافه سوف يأتي يوم ليس كما يريدون، وهذه تنفسية كما قال الله عز وجل ((ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون))”.
وبين سورة الزلزلة ((إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها)) وما هي الأثقال التي هي من آدم عليه السلام إلى أن تزلزل يخرجون شخص شخص متسائلًا لماذا عبر الله سبحانه وتعالى عن أثقالها؟ لماذا هذا الثقل؟، وأوضح أن الثقل تمامًا كالمرأة الحامل هذه الأرض التي حملت في باطنها جميع الخلق بسيئاتهم وأعمالهم وأفعالهم وشربهم وعانت هذه الأرض وما زالت تعاني ناهيك عن الحوادث في بطنها.وإستعرض حديث النبي عليه الصلاة والسلام (ما من يوم تطلع الشمس إلا تنادي الأرض على المتكبر عليها تقول له خفف الوطأة لا تتكبر علي فإني سأطوقك في بطني)، كما قال الله عز وجل ((منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أُخرى)).وتابع: “هذه الأثقال لا بد أن تلد هذه الأرض حامل مثقلة لا بد أن تلد يوم أن تلد تخرج أثقالها ترى الملوك والسلاطين والذين خاضوا الحروب والمعارك عبر التاريخ البشري يخرجون من الأجداد إلى ربهم ينسلون مرتعبون فزعون ثم تبدأ الأرض تتحدث فلان عبدني فلان عبد الله علي فلان عبد الحجر فلان عبد الشجر فلان إرتكب هنا كذا فلان فعل هنا كذا، كل شيء يدين الإنسان إلا العمل، وإذا العمل صالح الإنسان مالك الجنة غير ذلك يوجد مشكلة كما قال الله عز وجل ((فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين)) إعكس الآية المعنى صحيح يوجد أُناس من المؤمنين تبكي عليهم السموات والأرض لأنهم ماتوا إنقطعوا عن العمل الصالح ويوجد أُناس عندما يموتون يرتاحون ويريحون الخلق منهم ويريحون نفسهم من ذنوبهم لكثرتها”.وقام بتفسير وشرح باقي الآيات.
ولفت إلى النبي عليه الصلاة والسلام عندما خرج على أصحابه ذات مرة يتحدثون وكانت الشمس على وشك الغروب فلما وصل أحشموا أدبًا قال (بما كنتم تتحدثون) قالوا (يا رسول الله نتحدث عن الساعة وأُمورها) فقال (أُنظروا إلى تلك الشمس على وشك الغروب هو الذي نفسه محمدا بيده ما بقي من عمر الدنيا إلا كما بقي من هذه الشمس)، ونوه ترتيب الأُمور مع الله وتقوى الله.وأكد أن حركات الكون هي إشارات لأولي الألباب ولكن أكثر الناس غافلون. وفي الختام دعا الله سبحانه وتعالى أن يفرج الكرب وييسر الأمر.