نصائح تساعد على تماسك العائلة
تاريخ النشر: 18/09/11 | 10:35العائلة المتماسكة تعني مجتمعًا متماسكًا، والمجتمع المتماسك يعني بلدًا متماسكًا، هذه حقائق لا تخفى على أحد. والمشكلة التي يعاني منها الكثير من العائلات في وقتنا الحاضر تتمثل في انتشار النزعة الفردية وفتور العلاقات بين أفراد الأسرة، وقد ينجم عن هذا أكبر الأخطار على الأسرة، وهو تفككها وعدم وجود روح التعاون الجماعي بين أفرادها. فهل فكرت في الوسائل التي تزيد من تماسك عائلتك؟
ثبت علميًا أن العائلة التي تعيش حالة من التماسك والوحدة يتمتع أفرادها بصحة جيدة، وتعرضهم للأمراض أقل بكثير من أفراد العائلة التي تغيب عنها مقومات التماسك والترابط العائلي. هذا ما أكدته دراسة للخبيرة الاجتماعية البرازيلية، سيلفانا دوغلاس، فبرأيها أن الحالة العاطفية للعائلة تتدخل حتى في الصحة العقلية لأفرادها.
ورغم أنه ليس من السهل تحقيق التماسك بين أفراد العائلة؛ ولكنه ليس بالمستحيل أيضًا، لذلك شددت سيلفانا على أن تماسك العائلة ووحدتها يعني أيضا نجاح أفرادها في الدراسة والعمل والحياة اليومية، بالإضافة إلى الثقة بالنفس أمام المجتمع بشكل عام.
حددت سيلفانا تسع نصائح اعتبرتها مهمة جدًّا لتحقيق التماسك والوحدة بين أفراد العائلة، وهي:
أولاً: إدراك كل فرد لأخطائه
أفضل حل لتصحيح الخطأ هو الاعتراف به أولاً، ومن ثم محاولة تصحيحه بالشكل السليم. ولن تفيد أي جهود لتصحيح الخطأ إذا لم يكن هناك اعتراف به. وتنصح سيلفانا، كل سيدة بتعليم أبنائها إدراك أخطائهم تجاه بعضهم البعض والاعتذار عن ذلك الخطأ والاعتراف به وتحمل المسؤولية. وتابعت: “إن إدراك كل فرد من أفراد العائلة لأخطائه يساعد على عدم تطور سوء التفاهمات وتفاقم المشاكل؛ لأنه متى أدرك الفرد خطأه واعترف به فإن الغموض يختفي وتصبح الصراحة هي الأساس”.
ثانيًا: معرفة كل فرد لحدوده
عن هذه النقطة أكدت سيلفانا أن معرفة كل فرد من أفراد العائلة لحدوده تمنح الآخرين راحة نفسية خاصة، وتبعث على السلام والاطمئنان بأن الحدود المرسومة في العلاقات بين أفراد العائلة محترمة ولا يتجاوزها أحد. وأضافت: «هذا يبدأ منذ الصغر، ذلك أن التعود على الفوضى يزيل جميع الحدود ويؤدي إلى تشابك العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة بحيث لا يعرف من هو الكبير ومن هو الصغير، وتغيب المعايير التي يتم على أساسها رسم الحدود».
ثالثًا: استثمار العاطفة العائلية
على العائلة إظهار العواطف وتفادي إخفائها؛ لأن ذلك يؤدي إلى تصادمات بين أفرادها. فيجب إظهار الحب والاحترام والاعتراف إن كانت هناك عواطف سلبية. تتابع سيلفيا مخاطبة الأمهات: “حاولي أن يكون موقف عائلتك موحدًا في إظهار العواطف أمام الآخرين وأمام بعضهم البعض؛ لأن إخفاءها يؤدي إلى حدوث تراكمات قد تؤثر تأثيرًا سلبيًّا على العلاقات بين أفراد الأسرة”.
رابعًا: تجنب الروتين في العلاقة
أوضحت سيلفانا أن من واجب أفراد العائلة التطرق لمواضيع مختلفة واتباع الحداثة في الحياة اليومية. فإن كان لدى أحدهم أمر جديد يتوجب عليه طرحه، وإن كان هناك موضوع جديد يكسر الروتين يجب طرحه والحديث عنه أيضًا. فالروتين قد يؤدي إلى فتور العلاقات بين أفراد الأسرة.
خامسًا: الاستعداد الدائم للحوار
الحوار يعتبر أساسًا متينًا لحل أي مشكلة من المشاكل التي تحدث في الأسرة، حسب رأي الدراسة، فغيابه بين أفراد العائلة يؤدي إلى الفردية في اتخاذ القرارات، الأمر الذي يتسبب في تفاقم سوء التفاهمات ووصول المشاكل إلى منعطفات خطيرة تؤدي إلى تفكك الأسرة.
سادسًا: إيجاد وقت للاستمتاع الجماعي
هنا أشارت الخبيرة إلى أنه ينبغي على الأسرة إيجاد أوقات للاستمتاع الجماعي كالذهاب في نزهات جماعية، وكذلك حضور المناسبات والأفراح بشكل جماعي. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق طرح خيارات للخروج من الروتين من أجل العودة بروح جديدة من التعاون.
سابعًا: احترام الصغير للكبير
من أخطر المشاكل التي تواجه الأسرة الحديثة هو فقدان الاحترام للكبار في السن واعتبار فروق العمر على أنها سلبية وليست إيجابية. تتابع سيلفانا: “إن الكبر في السن يعني الخبرة في الحياة، ويتوجب على الصغار احترام هذه الخبرة والعمل على الاستفادة منها بدلا من الاستهزاء بما يقال أو يوصف بالعقلية القديمة أو الحديثة. فالخبرة لا تعني ولا بشكل من الأشكال أن من يتمتع بها هو ذو عقلية قديمة أكل عليها الدهر وشرب. وحتى إذا لم يقتنع أحد أفراد العائلة بما يقوله جده مثلاً فمن أبسط الأمور هو احترام ما يقوله”.
ثامنًا: التعاون في الشؤون المنزلية
برأي الخبيرة سيلفانا أن التعاون يجب أن يكون هو الأساس في العلاقة بين أفراد الأسرة، وحذرت من الاعتماد على الأم أو الأخت فقط في ترتيب الشؤون المنزلية؛ لأن ذلك يعتبر مسؤولية الجميع. وعلّقت: “ليس هناك عيب من قيام الأب أو الابن بتنظيف وترتيب الشؤون المنزلية”.
تاسعًا: التمتع بمزاج جيد
رغم أن هذا الأمر يتطلب جهدًا من النفسية البشرية، إلا أن التمتع بمزاج جيد، هو نوع من التمرين، يؤدي إلى نشر جو من التفاؤل والبهجة داخل الأسرة؛ لذلك يجب على من يتمتع بروح الدعابة بين أفراد الأسرة أن يضحك البقية.