أندلس الشرق
تاريخ النشر: 30/03/14 | 22:33بقلم: د.سامي إدريس
أقفُ على سفح الجبل صبيحة يوم الأرض كما وقف محمود عباس مخاطبأً المجلس الثوري لحركة فتح، في لحظة عاطفية نادرة قائلاً لهم وللفلسطينيين ككل: ” انني بلغتُ من العمرِ التاسعةَ والسبعينَ، ولن أخونَ شعبي!!
محمودُ عباسَ اعترِفْ
فلتعترفْ.. لا تعترفْ!!
وجَمَ الزمانُ فلا تُضَيِّعْ فرصَةً
هذي البلادُ لعابريها ساكنيها مُتْرَفيها
عبروا اليها يوم أنْ عبر الحياءُ الى السَّما
وتلعثما.
والمسرَحيةُ ليسَ تعرفُ ما نهايتُها،
ومَن أبطالها،أو من يكونُ مُلَقّنوها
لكنهُ يا سيّدي مهما سيحدثُ .. تعترفْ
لا تعترفْ!!
قدسٌ لنا، قدسٌ لهم
تتكاثفُ الأسرارُ والأخبارُ
يتهادنُ الثوّارُ
يافا لهم، يافا لنا
حيفا وعكا وصفدْ
لَهمْ لَهُمْ لَهُمْ لَهُمْ
امُّ الفَحِمْ ..
خذها، فإنا لا نطيقُ شَبابَها أُمُّ الفَحِمْ
ونريدُها عِبريِّةً ، تأوي صَعاليكَ العربْ
هلْ إنَّ في هذا ظُلُم؟!
وتكونُ أندَلُسَاً ونأكلُ في طِباقٍ من ذهبْ
نبني هياكلَ عند أقصاكم فيرتاحُ الغضبْ
ويعودُ دافيدٌ مع شلومو ومزمورَ القصبْ
ويُطلُّ من كانَ احتجبْ !!
خلفَ السُّحبْ!!
***
فلتعترفْ.. فاوِضْ وفاوِضْ واعترفْ
إنّ السياسةَ لُعبةٌ آذارُ مدَّدَها الى نيسانا
مَدِّدْ تفاوُضَكَ الأخيرَ الى السّقفْ
ونبوءةُ التّاريخِ شاءتكَ البطلْ
فاطوِ العهودَ مريرةً ما كانَ كانا
ولتنسَ قاتلَ من قُتلْ
من شعبكم ، من شعبنا منذ الأزلْ
رغم اختلاف القيمةِ المُثلى لجنديٍّ لنا
وعلى مَهِلْ.. لمّا تزلْ
في أرضِنا أرضِ الحليبِ والعسلْ
ستكونُ حرّاً ليسَ تدفعُ جِزيَةً
وَكأهلِ ذمَّتِنا الأُوَلْ
ووزيرَنا سيفَ بنَ نَغْدَلَةٍ تكونُ
الأرضُ كلُّ الأرضِ لكْ
ولكَ السهولُ لكَ السنابلُ والجبلْ
ولك الغيومُ لك الترابُ لكَ المطرْ
والنّحلةُ الممشوقةُ الشقراء تدعو بالقبلْ
ولكَ العسلْ، كلُّ العسلْ
***
دعْ عنكَ إسْماعيلَ في حَمَساتِهِ
لا بدَّ تقتلُهُ ظُّنونُ الأنبياءْ
وادفنْ صلاحَ الدينِ في زنزانةٍ
وافرحْ بأسرى حُرّروا وتحرّروا
***
كم كنتَ في زمنِ الشّبابِ مناضلاً
وبقيتَ في زمنِ المشيبِ مناضلا
الشعبُ خلفكَ رافعين الى الجهادِ قنادلا
والسِّلمُ إنْ سُدّتْ منابرُه يصيرُ مقاتلا
***
في أندلُسِّ الشرقِ أنتَ مسافرٌ
في مرجِ عامرَ أنتَ سيّدُ مائِهِ وسمائهِ
ستعيشُ في كنفِ ابن ميمونٍ وفي عليائهِ
وتعودُ قرطُبةٌ، طُلَيطِلَةٌ الى يافا وحيفا والجليلِ
ويمرُّ فوق البحرِ طائرُكَ المعذّبُ والشريدُ
ويعودُ لَقلَقُنا السعيدُ
يعودُ مزهوّاً يرافقهُ النشيدُ
وطني لكلِّ الساكنين به فعودوا