إذا حَلَّ اللئيمُ بدارِ حُرٍّ
تاريخ النشر: 17/07/18 | 11:16نظمتُ هذه الأبيات من الشعر ارتجالا وتعقيبا على بيت شعر للشاعر الكبير ” ابن الوردي ” الذي اشتهر بالحكم وبقصيدته اللامية المطولة ، ومطلعها :
( إعتزلْ ذكرى الأغاني والغزل وَقُلِ الفصلَ وجانب مَنْ هزَلْ )
ويقول فيها :
( لا تقُلْ أصلي وفصلي أبدًا إنّما أصلُ الفتى ما قد حَصَلْ )
وبيته الشعري هو :
( إذا حلَّ الثقيلُ بدارِ قومٍ فما للسَّاكنينَ سوى الرَّحيل )
وأما الأبيات الشعريَّة التي نظمتهما أرتجالا ومعارضة له فهي :
( كرامُ الناسِ مَعدنهُمْ أصيلُ – ونهجُ حياتِهِمْ دومًا نبيلُ
وكم دار ٍ سَمَتْ بعزيزِ قومٍ – وفيها العيشُ مُخْضَرٌّ جميلُ
ربيعُ العُمرِ رَيَّانٌ نظيرٌ – وأجواءُ السَّعادةِ لا تحُولُ
وكلٌّ في مباهِجِهِ انتِشاءٌ – كَمَنْ لعبَتْ بمعطفِهِ الشّمُولُ
وَإنَّ الدَّارَ بالشُّرفاءِ تزهُو – مكارمُهُمْ ستخلدُ … لا أفولُ
ولكنَّ اللئيمَ بدار قومٍ – يُعكّرُهَا وَيحدُوهَا المُحُولُ
لئيمُ النفسِ شرٌّ .. بل وَبَالٌ – وَمَسعَاهُ التطفّلُ والفضولُ
شبيهُ البومِ ينعقُ في رسومٍ – وَدَيْدَنهُ التّملّقُ والوُصُولُ
وَدَيْدَنُهُ الخيانةُ .. لا ضميرٌ – حَقُودٌ أمْحَلتْ فيهِ الفصولُ
إذا حلَّ اللئيمُ بدارِ حُرٍّ – فإنَّ حلولهُ هَمٌّ وَبيلُ
وإنَّ الحُرَّ لا يقصي ضيوفًا – وكم ضيفٍ متاعبهُ تطولُ
وكم ضيفٍ يجيءُ بثوبِ خلٍّ – وَمظهرُهُ البَشاشةُ والقبولُ
ولكن كلّهُ لؤمٌ وغدرٌ – يكونُ وَرَاءَهُ خطبٌ جليلُ
كأفعًى سُمُّهَا موتٌ زؤامُ – وَيُخفي سُمَّهُ ذاكَ الرَّذيلُ )
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )