العكية سامية قزموز بكري ممثلة من طراز آخر
تاريخ النشر: 21/07/18 | 13:45تعد سامية قزموز بكري احدى الفنانات الفلسطينيات المبدعات المتميزات القديرات والمتمكنات اللواتي ارتقين الى العالمية.
وهي انسانة متعددة المواهب، ومتشعبة القدرات، وذات أداء أخاذ متألق ورائع. فهي كاتبة ومعلمة ومستشارة ومغنية وممثلة احترفت فن المسرحيد وقدمت أعمالًا فنية ومسرحية رفعت اسم بلدها عاليًا.
سامية قزموز بكري جاءت الى الدنيا في عروس البحر عكا، ونشأت وترعرعت في شوارعها وزواريبها، ولذلك فهي متمسكة بهذه المعالم الحضارية. عملت معلمة للغة العربية في ثانوية تيراسنطا بعكا، ولها افضال واياد بيضاء على أجيال عديدة.
عشقت سامية الفن والمسرح منذ شبابها المبكر، وشغفت بالابداع، واشتهرت بمسرحيتها ” الزاروب ” التي كتبتها ومثلتها في العام ١٩٩٢، وصالت وجالت في البلاد وفي عشرات الدول العربية والاوروبية للتعريف بحقيقة النكبة الفلسطينية.
واظهرت سامية في هذه المسرحية براعة تعبيرية وجمالية أخاذين، وما زالت تقدم عروضها على المسارح، وهذا دليل واضح على نجاحها وقوة نبض الذاكرة الفلسطينية.
ومسرحية ” الزاروب ” هي حكاية النكبة الفلسطينيين، تجسد مأساة ومعاناة الفلسطينيين، وتحكي قصة بلدها عكا وشتات أهلها، وتعلقها بمدينة الأسوار التي عجز نابليون عن اختراقها، وتستحضر ذكرياتها في الأيام الخوالي منذ نعومة اظفارها، وتذهب في حوار داخلي الى شوارع وأزقة ومساجد وكنائس ومقاهي عكا الفلسطينية القديمة والعريقة وتاريخ أصحابها الأصليين وأرضهم التي أغتصبت وصودرت. وكما قال أحمد عامر، رئيس تحرير جريدة ” الصباح ” التونسية: ” الزاروب هي قصة الناس الذين رحلوا عن عكا والذين بقوا فيها، قصة البلد من خلال امرأة في الأربعين تقطن المكان، وترصد ما تغير وتبدل به وبسكانه. وعكا هي رمز لكل المدن، والمراة هي كل النساء، وهي تعيد رسم فسيفساء المدينة، أزقتها، حاراتها، زواريبها، تقاليدها، أفراحها والحزن الذي حل، كل ذلك عبر قعدة فنجان قهوة وقصص من لحم ودم”.
وفي مسرحيتها، ومن خلال أدائها المميز الرائع، تجعلنا سامية قزموز بكري نحيا ونعيش التراجيديا الفلسطينية من بداياتها وكاننا نعيش فصولها من جديد.
وغني عن القول، ان ” الزاروب ” هي مسرحية نوستاليجية بامتياز ، وتشكل وثيقة تاريخية لادانة الجريمة والمأساة التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني.
سامية قزموز بكري ممثلة قديرة ومتمكنة واثقة بنفسها، أظهرت مقدرة ابداعية كبيرة، وحققت نجاحًا باهرًا باعمالها المسرحية الجادة الهادفة، وحفرت اسمها عميقًا وعاليًا على صخرة الفن المسرحي الملتزم، ويتميز أدأوها بالوضوح والصفاء الكامل والعفوية، وهي تحتل مكانة خاصة عند المثقفين والمبدعين واهل الفن والأدب، وتعددت حدود الاعجاب الجماهيري الذي نالته منذ بداية حياتها ومشوارها الفني، لاعمالها المسرحية الرائدة.
فللصديقة والفنانة المبدعة والانسانة المرهفة الرائعة سامية قزموز بكري أحر التحيات، مع تمنياتي لها بدوام الصحة والعافية، ومزيدًا من العطاء في مجال المسرح والكتابة الابداعية الراقية الجميلة، ولك الحياة والفرح.
بقلم: شاكر فريد حسن