أمسية لتكريم ووداع الحجاج في أم الفحم

ها هي قوافل المهاجرين إلى الرحمن تحزم أمتعتها وتستعد للهجرة إلى الله سبحانه وتعالى تلبية لنداء رب العزة ونداء نبيه إبراهيم عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليهتفوا بأعلى أصواتهم “لبيك أللهم لبيك..”، ها هي تلتقي اليوم في المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم لنكسب أجر مجالستهم وتكريمهم وتوديعهم وأعيننا المزينة بالدموع وقلوبنا المحملة بالشوق ملوحين لهم بأيدينا وطالبين منهم إبلاغ السلام لرسولنا أبا القاسم محمد صلى الله عليه وسلم بينما نحتفي بهم ونكرمهم ونضعهم فوق المقل والرؤوس، وبهذه المناسبة العظيمة نظمت بلدية أم الفحم والمركز الجماهيري مساء اليوم (الخميس) أمسية دينية وتوعوية وإرشادية لحجاج بيت الله الحرام لهذا العام، من مدينة أم الفحم والمنطقة، وذلك قبل سفرهم لأداء مناسك الحج، وذلك بهدف تكريمهم وبنفس الوقت تزويدهم بالمعلومات والتوصيات الهامة والضرورية في عدة مجالات حفاظاً على أمنهم وسلامتهم بالإضافة إلى وصايا دينية لأداء الحج مع الوعي العملي لكيفية أداء هذه الفريضة والوعي للمعاني الروحية لكل منسك من مناسك الحج.وقد إفتتحت الأمسية بـتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ما تيسر من سورة الحج تلاها على مسامع الحضور الشاب خليل محمد خليل، ثم تسلم الشيخ أحمد أبو بكر محاميد عرافة الحفل ليديرة بكل جدارة وإقتدار، ولتنطلق فقرات الأمسية.

إفتتح الشيخ طاهر كلمته بالترحيب بحجاج بيت الله الحرام، وهنئهم على هذه المنزلة العظيمة، وتقدم بالشكر الكبير لطاقم عمل المركز الجماهيري وللسيد محمد صالح إغبارية – مدير عام المركز الجماهيري ومسرح وسينماتك أم الفحم مؤكداً على دور المركز الريادي والمشهود له من القاصي والداني،
وشكرهم على تنظيم هذه الأمسية لتكريم حجاج بيت الله الذين سينطلقون لأداء أكبر وأعظم شعيرة من شائر الإسلام، ألا وهي شعائر الحج، فدعا جميع الحجيج إلى تعظيم هذه الشعيرة في قلوبهم، والإبتعاد عن كل مظاهر السمعة والرياء، وجعل نيتهم بالحج خالصة لله تعالى، وأن يبذلوا جهدهم خلال الحج للتفقه في الشعائر ومعانيها، وعدم إقصار الحج على أداء الطقوس إنما التفكر في المعاني الروحية السامية التي لأجلها شرع الله سبحانه وتعالى الحج للناس، مؤكداً أن من فهم ووعى هذه المعاني فسيسكب العبرات (الدموع) ويهو يعلم ويذوت هذه المعاني الجليلة التي حج لأجلها وأتى وسافر ليقطع هذا العهد على نفسه مع الله، فالحج هو حج للأرواح قبل أن يكون للعضلات والأجساد، ثم تمنى لجميع حجاج بيت الله الحرام السفر الآمن والصحة والعودة سالمين.

إفتتح كلمته بالحمد لله والثناء، ثم الصلاة على نبينا الكريم، ثم تقدم بالتهنئة لحجاج بيت الله الحرام، ثم أضاف: جئنا اليوم لنطمئنكم جميعاً اننا في لجنة الحج والعمرة قد أنهينا جميع الإستعدادات لبدا التفويج وإنطلاق الحجاج، وان جميع ترتيبات السفر والوصول والسكن وأداء المناسك والعودة باتت جاهزة، موضحاً أن هذه تنفيذ هذه الإجراءات على الأرض يتطلب فقط التحلي بالصبر على طوال فترة السفر، فمحطات هذه العبادة كثيرة وفيها تنقل وسفر كثير، وهذه الأمور تتطلب الصبر خلال أدائها، مشدداً على أهمية التركيز خلال هذه العمليات على المداومة على الذكر والتسبيح والتهليل وإستغلال الأوقات هناك في أداء العبادات وحضور الدروس وسماع المحاضرات وعدم الإلتهاء في أمور قد تضييع على الحاج أجره، وختم بتمنياته للجميع بحج مقبول وسعي مشكور وعودة آمنة وسالمة إلى أهلهم وديارهم.
فقرة إنشادية للشيخ حسن عبد اللطيف جبارين بعنوان “يا راحلين إلى منى..” قام بأدائها بشكل رائع حرك مشاعر الحضور ولاقى إعجابهم على حسن أدائه وإختياره.

إفتتح الشيخ د. رائد فتحي محاضرته قائلاً، لكي نحج بأروحنا قبل أجسادنا، وإستهل في محاضرة دينية شيقة تنقل فيها بين محطات ومناسك الحاج مبيناً كيفيه أدائها بالشكل الصحيح وموضحاً معناها ومغزاها الروحي، ليرفع الهمم ويزيد القلوب شوقاً إلى ثرى بيت الله الحرام وإلى روضة حبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما وبين المواقيت المكانية والمواقيت الزمانية وبين عظمة هذه الشعائر وأجرها عند رب العالمين إذا ما نجحنا في تأديتها جسداً وروحاً، وهي رحلة تبدأ بإنطلاق الروح قبل اللسان بنداء “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك.. لبيك”، وقام خلال على طول المحاضرة بإستخدام وسائل إيضاح ورسومات وفيديو، فهام الحضور شوقاً لها، وتحركت قلوبهم شوقاً وحنيناً، فكانت محاضرة غاية في الإبداع وقمة في الفائدة وفضاء من السمو الروحي، فيا لها من مقدمة مباركة لحج نوى ان يترك كل من خلفه ويسعى ملبياً لله.

ثم كانت الفقرة الضرورية والهامة وهي تقديم الإرشاد الطبي والصحي والأمني لجمهور الحجاج، وتحذيرهم من بعض الأمراض أو الإصابات أو التعامل الخاطئ مع بعض المواقف التي قد يقع فيها الحاج وكيفية التصرف في حالات الطوارئ أو الحوادث، وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة في الواقية والعلاج في حالة الإصابة لا سمح الله، وذلك حفاظاً على سلامة وأمن حجاجنا، فأبدع الدكتور عبد الكريم إغبارية ود. طائي جبارين في هذا المضمار فلهم منا كل الشكر والثناء ودمتم عوناً وسنداً لأهلكم وبلدكم دائماً.
تكريم الحجاج وتوزيع الهدايا:ثم كانت فقرة تكريم حجاج بيت الله الحرام وتوزيع الهدايا المقدمة من المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم ومحلات طيبة لصاحبها الأخ محمود محاجنة أبو حمد، وندعو الله ان يبارك له ولجميع من ساهم في تمرير هذه الأمسية المميزة.