خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان “الخلافات الزوجية” 2
تاريخ النشر: 30/03/14 | 19:00بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 27 جمادى الأول 1435هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘الخلافات الزوجية 2‘‘؛ هذا وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ محمود جدي، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: لقد ذكرت لكم في الأسبوع الماضي بأنه يجب على كلٍّ من الزوجين عند وجود خلاف بينهما أن يستحضرا قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ).
وقد بدأت معكم في الأسبوع الماضي عن المشاكل الأسرية التي يكون الزوج فيها سبباً، وذكرت منها:
أولاً: عدم الاهتمام بالزوجة وكأنه لا قيمة لها. ثانياً: مِنَّة الرجل على زوجته عندما يؤديها حقها. ثالثاً: تهديد الزوجة بالطلاق أو الزواج عليها. رابعاً: عدم غضِّ الطرف عن بعض الزلات والهفوات..”.
وأردف الشيخ قائلاً:” وها أنا أتابع الحديث في هذا اليوم عن المشاكل الأسرية والتي يكون الزوج فيها سبباً للمشكلة، فمن أسباب المشاكل في الحياة الزوجية عدم غض طرف الزوج عن بعض زلات وهفوات المرأة.
ترى الزوج يدقِّق على الشاردة والواردة، على الصغيرة والكبيرة في الشؤون الدنيوية، كأنَّه سجَّان وكأنَّها سجينة، يدقِّق على الصغيرة من الأمور الدنيوية خشية أن تقع في الأمور الكبيرة، وكأنه يظن أن المرأة يجب أن تكون معصومة، ولا يجوز أن تقع في مخالفة من المخالفات، وإذا أراد محاسبتها شدَّد عليها المحاسبة.
أيها الإخوة الكرام: الزوج العاقل هو الذي يتغافل عن بعض الزلات والهفوات الدنيوية التي لا تقدح في دين المرأة، وإذا أراد محاسبتها غضَّ طرفه عن الهفوات والزلات، وتأسى بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخبرنا ربنا عز وجل عنه، فقال تعالى: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ)..”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” أين نحن من هذا الخلق النبوي الشريف السامي العالي؟ هل الزوج حريص على دين زوجته إن قصَّرت، أم أنَّه حريص على حقوقه الدنيوية المادية المحضة؟ تراه يشدِّد على زوجته في هذا الجانب، وقد أهمل جانب الدين، لا يدقِّق على صلاتها ولا على صومها ولا على حجابها، ولا على اختلاطها بالرجال الأجانب، مع أنه مسؤول عن كل ذلك يوم القيامة.
أيها الزوج الكريم: غُضَّ الطرف عن بعض الهفوات والزلات المتعلقة بالحياة الدنيوية، ولا تدقِّق ولا تُشدِّد، لأنَّ هذا التدقيق مصدر كبير من مصادر الخلافات بينك وبين زوجتك، فلا تكن سبباً في وجود المشاكل من خلال التدقيق الشديد وخاصة على الأمور الدنيوية التافهة، وكن شديداً على مراقبة دينها مع كل اللطف، وأنت تتذكر قول الله تعالى: (فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى).
أيها الزوج الكريم: عالج نفسك قبل معالجة نشوز زوجتك، وخاصة إذا كنت أنت مصدر المشكلة، وتذكر قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ)..”.
وإختتم الشيخ خطبته بالقول أيها الإخوة الكرام، أيها الأزواج الأعزاء: اتقوا الله في نسائكم ولاتكونوا سبباً في خلق المشاكل بينكم وبين نسائكم من خلال عدم الاهتمام بالزوجة أولاً، ومن خلال المنَّة على الزوجة عند الإنفاق عليها ثانياً، ومن خلال تهديدها بالطلاق أو الزواج عليها ثالثاً، ومن خلال التدقيق عليها في الشاردة والواردة من الزلات والهفوات رابعاً، ومن خلال إهمال رأيها خامساً، ومن خلال منعها من مشاركة أهلها في أفراحهم وأتراحهم سادساً.
وتذكَّر أيها الزوج الكريم قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) رواه أبو داود. ولعل الحديث له صلة في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى..”.
بوركت شيخنا ابا احمد على مواضيعك المهمة والشيقه في ميزان حسناتكم ان شاء الله