ندوة حول مصطلحات الهويَّة والمواطنة بالناصرة
تاريخ النشر: 20/07/18 | 13:33نظَّم المنتدى الثقافيّ لمجمع اللّغة العربيَّة في الناصرة، أمس الأربعاء، ندوة خصَّصها لاستعراض ومناقشة المعجم الذي سيصدر قريباً عن المجمع، بعنوان: “ألفيَّة الألفاظ والمفاهيم والمصطلحات في الهويَّة والإعلام والمواطنة”.عُقِدَت النَّدوة في مقر المجمع في الناصرة بحضور عدد من أعضاء المجمع، ولفيف من الدَّارسين والمثقَّفين والفنَّانين والأدباء والشَّعراء، حضروا من الناصرة، ومن مختلف المدن والقرى العربيّة في الجليل والمثلث والنقب للمشاركة في هذا الحدث الثقافيّ الذي يتطرَّق إلى موضوع يُعتبر الأول من نوعه على ساحتنا المحليَّة. تولّى إدارة النَّدوة مركّز عمل المنتدى، الشاعر سيمون عيلوطي، مشيرًا إلى أن هذه النَّدوة هي الثّانية التي يقيمها المنتدى، مذكّرًا أن الندوة الأولى: تمحورت حول العدد الأخير من مجلّةِ المجمع، المجلّة، وقد عقدت في حينهِ بمشاركةِ كتَّاب مقالاتِها.
أفتتح الندوة البروفيسور محمود غنايم، رئيس المجمع الذي رحَّب بالحضور، واستعرض في كلمته عمل الطواقم المختلفة في المجمع، والتي تعمل على إعداد معاجم في حقول علميَّة متعدّدة. بعد ذلك قام باستعراض المعجم كل من رئيس الطاقم المعد له، البروفيسور مصطفى كبها، والإعلاميِّة ديمة الجمل أبو أسعد عضوة الطاقم.وقد ورد في مقدمة المعجم: “يقدّم هذا المعجم ألفيَّة من مصطلحات، مفاهيم وألفاظ في ثلاثة حقول علميَّة: الإعلام، الهويَّة والمواطنة، متمايزة ومتداخلة في وعي وفهم الجمهور من جهة، وفي مخزون الألفاظ والتعابير المستخدمة بشكل يوميّ في الحيّز العام، وعلى منصّاته المتعدَّدة الأشكال والمنظومات من جهة أخرى. كانت نقطة الانطلاق في هذا المعجم اعتقادنا بوجوب كونه منظومة لمصطلحات ومفاهيم وألفاظ علميَّة “نامية” ومتحرّكة”، تجسّد وجهة نظر ينعكس فيها المحليّ والعام، وتتداخل فيه حقول معرفيَّة مختلفة، تتعلَّق بالإعلام والهويَّة والمواطنة.
ارتكزت عمليَّة اختيار المصطلحات والألفاظ والمفاهيم على مجموعة من الأسس والاعتبارات، كانت أهمّها: أن يندرج كل مدخل من المداخل، من حيث التَّصنيف والصّلة الموضوعيَّة، ضمن واحد أو أكثر من التَّصنيفات الثلاثة التي هي موضوع البحث والتَّعريف، مع مراعاة عامل الصّلات لمجال اهتمام ومدارك جمهور الهدف الافتراضيّ، ومدى انكشافه عليها من مرأى ومسمع وضرورات استعماله لها. فبالنّسبة لموضوع الإعلام، روعيَ في اختيار المداخل ديناميكيَّة التّغيير السّريع، والنّمو المطّرد للمصطلحات المستعملة في هذا المجال، في ظل الثّورة الشّاملة التي يمرّ فيها عالم المصطلحات، وسعيه للإجابة على مجموعة هائلة من الآليَّات والتَّطبيقات الجديدة، في المجال الافتراضيّ للعالم الرقميّ في منصات الشّبكة العنكبوتيَّة، ومواقع التّواصل الاجتماعيّ، لدرجة أننا، أثناء إعداد المعجم، واكبنا استحداث مصطلحات جديدة جاءت لتسدّ الحاجة للإشارة إلى تطبيقات ونظم جديدة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، عند الشّروع في إعداد المعجم، لم يكن هناك أي ذكر وتداول للمصطلح الإنجليزي “V.A.R”، ويعني الفيديو المساعد للحكم، للبتّ في قضايا خلافيّة ذات تأثير على مجريات المباراة، وهي آلية جرى استحداثها وتطبيقها في ألعاب مونديال كأس العالم في موسكو 2018، وقد رأينا أنّ من الضّروري إدراج هذا المصطلح في جملة مصطلحات المعجم، لما شهده من شيوع في الاستعمال أثناء ألعاب المونديال، وأثناء المراجعات ووضع اللمسات الأخيرة على هذا المعجم. أما فيما يتعلّق بموضوع الهويَّة، فقد رأينا شمل مصطلحات تتعلّق بالهويَّة، بوجوهها المختلفة، الشخصيَّة الفرديَّة والجماعيَّة، الإثنيَّة، الدينيَّة، القوميَّة، والوطنيَّة، مع التأكيد ثانية على الأخذ بالاعتبار مدى الصّلات وشكلها بالنّسبة لجمهور الهدف على المستويين المحليّ والعام، وكيفيَّة تقاطعها مع الحقلين الآخرين (الإعلام والمواطنة).
وبالنّسبة لموضوع المواطنة فهو، على حساسيَّاته المتعلّقة بالوضعيّة الخاصّة للأقليَّة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل وعلاقات جمهورَي الأقليّة والأغلبيّة فيها، فهو موضوع يتحاور أيضًا مع أبعاد عامّة تتعلّق بأوّليّات وأساسيّات العلوم السياسيّة والاجتماعيّة والألفاظ شبه “الثّابتة” التي بت فيها جملة من الفلاسفة العظماء منذ سنين طويلة، كالمصطلحات المتعلّقة بالحريّات الفرديّة للمواطن، ومدى تداخلها مع الحريّات العامّة، وذلك مقابل واجباته تجاه المجموعة الاجتماعيّة، أو المنظومة السياسيّة والمدنيّة التي يعيش بين ظهرانيها وفي إطارها. تجدر الإشارة إلى أن هذا المعجم: “ألفيَّة الألفاظ والمفاهيم والمصطلحات في الهويَّة والإعلام والمواطنة”، أعِدَّ في مجمعِ اللغةِ العربيَّةِ في الناصرة، من خلال طاقَم مختص، ترأسه البروفسور مصطفى كبها، وتألَّفَ من: الأستاذة ميسون شحادة، الإعلاميّة ديمة الجمل أبو أسعد، الكاتبة دعاء زعبي، والصحفي وديع عواودة.في نهاية اللقاء دار نقاش بين المحاضرين والجمهور، أثرى النَّدوة وأضاف لها الكثير من الأبعاد الثقافيّة.
من الموقد الثقافي