يا ويلكوا من الله
تاريخ النشر: 24/07/18 | 13:42بناية جميلة ، شاهقة في لُحيظات تصبح رُكامًا..
قصر جميل أو يكاد ، كلّف عرقًا ومالًا يترنّح ويقع خلال ثوان فيضحي في خبر كان ، بل الأدهى والأمرّ انّك ستحاسب على هدمه !!!
وتتعالى الصّرخات والاحتجاجات والتذمّر وما من يسمع :
– يا ويلكوا من الله !!!
– يا ويلكوا من غضب الربّ المحبّ ساكن السّماء الذي خلق البشر كلّهم على صورته ومثاله !!!
رأيت هذا المشهد الدامي ، التراجيدي اليوم في سخنين عبر المواقع الالكترونيّة ، حين قامت الجرّافات بهدم منزل جميل وكبير في مدينة سخنين بحجّة البناء غير المُرخّص… حُجّة واهية لعنصرية طاغية !
حجّة القوي الذي يريد ان يسلب حقّ الضّعيف تمامًا كما فعلها صاحب الالف نعجة قديمًا والذي اشتهى نعجة جاره الفقير الوحيدة فاخذها منه عنوةً.. ذاك تاب وندم والقوم لم يتوبوا بعد !
ترقرقت الدّمعة في عينيّ.. وكيف لا وأنا كدْتُ أذوق هذه المسرحية المأساويّة على جلدي لولا الله رحمنا فجاء الشّرُّ أخف ، فاكتفوا بالمال الكثير كمخالفة .
لقد جعلونا مخالفين رغم انوفنا … جعلونا عُصاة ، ماذا نعمل وعددنا يكبر ويكبر وهذا طبيعيّ ويبقى مسطّح بلداتنا بائسًا ، يبقى على ما كان عليه او بزيادة بسيطة لا تفي بالمطلوب ، وينسى هؤلاء البشر أنّنا “غير شكل” فقد تعودنا وعشنا كلّ في بيته الخاصّ ، وحديقته الخاصّة ، وكرمته الجميلة وتينته ولا نرغب كثيرًا في سكنى الابراج وشواهق البنايات ، فإنّنا نخاف العلووو !!
نسوا أنّنا عرب نعشق اللُّحمة وأن نبقى مع بعض ، فالحنين يقتلنا والفراق كذلك ، والابناء يبقون بيننا وحولنا ويعيش الحفداء في بيوتنا يركضون ويحبون والفرحة تأخذ منهم مأخذًا .
جريمة وأكثر … جريمة نكراء ما تقوم به السلطات في البلاد من هدم بيوت العرب والتي دفع فيها اهلوها دماءهم وعرقهم ورأس مالهم .
الله يعلم اننا نطيع القانون ونعرف الأعراف ، ولكنها الضرورة المُلحّة ، وضيق ذات اليد ، والغبن الواقع علينا من جرّاء السياسة المرسومة لخنقنا والتضييق علينا ، فالخرائط الهيكليّة لبلداتنا تصرخ وتستغيث:
أكاد أختنق !!
وشبابنا يصرخون هم ايضًا وهم يرون المدن والبلدات اليهودية الجديدة ترتفع كل يوم في كلّ مكان حولهم وهم ممنوعون منها ومحرومون من أمثالها
أين نذهب يا بشر ؟!
اين نذهب يا شعب الله المُختار ؟!!!
تعبنا ، ضقنا ذرعًا ، ما عاد في قوس صبرنا من مُنزِع!!!
أزف الوقت وحان أن يتفرّغ اعضاء الكنيست العرب لمشاكلنا الداخلية وهمومنا التي تقضّ مضاجعنا ، فيعملون على حلّها ولو اضطر الامر الى الاضراب المفتوح والصراخ الذي لا يعرف الهدوء، وسدّ مفارق الطرقات. ، فالذي يده في الماء ليس كالذي يده في النّار كما قالت جدّتي مرّة!
حان الوقت ان نصرخ ونصرخ حتى تقوم الدنيا ولا تقعد.
بقلم : زهير دعيم