عقد مؤتمر التحديات الصحية للمجتمع العربي
تاريخ النشر: 11/07/18 | 16:28عقدت لجنة تشغيل العرب والمساواة الاجتماعية برئاسة د. أحمد الطيبي، رئيس العربية للتغيير – القائمة المشتركة، مؤتمراً حول التحديات الرئيسية في تعزيز صحة السكان العرب والحاجة الفورية للتغيير نحو نمط حياة صحي وذلك بمبادرة من النائب الطيبي وجمعية تطوير صحة المجتمع العربي التي يرأسها بروفيسور بشاره بشارات وتنشط بها الناشطة عناق مواسي عضوة الجمعية ، وذلك بحضور نائب وزير الصحة يعكوف ليتسمان ومندوبي الوزارات المختلفة وصندوق المرضى كلاليت والمحامي اسامه السعدي وسندس صالح عن جمعية مجتمعنا وعدد كبير من الأطباء والجمعيات والمؤسسات الناشطة في هذا المجال، ونواب القائمة المشتركة مسعود غنايم وجمال زحالقه وحنين زعبي ويوسف جبارين وجمعة الزبارقه وسعيد الخرومي ووائل يونس، والنائب زهير بهلول والعديد من الناشطات في المجلس النسائي للعربية للتغيير. كما حضرها النواب ميكي روزنطال وميراف بن اري وموسي راز .
وفي كلمته الافتتاحية قال النائب د. أحمد الطيبي، رئيس لجنة تشغيل العرب والمساواة الاجتماعية: نعقد اليوم في لجنة تشغيل العرب والمساواة الاجتماعية في الكنيست التي أترأسها جلستها الثانية، حيث كنا قد عقدنا جلستها الأولى حول العنف والسلاح غير المرخص في البلدات العربية واليوم نقعد جلسة خاصة وهامة ول التحديات الصحية في المجتمع العربي”.
وأضاف الطيبي: “تشير المعطيات الى ان نسبة الاصابة بمرض السكري مثلاً لدى العرب هي ٢١٪ مقارنة ب١٢٪ لدى اليهود.
اما ارتفاع ضغط الدم فهو ٢٣،٤٪ لدى النساء العربيات مقابل ١٨،٧٪ لدى اليهوديات. ناهيك عن التدخين وامراض القلب ووفاة الاطفال . اما معدل العمر فهو ٧٩ عاما للعرب مقابل ٨٢،٧ لليهود ومعطيات أخرى مقلقة “.
البروفيسور بشارة بشارات تحدث عن الفجوة في الوضع الصحي بين العرب واليهود وينعكس في معدّل عمر السكان، وفيات الأطفال، تعرّض المجتمع ولا سيما النساء للتدخين القسري، قلة النشاط الجسماني، زواج الأقارب نسبته أعلى في المجتمع العربي، وظهور امراض عدة في السنوات الثلاثين الأخيرة كالسكري، ارتفاع ضغط الدم والسمنة، وما نسميه ” السمنري”. وشدد على اهمية تناول الخبز الاسود بدلاً من الأبيض، الاهتمام بصحة الأطباء أنفسهم، توجّه الأطباء العرب الى تخصص طب العائلة، وأهمية وجود منظمات تهتم وتعنى بالوقاية من الأمراض.
نائب سعيد الخرومي تطرق الى مسؤولية المجتمع العربي عن ذاته أيضاً من خلال تطوير نمط غذاء سليم، رفع الوعي الصحي والحفاظ على الصحة العامة.
عناق مواسي تحدثت عن اهمية التعاون بين وزارة الصحة والجمعيات من أجل إجراء تغيير مجتمعي في تخفيض استهلاك السكريات والمشروبات المُحلاة، وعرضت برنامج عمل جمعية دعم وتطوير صحة المجتمع العربي من ضمنه الإعداد لمهرجان للتوعية الصحية.
مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية ركّز على أهمية إيصال المعلومات والمعطيات التي عُرضت في الجلسة إلى كل بيت وكل عائلة في المجتمع العربي، التوعية على الغذاء الصحي في المدارس، وزيادة عدد الأسرة في المستشفيات.
الدكتور زاهي سعيد مستشار مدير عام خدمات الصحة الشاملة صندوق المرضى كلاليت عرض معطيات عن السمنة والامراض في المجتمع العربي، وشدد على وضع المرأة العربية والوزن الزائد لديها، واصابتها بضعف النساء اليهوديات بالسكري، وقدم توصياته بملاءمة الخدمات لشرائح المجتمع وإدخال علاجات السكري الحديثة وهي مُكلفة إلى سلة الأدوية. وناشد بمد عاملين عرب في الجهاز الصحي وفي أعلى المراتب.
وفي كلمته قال النائب مسعود غنايم : وفقاً لكل التقارير هناك فجوة كبيرة بكل ما يتعلق بالامور الصّحيّة بين الاطراف والمركز وبين العرب واليهود فنسبة الوفيات والمرض لدى العرب أعلى ، الخدمات الصحيّة أقل فاعليّة وجودة مما هو في مناطق المركز هناك نقص كبير في الخدمات الصحيّة في المجتمع العربي وهذا النقص ندفع ثمنه غالياً بحياة الناس .
على الحكومة ان تبادر لخطة طوارئ تخصص من خلالها ميزانيات كافية لسد النقص والتغلّب على الفجوة الموجودة.
ممثلة وزارة الصحة شلوميت أفني عرضت الخطة التي بلورتها الوزارة بالتعاون مع وزارة المالية ووزارة المساواة الاجتماعية، ويعمل عليها طاقم مشترك مع اكاديميين وصناديق المرضى. وتشمل الخطة الصحة النفسية، صحة المرأة والأطفال في الجيل المبكّر، السكري والتدخين، الأبحاث، البنى التحتية والقوى العاملة.
واستكملت هذه النقاط مندوبة وزارة المالية التي تطرقت الى الموارد المالية المخصصة لهذه الخطة واضافت وزارة التعليم.
كما شاركت الباحثة من معهد ” تاوب ” التي عرضت معطيات اضافية حول الفجوات الكبيرة بين العرب واليهود في مجالات الصحة ومنها التشوهات الخلقية لدى المواليد وزواج الأقارب.
النائب جمعة الزبارقة طالب في مداخلته وضع خطة تربية صحية توعوية وتثقيفية شاملة تعمل على نشر أنماط التغذية السليمة في المجتمع العربي، تشمل المدارس والروضات والجمهور الواسع وقال “في ظل انتشار الأمراض بنسب عالية في المجتمع العربي مقارنة بالمجتمع اليهودي، مثل السمنة الزائدة والسكري نحتاج لخطة وقاية تمنع تدهور الحالة الصحية للمواطنين العرب، لأن التغذية غير السليمة والأمراض الوراثية وغيرها وبسبب عدم الوقاية منها، تتفاقم وتستدعي بالتالي علاجا طبيا اختصاصيا ومكوثا في المستشفيات وهذا يزيد الضغط والعبء ويمس بالخدمات وخاصة في الجهاز الطبي في المناطق النائية والبعيدة ويزيد التكاليف، ووضع خطة عامة تشمل برامج توعية وحملات وملاكات وميزانيات هي أمر ضروري”.
المعطيات التي تم عرضها في اللجنة تتطلب جهداً كبيراً من اجل تقليص الفجوات وذلك عن طريق رصد المزيد من الميزانيات للمناطق المستضعفة والفقيرة ودعم جهاز الصحة العام الذي يخدم هذه الشرائح.
سندس صالح مديرة جمعية ” مجتمعنا ” قالت ان صحة الانسان يجب أن تكون فوق أي اعتبارات أخرى، نحن قلقون من وضع المجتمع العربي عامة والمرأة العربية خاصة، في ظل شح الموارد، الامراض المزمنة، الفجوات الكبيرة، الحاجة الى تمييز مصحح وبرامج ملائمة للمجتمع العربي.
الدكتور نعيم ابو فريحة رئيس جمعية أطباء النقب طالب بتنفيذ الوعودات ببناء مستشفى في منطقة النقب، وسد الحاجة الى الأطباء والممرضات، تقصير فترة الانتظار لإجراء عملية جراحية، وفيات الأطفال في الجنوب بسبب زواج الأقارب، التوعية للعيش الصحي ولكن أشار إلى انعدام المنشآت الرياضية. كما نوّه إلى أهمية ان يعرف المُعالَجون حقوقهم.
النائب وائل يونس ربط بين الوضع الاقتصادي للمجتمع والوضع الصحي له، مُشيراً إلى أهمية تطوير المجتمع العربي مالياً لتحسين وضعه الصحي، كما ذكر قضية التلوث في المستشفيات، واهمية إجراء الفحوصات الدورية الوقائية.
جعفر فرح مدير مركز مساواة الذي شارك في الجلسة تطرق إلى الفجوات الهائلة في الميزانيات من قبل الوزارة وصناديق المرضى وطالب بوضع خطة لسد هذه الفجوات، والاستثمار في المجتمع العربي، الحاجة الى توسيع برنامج تأهيل الممرضات مثلما يحدث في جسر الزرقاء، وطالب بزيادة عدد الملاكات في منطقة النقب حيث النقص الكبير في العاملين في المجالات الصحية، بما في ذلك النقص في عدد الأخصائيين النفسيين عامة في المجتمع العربي، ووجوب إضافة أسرّة في المستشفيات ومراكز طب طوارئ في البلدات العربية.
بكر عواودة مدير جمعية الجليل تحدث عن البحث الواسع الذي أجرته الجمعية عن الوضع الصحي للمجتمع العربي ويتبين منه الاصابات بمرض السرطان، ومعطيات عديدة متيسرة لمتخذي القرارات، وتطرق إلى اعتماد المواطن العربي على الطبيب كمرجعية رئيسية له، ولكن كثرة عدد المرضى لدى كل طبيب في صناديق المرضى يجعل العلاج سطحياً ولا يحصل المعالَج على خدمة لائقة. وطالب بتحديد عدد المرضى المسجلين لدى كل طبيب مثلاً 800 بدلاً من 3000 ، ورفع أجور الأطباء.
النائبة حنين زعبي تحدثت عن الظلم الذي يتعرض له المجتمع العربي من قبل المؤسسات الرسمية وانعدام الرغبة من قبل تلك المؤسسات بحل المشاكل الصحية للمجتمع العربي، وتطرقت الى الصحة النفسية وانخفاض نسبة الطلاب العرب الدارسين لها. وضرورة النضال وزيادة الضغط السياسي لتغيير سياسة الحكومة في هذا المجال بكل الوسائل النضالية الممكنة.
عودد رون من المعهد الاسرائيلي للديمقراطية تحدث عن أهمية التمثيل الملائم للمواطنين العرب في الجهاز الصحي وعدد الأطباء والطواقم العرب في المستشفيات والمراكز الطبية.
الدكتور زويا زبارقة من النقب تطرقت الى النساء في الجنوب اللواتي لا يتوجهن الى أي فحوصات أثناء الحمل وضرورة رفع الوعي لديهن وتهيئة الخدمات الصحية لهن.
النائب يوسف جبارين تطرق الى معطيات وتقارير ال OECD التي تشير الى ان اسرائيل قوية في مجال الصحة ولكن هذا لا ينطبق على المجتمع العربي، الخدمات متطورة للمجتمع اليهودي فقط، والدولة تعرف ذلك لكنها لا تحل المشكلة، مع وجوب بناء مستشفيات في المدن العربية وتغيير السياسة الحكومية تجاه المواطنين العرب.
حاجيت كوهين ممثلة وزارة المساواة الاجتماعية عرضت ايضاً الخطة التي تعمل عليها الوزارة لأنه مجال الصحة غير مشمول في خطة 922 لتطوير المجتمع العربي، وتحدثت عن برامج تأهيل الممرضات في جسر الزرقاء وفي الجنوب.
الدكتور عبد الهادي زعبي عرض ارقاماً ومعطيات حول نسب المرضى العرب، وطالب صناديق المرضى بتكثيف مجهودها لحث المجتمع العربي على الفحوصات الدورية.
الدكتور محمد عدوي العضو في جمعية تطوير صحة المجتمع العربي طالب بالتعامل مع العرب من منطلق المساواة التامة في مجال الصحة وفي باقي المجالات، فالحكومة وصناديق المرضى مُلزمون قانونياً بتقديم هذه الخدمات.
الإعلامية إيمان القاسم سليمان تطرقت إلى أقسام الصحة في السلطات المحلية العربية التي ينبغي ان يتم توسيع عملها وأدائها ليشمل خطة وتوعية صحية، بما في ذلك مكافحة مظاهر التدخين والأراجيل، وتحدثت عن صعوبة القبول لدراسة الطب والمواضيع الطبية في جامعات البلاد مما يدفع آلاف الطلاب العرب للدراسة في الخارج ويفقد بذلك المجتمع العربي لسنوات عديدة الشريحة التي يمكن ان تساهم في رفع مستوى صحة المجتمع العربي، كما طالبت بدعم الجمعيات والمنظمات العاملة في المجالات الصحية ورفع تمويلها من قبل الوزارات حتى تتمكن من أداء دورها في هذا المجال.
ثم جاءت كلمة نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان الذي أشاد بالجلسة ورئيسها وقال انه حضر خصيصاً للمشاركة فيها لأهميتها من وسط مؤتمر وزراء صحة من جميع أنحاء العالم ينعقد برعايته. وقال ليتسمان انه مهتم بقضايا صحة المجتمع العربي، زار مستشفيات الناصرة وموّل أجهزة طبية من ضمنها اجهزة سي تي ، وهو يتعامل بجدية مع جميع التوجهات التي تصله، وشرح عن الخطة التي تقودها وزارته لدعم صحة الجمهور العربي، وتشمل النقاط العينية المتعلقة به مثل الغذاء ومكافحة التدخين ومرض السكري. وأشار إلى خطوات وقرارات وقوانين بادر اليها مثل حظر الطعام غير الصحي في المدارس، وتمرير قانون فحوى المواد الغذائية. وأشار الى انه توجد فجوة بين الاوساط وبين الضواحي والمركز، وهو يعمل على سد هذه الفجوات من منطلق رؤيته بضرورة منح المساواة الصحية لجميع المواطنين، ولا فرق بالنسبة له بين عربي ويهودي. واوضح انه يطالب باستمرار بزيادة ميزانية وزارة الصحة لتمكينه من المضي بالخطة التي وضعها للمجتمع العربي.
ثم تتابعت المداخلات حيث تحدثت الطالبة هبة شحادة عن برنامج لمكافحة التدخين قامت بتطويره من خلال الهواتف الخلوية.
النائب زهير بهلول تطرق الى الفجوات في الخدمات الصحية بين العرب واليهود، بما في ذلك معدّل العمر، وضرورة ملاءمة سلة الأدوية للمجتمع العربي واحتياجاته.
فيصل محاجنة تحدث عن العلاقة بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي وبين الصحة، وأهمية خفض نسبة الفقر في المجتمع العربي لتحسين وضعه الصحي، ورفع الوعي لدى الجمهور للوقاية من الامراض.
النائب جمال زحالقة قال ان الجمهور العربي يعاني من التمييز بشكل مباشر وغير مباشر، وهو أمر ممنهج في مجالات الصحة، المطلوب تغيير السياسة القائمة وهذا يحتاج إلى تمويل خاصة وأن مجال الصحة غير مشمول في خطة 922. توجد حاجة الى تمييز مصحح في التمويل والميزانيات، وذكر انه والنائب احمد الطيبي من خلال كونهما عضوين في لجنة المالية، سيطالبان بخطة لسد الفجوات مع اهداف محددة على ان يتم انجازها في فترة اقصاها خمس سنوات.
عدي عدوي طالب بزيادة ميزانيات السلطات المحلية من اجل القضايا الصحية، وان تشمل البرامج مجال التعليم والرياضة والمبادرات الشابة.
البروفيسور ستافيت شيلو من قسم الوراثة في مستشفى هعيمق اشارت الى ان المشاكل الصحية للمجتمع العربي هي مشكلة المجتمع بأكمله، ولا بد من وجود رسالة صحية ناجعة والاعتراف باحتياجات المجتمع العربي على وجه الخصوص.
البروفيسور زمير محاضرة الطب العام في جامعة حيفا قالت يجب ليس فقط التفكير في كيفية حل المشاكل الصحية وانما انتاج الصحة.
يجدر ذكره انه شارك ايضاً في الجلسة محمود عاصي رئيس مجلس كفر برا، احمد زعبي رئيس المجلس الاقليمي بستان المرج، وممثلون عن هيئات ووزارات وجمعيات ومراكز أبحاث تعمل في مجال الصحة.
وأنهى النائب احمد الطيبي الجلسة قائلاً : “نعقد هذه الجلسة الهامة بالتعاون مع ” جمعية تطوير صحة المجتمع العربي” الذين نشكر ونقدر جهودهم، البروفيسور بشاره بشارات والأخت عناق مواسي، وبمشاركة نائب وزير الصحة ليتسمان ومندوبي الوزارات المختلفة وصناديق المرضى واخصائيين وباحثين ومهتمين من كبرى المستشفيات والجمعيات المدنية والمجلس النسائي للعربية للتغيير . ومن هنا ستتابع اللجنة القضايا التي طُرحت فيها وأبرزها الأمراض المزمنة في المجتمع العربي كالسكري، وفاة الأطفال، ملكات للأطباء وضمان عمل للأطباء العرب، الحاجة لإقامة دورات تجهيز لامتحان الترخيص الطبي، زيادة ملكات للتخصصات الطبية ، متابعة الخطة الخمسية التي عرضتها وزارة الصحة، متابعة الحصول على تمويل لهذه الخطة ، دعم الجمعيات والمنظمات الصحية، تأهيل ممرضات مع التركيز على منطقة النقب، واستمرار التواصل مع نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان لتقليص الفجوات في مجال الخدمات الصحية. وطالب د الطيبي باسم المشاركين الحكومة “تبني خطة خمسية طارئة لمعالجة هذا الوضع الصحي المتردي للمجتمع العربي واثاره السلبية القاتلة ”